دمشق مستاءة.. والحريري محبَط – بقلم: (حسان الحسن)

في هذا الصدد، يؤكد مصدر متابع لزيارة وزير الخارجية التركية أحمد داود أوغلو للبنان، أن جلّ ما أراده الأخير من خلال زيارته، هو إقناع المسؤولين فيه بالسماح لتشييد مخيم لـ”النازحين السوريين.
ويشير المصدر إلى أن أوغلو غادر بيروت خالي الوفاض، بسبب عدم استجابة بعض المسؤولين اللبنانيين لمطلبه، والذين آثروا عدم الدخول في مغامرة كهذه غير محمودة النتائج، خصوصاً بعدما أثبت القيادة السورية قدرتها على المواجهة وانتزاع زمام المبادرة وتغيير قواعد اللعبة لمصلحتها.
ويعتبر المصدر أن زيارة وزير الخارجية التركية مماثلة لزيارة وزيرة الخارجية الأميركية السابقة كونداليزا رايس إبان عدوان تموز في العام 2006، والتي دعت خلالها بعض الأفرقاء اللبنانيين إلى الانقاض على المقاومة من الداخل، على قاعدة: تكامل الهجوم العسكري “الإسرائيلي” – الأميركي، مع الحصار السياسي الذي قد تفرضه بعض الجهات اللبنانية على المقاومة ومحاولة عزلها، إساهماً في الإجهاز عليها.. غير أن حساب الحقل الأميركي لم يتطابق مع حساب بيدر قوى 14 آذار، المتوجسة من احتمال انتصار المقاومة آنذاك، الأمر الذي يؤدي إلى خسارة كل أوراقها، وبالتالي خروجها النهائي من السلطة، فاكتفت القوى المذكورة بتحميل مسؤولية نتائج “المغامرة” لفريق المقاومة.
ويقول المصدر: “إن تاريخ تموز 2006 يتكرر اليوم، من خلال زيارة أوغلو، مع وجود عامل صمود جديد، وهو تضامن غالبية مكونات الحكومة في رفض أي محاولة لاستهداف منظومة الممانعة، وفي طليعتها سورية”.
وفي سياق متصل، ينقل مرجع لبناني قريب من دمشق استياء القيادة السورية من موقف الحكومة اللبنانية ورئيسها، الداعي إلى النأي بالنفس عن المؤامرة التي تستهدف الاستقرار السوري، ومن الزيارات المتتالية لبعض مسؤولي الدول الشريكة في المؤامرة المذكورة للبنان، وتحديداً زيارتي قائد المنطقة الوسطى في القوات الأميركية الجنرال جيمس ماتس، وأوغلو، مذكراً بالمواقف السورية إزاء الأزمات التي عصفت بلبنان، وآخرها عدوان تموز، حين قدمت سورية ما بوسعها من دعم سياسي وعسكري ولوجستي في سبيل نصرة لبنان وصموده، مشيراً إلى أن لبنان الرسمي لم يعامل سورية بالمثل.
وكشف المرجع أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أبلغ الرئيس سعد الحريري خلال زيارته الأخيرة لأنقرة، أن سقف الحملة التركية على سورية لن يترفع أكثر مما هو عليه، فأصيب الحريري بالإحباط، وقد بات يدرك أن الآمال التي بناها على سقوط النظام السوري باتت مجرد أضغاث أحلام.
Best Development Company in Lebanon
iPublish Development offers top-notch web development, social media marketing, and Instagram management services to grow your brand.
Explore iPublish Development