الأخبار اللبنانية

بشور في مهرجان الجبهة الديمقراطية في دمشق:

بشور في مهرجان الجبهة الديمقراطية في دمشق:
– التطورات الدولية اعادت الاعتبار لليسار المدعو بدوره لمراجعة تجاربه والانغماس في تربة شعبه وتراث امته.

– المصالحة والحوار في القاهرة دعم لغزة في صمودها، ولاهل القدس في مواجهة التهجير، ولكل الفلسطينيين.
– جدران العزلة والحصار تتكسر من حول سوريا التي لم تساوم على المقاومة في لبنان وفلسطين والعراق.
– اذا اراد اوباما مقاربة اذكى تجاه منطقتنا عليه ان يحترم حقوق الشعوب ويخرج من سياسة الانحياز للعدوان والاحتلال.

 

قال  السيد معن بشور المنسق العام لتجمع اللجان والروابط الشعبية، الامين العام السابق للمؤتمر القومي العربي ان التحولات الاقليمية والعالمية، لا سيما مع انكشاف الازمة البنيوية العميقة للنظام الرأسمالي العالمي، تشكل فرصة تاريخية جديدة لليسار العربي والعالمي كي يستعيد دوراً طليعياً له بعد ان تراجعت قدراته وفترت همته اثر الزلزال الكبير الذي عصف بالعالم مع انهيار الاتحاد السوفياتي والمنظومة الاشتراكية.
وقال بشور ان هذه الازمة المالية والنقدية  والاقتصادية الضخمة التي تعصف بعالم اليوم، وخصوصاً بالنظام الاحتكاري الربوي القائم في الولايات المتحدة الامريكية ستكون شبيهة في نتائجها وتداعياتها بتلك الازمة الكبرى التي عصفت بالنظام الاشتراكي العالمي قبل عقدين من الزمن، وان اليسار العربي مدعو الى الاستفادة من هذه الفرصة التاريخية عبر اجراء مراجعة كبرى لتجربته السابقة، وعبر الانغماس باصالة وجدية في تربة شعبه وفي تراث امته، لان التيار اليساري العروبي هو احد تيارات الامة الرئيسية، وان مشروع النهوض الحضاري في الامة لا يقوم على تفاعل خلاق، وتكامل متطور، واحترام اصيل للتنوع، بين تيارات الامة الوطني منها والقومي والاسلامي واليساري والليبرالي وهو ما حرصنا على مدى العقدين الماضيين على توفير اطر التحاور والتفاعل لتحقيقه في المؤتمر القومي العربي، والمؤتمر القومي / الاسلامي، والمؤتمر العام للاحزاب العربية، وفي سائر الملتقيات الدولية التي انعقدت في عواصم عدة في العالم لا سيما ملتقى حق العودة في دمشق وملتقى القدس في اسطمبول.
كلام بشور هذا جاء خلال  المهرجان المركزي الذي اقامته الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في الذكرى الاربعين  لتأسيسها في ساحة النادي العربي الفلسطيني في مخيم اليرموك في دمشق وتحدث فيه كل من امين عام الجبهة السيد نايف حواتمة، ومدير مكتب الاعلام والنشر في القيادة القومية لحزب البعث السيد محمد حبش، وسفير كوبا في سوريا وحضره ممثلون عن احزاب الجبهة الوطنية والتقدمية واحزاب وفصائل فلسطينية وسورية وعربية بالاضافة الى عدد كبير من سفراء الدول العربية والصديقة والاجنبية والالاف من ابناء المخيمات الفلسطينية في سوريا.
بشور استهل كلمته بتوجيه التحية الى الجبهة الديمقراطية وامينها العام رفيق الدرب الطويل، درب المقاومة والكفاح، درب الوحدة والتقدم، مشيداً بالسمات العقلانية والفكرية والوحدوية للجبهة.
بشور اعتبر ان للزمان الذي ينعقد فيه هذا المهرجان ولمكانه معان ودلالات خاصة، اذ انه ينعقد بعد انفراج ملموس في العلاقات الفلسطينية – الفلسطينية تمثل في الخطوات التي قطعتها مسيرة المصالحة والحوار بين الفصائل الفلسطينية في القاهرة والتي نأمل ان تستكمل وبسرعة لكي نرى حكومة فلسطينية واحدة تنهي الانقسام وتعيد اللحمة، ومنظمة تحرير فلسطينية جامعة ومتطورة، وانتخابات تشريعية ورئاسية نزيهة معبرة عن ارادة الشعب الفلسطيني، ذلك ان تحقيق هذه الامور هو القادر على اخراج شعبنا الفلسطيني من حال الانقسام الى الوحدة،  واخراج المشروع الوطني الفلسطيني من حال الارتباك الى حال الفعل والتأثير، والقضية الوطنية الفلسطينية من حال الاهتزاز الى حال التوهج والقدرة على حشد الطاقات والقوة.
وقال بشور ان المرتكزين الرئيسيين للنضال الوطني الفلسطيني هما المقاومة والوحدة، واي خلل في اي من هذين المرتكزين ينعكس سلباً على قضية مقدسة يعود عمرها الى ما اكثر من قرن، وكافح في سبيلها قادة ومناضلون وشهداء من كل التيارات من الشهيد الشيخ عز الدين القسام رمز التواصل بين سوريا وفلسطين، الى الشهيدين عبد القادر الحسيني وسعيد العاص بطلا معارك الدفاع عن القدس، الى فتحي الشقاقي والشيخ احمد ياسين والرنتيسي، الى ابو علي مصطفى وغسان كنفاني وعبد الكريم حمد قيس ، وعمر القاسم، الى كمال ناصر وعبد الوهاب الكيالي، الى غيفارا غزة وسعيد صيام، الى ماجد ابو شرار وابي الهول وابي اياد وابي جهاد والرئيس الشهيد ياسر عرفات الذين جسدوا باستشهادهم واستشهاد رفاقهم لوحة التكامل بين تيارات واتجاهات كانت وستبقى حيّة في صفوف شعب فلسطين.
ورأى بشور ان افضل ما تقدمه الفصائل الفلسطينية لاهل غزة بعد صمودهم الاسطوري هو الوحدة، ولاهل حي البستان في منطقة سلوان في القدس في معركتهم ضد التهجير هو الوحدة، ولعموم اهل الضفة  في وجه الاحتلال والاستيطان هو الوحدة، ولكل اهل فلسطين 48 المهددين بالاقتلاع والترحيل هو الوحدة، ولفلسطينيي اللجوء والشتات الممنوعين من حق العودة هو الوحدة، ولكل مناضلي الامة واحرار الامة المتمسكين بحق فلسطين هو الوحدة.
واشار بشور الى ان هذا الانعقاد ينعقد في زمن تحولات اقليمية ودولية كبرى ساهم في صنعها مقاومو امتنا في فلسطين ولبنان والعراق والصومال وصولاً الى افغانستان، ذلك ان المنظمة والعالم بعد صمود غزة هما غيرهما قبل هذا الصمود، وهما بعد هزيمة العدو الصهيوني في جنوب لبنان غيرهما قبل هذه الهزيمة، وهما بعد انجازات المقاومة العراقية غيرهما قبل تلك الانجاز.
واذ ذكّر بشور بأهمية مخيم اليرموك ومخيمات الشهداء في سوريا، وهي مخيمات الصمود والصامدين ، والصبر والصابرين، والبذل والباذلين، فانه رأى ان انعقاد هذا المهرجان اليوم في سورية العروبة والاباء هو شهادة لسوريا ولشعبها ولقيادتها ولرئيسها الدكتور بشار الاسد، ولحزب البعث وسائر القوى الوطنية والقومية فيها التي اثبتت الايام انها صف واحد في مواجهة اعداء سوريا والامة، انها شهادة على الصمود على ثوابت الامة وعلى المبادئ والقيم في اصعب الظروف واحلكها، فلم تساوم دمشق  على المقاومة في غزة رغم كل الضغوط، وعلى المقاومة في لبنان رغم التهديد والعدوان، وعلى المقاومة في العراق رغم جحافل الاحتلال الامريكي وغاراته، وها هي سوريا تشهد اليوم مرحلة كسر جدران العزلة والحصار من حولها، وتدخل مرحلة الاعتراف بدورها المحوري في الوطن العربي والمنطقة بأسرها.
وحول كلام الرئيس الامريكي اوباما بأنه سيعتمد تجاه قضايا المنطقة “مقاربة أذكى”، قال بشور ان الذكاء الحقيقي هو في احترام حقوق ابناء المنطقة خصوصاً في فلسطين والعراق وافغانستان، والذكاء الحقيقي هو الخروج من سياسة الانحياز السافر للعدوان والاحتلال لان مثل هذا الانحياز ليس انتهاكاً للمواثيق والقوانين الدولية فقط بل هو ايضاً غباء يضر بمصالح واشنطن ويشجع الصهاينة على المزيد من التطرف.
وقال بشور: كنا نتمنى لو ان الرئيس اوباما قد قلص مدة احتلال قوات بلاده للعراق الى اقل من المهلة التي وعد بها شعبه خلال الانتخابات، لا ان يزيد هذه المدة كما ذكر في خطابه الاخير، فالعراقيون قادرون على تدبر امورهم بانفسهم وهم يدركون ان الاحتلال هو الذي جلب الكوارث لهم، وهو الذي يغذي الفتنة بينهم، وهو  الذي يهدد الاستقرار والامن الذي كان مفترضاً فيه ان يوفرهما للعراقيين حسب كل الاتفاقيات الدولية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

iPublish Development - Top Development Company in Lebanon
زر الذهاب إلى الأعلى