الأخبار اللبنانية

لقاءات إرشادية ضمن مشروع لا للمخدرات لـ مؤسسة الصفدي بالتعاون مع بلدية طرابلس

تناولت الشق القضائي والقانوني والاجتماعي بمشاركة أكثر 150 شاباً من ضهر المغر والسويقة

بمبادرة من “مؤسسة الصفدي” وضمن مشروع مركز “شبابنا” التابع لها في منطقة السويقة بالتعاون مع بلدية طرابلس، الناشط منذ بداية العام 2009، لخلق حالة وعي اجتماعي لدى شباب وأهالي المنطقة تجاه أبرز القضايا التي تواجه مجتمعهم. فقد بوشر بتنفيذ مشروع “لا للمخدرات” الهادف إلى تحسيس أهالي المنطقة على هذه الإشكالية ومساوئها على المستويات الصحية والاجتماعية والقانونية، إضافة إلى تنمية الوعي وحس المسؤولية لدى الشباب تجاه قضية الإدمان وربطهم مع موارد خارجية (جمعيات، جهات رسمية)، تعمل على إشكالية مكافحة المخدرات. ويتضمن المشروع ندوات توعية للأهالي في المحيط، توزيع المنشورات الوقائية على المدارس، إضافة إلى تنفيذ حصص داخلية مع شباب المركز تتناول المخدرات وخطورة الإدمان عليها، وفقاً لما يقول المنسق الإداري لمركز شبابنا خالد حنوف.
حاضر في الندوتين رئيس مكتب مكافحة المخدرات شمالاً
لهذه الغاية، نظمت “مؤسسة الصفدي” ندوتين تناولتا هذه الإشكالية وخطورتها على المجتمع وذلك في منطقتي ضهر المغر والسويقة، حاضر فيها رئيس مكتب مكافحة المخدرات في الشمال الرائد حسين العلي (الشق القضائي)، المحامي فهمي رشيد كرامي (الشق القانوني)، والأخصائيتان ماري نعمة من مستشفى السيدة-زغرتا وجوزفين فرشخ من مركز شبابنا (الشق الاجتماعي). وكان لافتاً الحضور الشبابي في الندوتين، إضافة إلى حضور منسقة قطاع التنمية الاجتماعية في “مؤسسة الصفدي” سميرة بغدادي التي كانت لها مداخلة في بداية اللقاء، عضو بلدية طرابلس ورئيسة لجنة المناطق الشعبية في البلدية ليلى شحود تيشوري، مديرة المشاريع في القطاع ياسمين كبارة وحشد من الأهالي.
أنواع المخدرات المتداولة وطرق تعاطيها
وقد استمع الحضور في كل من ضهر المغر والسويقة إلى محاضرة هامة عن المخدرات ألقاها الرائد حسين العلي، الذي تناول بالشرح والصور مفهوم المواد المخدرة وأنواعها وتأثيرها على المتعاطين  ذهنياً ونفسياً، وصولاً إلى طرق تعاطي المخدرات المتنوعة (الاستنشاق والتدخين والحقن بالإبر وتناولها مع الأطعمة والحبوب وصفائح تحت اللسان…)، لافتاً إلى أن أكثر أنواع المخدرات المعروفة في لبنان هي الحشيشة والكوكايين والهيرويين، وقد بدأت مؤخراً ظاهرة استعمال الحبوب المخدرة مثل (اكستازي XTC المعروفة MDMA).
مخاطر استعمال المخدرات والتعاطي ونسبة الإدمان ارتفعت بشكل كبير
ولخص الرائد العلي المخاطر بشكل عام مؤكداً على الانواع المستعملة في لبنان موضحاً أعراضها (خفقان القلب ونشاف في الفم والحلق واحمرار في العيون، اضطراب في الذاكرة وضعف في جهاز المناعة والتناسل…). ثم انتقل المحاضر إلى شرح مسهب حول زراعة وتصنيع المخدرات، فأكد أنها يدوية وبدائية، نظراً لعدم وجود مصانع لتصنيع الأدوية والعقاقير كالمهدئات وغيرها… وقال: “من المؤسف ازدياد نسبة التعاطي، ففيما كانت في سنة 2001 لا تزيد عن 50 متعاطياً، وصلت في العام 2008 إلى 250 متعاطياً، والملفت أن المتعاطين أغلبهم من الذكور، والنسبة الأكبر للمتعاطين للذين تتراوح أعمارهم بين 21 و30 سنة حيث بلغت 53% في العام 2008. وقد اوجز المحاضر المضار الاقتصادية الناجمة عن الإدمان والمضار السياسية سواء على المستوى الدولي او المحلي، معتبراص أن لبنان هو دولة متعاونة في مكافحة المخدرات.
الجانبان القانوني والاجتماعي: المحامي كرامي والأخصائيتان نعمة وفرشخ
ثم تناول المحامي فهمي رشيد كرامي الشق القانوني لموضوع الإدمان وقدم شرحاً تفصيلياً عن قانون المخدرات رقم 673 الصادر بتاريخ 26/3/1998، وميّز بين أنواع الجناية والجنحة والعقوبات المفروضة عليها، وعدد وزاجبات المتهم وحقوقه لجهة توكيل محام وحق المرأة الحامل بتأجيل تنفيذ الحكم وتوقيفها ما بعد عشرة أسابيع من الوضع.. والحق بنقل الموقوف المريض إلى المستشفى…
وشرحت الآنسة نعمة الآثار النفسية والاجتماعية المترتبة من الإدمان على المخدرات والأسباب الكامنة وراءها سواء الخلافات العائلية او غياب الأهل او احدهم، الحروب والمآسي، الجهل والمحيط السيء … اما المساعدة الاجتماعية جوزفين فرشخ فقد تناولت في محاضرة السويقة، الإدمان من الناحية النفسية – الاجتماعية وتأثيرات المخدرات على المدمن، ولفتت إلى ثلاث عوامل رئيسية تؤدي إلى حدوث الإدمان: المخدر، الإنسان، والمجتمع، ثم عددت مستويات التدخل إلى جانب المدمن: المدمن فردياً، عائلة المدمن، مجموعة الأصدقاء، والمجتمع. وختمت مركزة على الخدمات التي يقدمها مركز “شبابنا” في هذا الموضوع، سواء على المستوى الفردي أو المجموعات أو على مستوى المجتمع المحلي. 
مداخلات
عبر المشاركون عن تأثرهم بالصور التي تم عرضها خلال المحاضرتين والمعلومات المكتسبة منها، وأثيرت نقاط عديدة تناولت السجل العدلي للموقوفين وعلى من تقع مسؤولية حماية الأفراد المحتكين مع المتعاطين من عناصر الدولة، وكيفية التعامل مع متعاطين لتوجيههم إلى مركز “شبابنا” أو مكتب المكافحة أو مراكز مختصة. واختتم اللقاء بتمني من المشاركين خاصة الشباب أن يتم تغيير القانون الخاص بمكافحة المخدرات وجعل عقوباته أشد مما هو معمول به الآن، للحد من هذه الآفة التي تكاد تفتك بشباب هذا الوطن.
وفي نهاية المحاضرة التي اتسمت بالتفاعل، توجه الرائد حسين العلي إلى المجتمع بالقول: “لا للمخدرات، نعم للحياة، نعم للابتعاد عن كل ما يدمر العقل والقدرات على العمل والإبداع والإنتاج وخدمة المجتمع”؛ ثم تم توزيع لائحة تتضمن مراكز علاج الإدمان والمؤسسات التي تعمل على معالجته على الحضور.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

iPublish Development - Top Development Company in Lebanon
زر الذهاب إلى الأعلى