نادي أطفال العزم الصيفي 2012

ضمن إطار الأنشطة الثقافية والترفيهية التي تبادر جمعية العزم والسعادة الاجتماعية بتنفيذها، واصل قسم التنمية الأسريّة في الجمعية وللسنة السادسة على التوالي مشروعه الصيفي الترفيهي الهادف والموجّه إلى أطفال المناطق الشعبيّة الذين يعانون من الحرمان الاجتماعي، الثقافي والترفيهي…
ويأتي هذا النشاط ضمن استراتيجيّة ترتكز على تنمية الطفولة ورعايتها نظراً لكونها العامل الأساسي في التنمية الشاملة، سيّما وأنّ أطفال اليوم هم رجال الغد. لذلك أولى قسم التنمية الأسرية في جمعية العزم والسعادة الاجتماعية أهمية كبيرة للمشاريع الصيفية المخصّصة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين السابعة والثالثة عشرة، والتي تسعى إلى تحقيق أهداف عديدة منها:
–    تعزيز قدرات الأطفال الفكرية، السلوكية الاجتماعية والفنّية الإبداعية.
–    تزويدهم بالمعارف والخبرات الضرورية في شتّى الميادين ليتسنّى لهم المشاركة في الحياة الاجتماعية بفعاليّة أكبر.
–    إستثمار طاقات الأطفال وملىء أوقات فراغهم بالأنشطة المفيدة والمسلّية.
–    مساعدتهم في التعبير عن أفكارهم ومشاعرهم.
إنطلق نادي العزم الصيفي للأطفال في الثامن عشر من الشهر الجاري حتى الثامن عشر من شهر تموز المقبل، وقد ضمّ النادي هذا العام أكثر من 500 طفل توزّعوا على أربعة مراكز ضمن مختلف مناطق طرابلس، منطقة التل” مدرسة الجديدة الرسمية للصبيان”، منطقة القبة “مدرسة إبن سينا الرسمية للصبيان”، منطقة الميناء “مدرسة روضة الميناء الأولى”،  منطقة أبي سمراء “مدرسة التربية الحديثة الرسمية للبنات”،
هذا وقد تمّ تقسيم الأطفال ضمن هذه المراكز إلى فرق ومجموعات وفق فئاتهم العمريّة، بحيث يشرف على كل مجموعة عدد من المدرّبين المتخصّصين الذين يتولّون مسؤولية تدريبهم وتنشيطهم بالشكل الذي يراعي قدراتهم العقلية والفكرية، ويتابعون معهم  حاجاتهم النفسية والجسدية.
يتولّى العملية التدريبية داخل الصفوف منشّطين ومنشّطات يتم إعدادهم وتدريبهم ضمن دروات خاصة “لإعداد منشّطين لصيفيات الأطفال” تساعدهم في تنمية معارفهم وقدراتهم في التنشيط والتعامل مع الأطفال.
تمّ هذا العام تدريب وتأهيل ما يقارب خمسة وسبعون مدرّب ومدرّبة تمّ اختيارهم جرياً على عادة كل عام من شباب العزم إضافة إلى متدرّبين من الجامعات والمعاهد الرسمية والخاصة المتواجدة في الشمال، ذلك صولاً إلى تكريس واعتماد  تقنيات موحّدة وأساليب ناشطة، تعززّ التفاعل والتضامن الاجتماعي فيما بينهم، كالتمثيل وعمل المجموعات، الرسم والأشغال اليدوية، قراءة القصص والمسابقات التنافسيّة، الألعاب، الأغاني، فكّ الرموز والمسابقات الرياضيّة التي من شأنها أن تُدخِل المتعة والبهجة والسرور إلى قلوب الأطفال.
يتميز النادي أيضاً بتنفيذ برامج يوميّة للأطفال تندرج تحت إطار التربية المدنية وتنسجم مع الأهداف العامة للنادي،     منها تقبّل الإختلاف، العيش المشترك، المحبّة والإحترام، الصداقة والتعاون، برّ الوالدين، الآداب الشخصيّة والآداب العامّة، الوطن والإنتماء، الطموح والإرادة، الوقت والعمل، هذا إضافة إلى تنظيم رحلات ميدانية وكرمس للأطفال يتضمن ألعاب فكريّة تنافسيّة بين الفِرَق مع جوائز وهدايا تذكاريّة، وتدريب على عروضات فنيّة متميّزة، ومسرحيّات هادفة، زجل، شعر وأغاني ورقصات تعبيريّة متنوّعة يتمُّ عرضها خلال الحفل الختامي الكبير الذي يقامُ عند اختتام نشاطات النادي.
تجدر الإشارة إلى أنّ أهمّية مستوى البرامج المعتمدة في النادي مردّها عائد إلى مشاركة كافّة أفراد الفريق العامل في القطاع الاجتماعي والحائز على شهادات جامعية في الإشراف الصّحي والاجتماعي وإلى الخبرات المتراكمة لديهم ضمن هذا المجال، إضافة إلى تضافر الجهود من خلال التنسيق مع معظم قطاعات الجمعية،
كالقطاع الديني الذي يمارس دوراً أساسياً في تعريف الأطفال على واجباتهم الدينيّة وعلى كيفيّة أدائها بالشكل الصحيح كأحكام الوضوء، الصّلاة وعقوبة تاركها، الطّهارة والنّجاسة، السرقة، آداب الطعام، آداب المنزل، آدام المجلس، آداب الكلام ، كيفية شكر الله على نعمه.. إضافة إلى حلقات تلاوة وحفظ القرآن الكريم.
والقطاع الصحي الذي يقوم بالتوعية الصحّية بأساليب جاذبة ومواضيع متنوّعة منها الغذاء السليم، البيئة وكيفيّة المحافظة على النّظافة الشخصيّة، التحضير لمرحلة البلوغ…
باختصار إنّ أهمية هذه المشاريع والأنشطة الصيفيّة تكمن في مساعدة الأطفال على التواجد ضمن بيئة ملائمة لحاجاتهم،  واستثمار أوقات فراغهم بتثقيف وترفيه هادف وبمعرفة وتوعية متنوّعة على مختلف المجالات الصحية والاجتماعية والدينية مما يضمن تحقيق النمو الجسدي والنفسي السوي للأطفال.
من هنا كان إصرار جمعية العزم والسعادة الاجتماعية على تأمين الدعم الكامل لضمان استمرار هذا النادي لما له من نتائج وآثار إيجابيّة على الطّفل نفسه، كما على العائلة والمجتمع.