ثقافة
دورة الداعية فتحي يكن الثانية في تنمية المهارات الدعوية “معالم على طريق الدعوة”
تهدف الدورة في كل عام لإعداد دعاة فاعلين متخصصين لديهم القدرة على صناعة التغيير والمشاركة فيه من خلال دورهم القيادي في المجتمع وليتمكنوا من نشر تعاليم الدين الإسلامي الحنيف ، بصورة متميزة تتناسب وعصر التكنولوجيا ومتطلباته كما كان يدعو رحمه الله دائماً.
بدأت الدورة التي أقيمت في قاعة المحاضرات في الجامعة بتلاوة من الذكر الحكيم للمنشد صالح جعفر، ثم ألقى رئيس مؤسسة الداعية فتحي يكن الفكرية – الإنسانية الأستاذ سالم يكن كلمة الافتتاح قائلاً:” في الذكرى الثالثة لوفاة والدنا الداعية فتحي يكن رحمه الله، تأخذنا الذكريات إلى ثلاثة عقود مرّت، وأنا أتعرف على إنسان نذر نفسه لله تعالى، يحيا على تبليغ دعوته السمحاء، يدعو الناس للعودة إلى الإسلام، دين الله الخالد، للتمسك بكل أهدابه، لأنه النجاة الوحيدة للخروج من المآسي التي تصيب البشرية.”
وتابع في كلمته قائلاً:” نحن هنا اليوم لنتعلم من بعضنا البعض، ولنستفيد ممن سبقنا بعلمه وتجاربه وخطاه، ولنأخذ بعض الدروس والعبر التي تساعدنا على فقه الدعوة وتدبير شؤونها ممن خبروها وسبقونا في قراءة تجارب دعاتنا وتمحيصها، ولنتعاون جميعاً على تجاوز مراحل دعوتنا بنجاح ويسر.”
ثم بدأت فعاليات الدورة والتي استمرت على مدى ثلاثة أيام مع أساتذة محاضرين ومشايخ وإعلاميين متخصصين في مجال الدعوة والمهارات الدعوية.
افتتح المحور الأول حول “الحوار والإعلام وفن التأثير في الجمهور” مع رئيس الهيئة الشبابية الإسلامية المسيحية للحوار الإعلامي الأستاذ مالك فيصل مولوي، الذي دعا من خلال محاضرته وسائل الإعلام كافة إلى توخي الدقة في نقل المعلومات سيما تلك التي من شأنها أن تؤدي إلى إثارة النعرات الطائفية والمذهبية في هذه الفترة الحساسة والدقيقة التي تمر بها البلاد.
وأشار المولوي في مداخلته إلى أهمية دور الإعلام كسلطة تتمتع بقدرة هائلة في التأثير على المتلقي.
أما مدير مركز التدريب الإعلامي في جامعة الجنان الأستاذ زكريا بيتية فقد تحدّث ضمن هذا المحور حول صفات الداعية العلمية والخلقية، والعمل على تثبيت الآراء والمواقف، والتغيير في السلوكيات والمواقف لتحقيق الهدف و”إخراج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد”.
وقد تحدّث الشيخ الداعية حسن قاطرجي رئيس جمعية الاتحاد الإسلامي ضمن محور “العمل الجماعي وضرورة توحيد الأمة”، مؤكداً أن العمل الجماعي ضرورة واقعية، ضرورة عسكرية وضرورة سياسية، وبالتالي هو ضرورة منطقية وشرعية. كما شرح “قاطرجي” أهداف العمل الجماعي، والسياق التاريخي لمسار الدعوة والأمة، وأبرز روّاد التنظير للعمل الجماعي الحركي ومن بينهم الداعية الإسلامي الدكتور فتحي يكن.
كما تحدّث عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية في الجامعة الدكتور حسام سباط ضمن هذا المحور، حيث حلّل حالة الأمة الإسلامية بشكل سريع، وبيّن أن من أهم أسباب تأخر وتخلف الأمة الإسلامية، ترك آصرة الأخوة في الله، مبينا أهميتها في توحيد الأمة. وقد ربط الدكتور “سباط” بين التآخي في الله الذي يجمع المشتت وبين العمل كمجموعة وكفريق؛ وخلص إلى أن التآخي في الله هو روح العمل الجماعي، ولا توحيد للأمة دون تآخي حقيقي في الله، يجمع ضمنه كل العصبيات و القوميات والتعدديات.
محور “تربية الداعية والبعد التغييري” تحدّث فيه بداية رئيس جمعية الإرشاد والإصلاح الخيرية الإسلامية الأستاذ الداعية وسيم مغربل ، الذي شرح مفهوم وخصائص التربية الدعوية وعلاقتها بالتغيير، والتعرّف على حلقات السلوك الإنساني، بالإضافة إلى تطبيقات تربوية نبوية، مؤكداً في محاضرته على ضرورة الدخول إلى عالمي الأفكار والمشاعر لدى كل فرد لمخاطبة عقله وقناعاته بالإضافة إلى خطاب العقل والعاطفة.
ثم ألقت عميدة كلية التربية في الجامعة الدكتورة ربى شعراني محاضرة أكدت من خلالها أنّ “الأشخاص الذين يحققون النجاح في هذا العالم هم هؤلاء الذين يبحثون عن الظروف التي يريدونها، وإذا لم يستطيعوا العثور عليها صنعوها”، وأن التربية هي المرتكز الأساسي في إصلاح الحياة البشرية عامة، فصلاح الفرد يوازي صلاح الكون بأسره؛ مؤكدة أنّ الدعوة قائمة على ثلاثة دعائم :” العلم والتربية والجهاد “.
كما خصّص محوراً حول “كيفية إعداد المواضيع الدعوية” حيث حاضر الباحث في التراث الإسلامي الشيخ الدكتور عماد قنواتي من خلال معرض فني مصور عن الحضارة الإسلامية في مدينة بخارى الشريفة، شارحاً أهمية المطالعة لاختيار الأنسب، وانتقاء الكلام الذي يتوجه إلى قلوب الناس، بالإضافة إلى التذكير والترغيب في العمل الدعوي.
وقد أعد الدكتور محمود اسماعيل ضمن هذا المحور بحثاً علمياً اختصر فيه معظم ما يحتاجه الداعية من معلومات في إعداده لموضوعه الدعوي، مقسماً إياها إلى ثلاثة أقسام، الأول يتعلق بكمية المعلومات المجموعة حول الموضوع، مشددا على ضرورة الإحاطة بكافة جوانبه من خلال دراسة ومراجعة كل ما يتعلق به، ثم انتقل إلى خصائص الأشخاص المستهدفين بالخطاب الدعوي، مشدداً على معرفة ميولهم وثقافتهم وبيئتهم حتى يأتي الموضوع موافقاً لثقافتهم وأدعى لقبولهم، وأخيرا تحدّث على ضرورة تواصل الداعية بكل جوارحه مع المتلقين لكي يحقق التأثير المطلوب فيهم، وختم قائلا: كل ذلك لا بد أن يكون مصحوباً بالإخلاص والدعاء ورجاء القبول.
وضمن محور”اللغة العربية وموقعها من الخطاب الدعوي” تحدّث الشيخ الداعية يوسف القادري وهو من منتدى التعريف بالإسلام والحوار بين الثقافات، حيث قدّم نماذج لغوية في الخطاب الدعوي المكتوب، ومن بينها كتب الداعية الدكتور فتحي يكن التي تحتاج إلى شرح كلمة في الهامش، ومن عناوينه: ماذا يعني انتمائي للإسلام؟ أبجديات التصور الحركي للعمل الإسلامي، الإيدز الحركي…
وقد قدّم مقترحات حول الاهتمام باللغة العربية واستحضارها دائماً أمام غير المتخصصين باللغة، وتسهيل الألفاظ الصعبة بما يرادفها من العامية.
وفي المحور الأخير حول “التكنولوجيا وإدارة الوقت” تحدّث الدكتور بسام الطراس وهو داعية ومدرّب إداري وتربوي حول أهمية الوقت في حياتنا وفي حياة الدعاة، حيث أنّ الدعوة تحتاج إلى الأوقات، شارحاً مهارات إدارة الوقت ومعرفة قيمته ومخاطر تضييعه.
ثم تحدث الإعلامي الأستاذ محمد العرب عن كيفية الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة في الدعوة منطلقاً من فكر الداعية فتحي يكن رحمه الله الذي يقول: “هنالك مساحة بلا حدود من المسخرات الاكتسابية، التي يمكن أن يبتكرها الإنسان ويصنعها ويطورها، ويسخرها في الغرض الذي جاء به الإسلام، وهو الاستخلاف في الأرض، وإقامة الحياة الإسلامية بكل أصولها وفروعها وتفصيلاتها”.
وأشار العرب إلى شغف الداعية يكن رحمه الله بالتكنولوجيا حيث كان داعية يواكب العصر والمبتكرات الحديثة.
وعرض العرب للتقنيات المستقبلية متوقفاً عند أبرزها مثل الهولوغرام ومواقع التواصل الاجتماعي وتغير الرسالة الإعلامية قبل وبعد الإعلام الحديث، ثم شرح تجربة الإسلام أون لاين في الدعوة عبر هذه المواقع من خلال “الحياة الثانية” second life.
وختم العرب بالخطر الذي تشكله وسائل الاتصال الحديث مستفيداً من قول الداعية يكن رحمه الله: “الانترنت سلاح ذو حدين ووسيلة ذات وجهين متعارضين ففيه عوامل الهدم والبناء، والإماتة والإحياء، والهداية والإغواء، ووجهة الاستخدام هي الفاصل بين هذا الجانب وذاك”.
وقد ختمت الدورة بزيارة إلى مركز الداعية فتحي يكن الفكرية – الإنسانية للإطلاع على كتبه وأهم مؤلفاته الدعوية، ثم قامت مديرة الدورة الأستاذة رابعة يكن ورئيس مؤسسة فتحي يكن الفكرية – الإنسانية الأستاذ سالم يكن بتوزيع الدروع على المحاضرين والشهادات على المشاركين، ختمت بمأدبة غداء عن روح الداعية الراحل.
Best Development Company in Lebanon
iPublish Development offers top-notch web development, social media marketing, and Instagram management services to grow your brand.
Explore iPublish Development