المقالات

الولد القائد والقادة الاولاد – بقلم: مازن ح. عبود

الولد القائد والقادة الاولاد
بقلم: مازن ح. عبود
في خضم هذا القرف الاعلامي والسياسي واللا مسؤولية في انتقاء الكلمات لخوض غمار الحروب الانتخابية التي تطال
المجموعات والشهداء، استرجع معكم مقابلة “كريم”، ذلك المحارب الشرس لمرض السرطان والذي بان عبر اثير برنامج
كلام الناس في المؤسسة اللبنانية للارسال مع الرئيس ميشال سليمان عشية الاستقلال، كي انتعش واتذكر بأنّ ليس كل
.اللبنانيين هم على شاكلة غالبية من نسمع ونرى
فذلك الطفل المحارب لبقائه ماديا، اطل علينا بفرح الاطفال ورزانة الكبار كي يحاور الرئيس. فكانت طلته اكبر من اكبر قائد
.لبناني، فعلق في ذاكرتنا كضيف كلام الناس الابرز خلال العام المنصرم
لقد اعاد كريم رسم اولويات الجمهورية بما يتناسب وجمهوريته الوردية التي ما قصفها الالم والمرض، فحلت البيئة والانسان
والصحة في اولويات موضوعاته. تكلم باءحترام وشفافية وود الى شيخ رؤساء الجمهورية الثانية، فكان ان كان لقاء القطبين
.غاية في الاهمية
لقد شكل كريم مساء ذلك اليوم للبنانيين الامل والطفولة الحالمة التي تخوض اشرس المعارك مع افظع اعداءالجسد الذين
افلتوا من اجهزة مناعة الجسم، فأحتلوه واضحى تناميهم الدائم هو القاعدة حتى موت المضيف. الا انّ الضحكة لم تغب عن
ثغر ذلك الطفل المحارب. كما انّ تلك البسمة لم تفارق ايضا وجه العماد ميشال سليمان الذي هو رئيسا جمهورية تحتضر
بأمراض مناعة داخلية حتى الفناء بالصيغة المعروفة. لقد احسست انّ مملكة كريم كانت جسده النحيل المتهاوي، وروحه
.الطيبة كانت الملك
فرحت اذ ادركت الطفل الرجل يحاور الحكيم، وكلاهما لم يتمكن الشرير من نيل نفسيهما. لقد تواعدا على التلاقي كيف لا
وقد عرفا بعضهما زمانا، فهما على موجة واحدة- موجة الادمية المدعوون جميعا اليها. فكان ان تبادلا الهدايا والعناق
.والقبلات، كأب محب لولد مميز يتجهز للفراق
من انت يا كريم زين كي تضحي بهذا العمر محاربا كبيرا، بهذا القدر من التهذيب في محيط يغمره القرف الكلامي. من انت
ايها الطفل الحالم كي تعلمنا كل تلك الاشياء بهذه البساطة؟ من انت يا كريم كي تدخل قلوبنا جميعا دون استئذان كلحن؟؟
انّ المطلوب اليوم ان يتذكر ساسة بلدي تلك الواقعة فيعرفون ان الجهاد بالحروب لا يقاس بدرجات الكره والتخوين والعنف
الكلامي والاساءآت الى العائلات الروحية والزمنية، بل بالصبر والمحبة!!! انّ هذه النكهة الانسانية الفريدة اضحت مطلوبة يا
متخاصمين بعدما فسدت النكهات السياسية، فبانت مزيفة رخيصة. نحن بحاجة الى قادة تتقن اللعبة ولا الى قوّاد واناس تعدت
.على الزجل فشوهته
.اننا بحاجة الى اطفال قادة الى اناس محبين وزين. اضحينا نشتاق الى لقاء مع قواعدنا واخلاقنا في العمل
.اضحينا بحاجة الى لقاءآت ومواجهة ما بين جبابرة حقيقيين كي نبقى نؤمن بأنّ للصلاح مكان ما في هذا العالم
…كريما لقد كنت رائعا يا عزيزي، فهلا حاضرت في مجامع ساستنا المقرفة
كريم اننا معك في معاركك، فكن معنا في وصل لنا، فالله يسمع ويحب كثيرا من هم مثلك، لذا فهو يفتقدهم ويشتاق اليهم. انه
،عزّ وجل يحب محضر الابرار، يحبهم ويحملهم رسائل قصيرة ومهام محدودة لنا
ورسالتك قد وصلت يا ملاك لبنان ونجمه. يا ايها القوي بروحه والضعيف بجسده. يا نسرا قويا يرفع بشرا عن سطح
.البسيطة. واني اليوم وانت في خضم اوجاعك، آمل ان تعود فتطل كي ترفع مستوى خطاباتنا السياسية

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

iPublish Development - Top Development Company in Lebanon
زر الذهاب إلى الأعلى