المقالات

ما أروعك يا سكاكيني! بقلم / توفيق أبو شومر

إليكم هذه القصة كما وردتْ في الكتاب: ” خرجَ صبيٌ يتنزَّهُ مع أبيه بين الزروعِ في أيام الحصاد،
فرأى سنابلَ القمح منخفضةِ الرأسِ لا تتحركُ،
ولكنه رأى بينها سُنبلةً واحدةً رافعةً رأسها،
فسأل أباه:
لماذا هذه السنبلة من بين رفيقاتها رافعةٌ رأسها؟
فقال له أبوه:
إن هذه السنابلَ مملوءةٌ حَبَّا فتنحني، وأما هذه فرأسها فارغٌ، ولذلك تراه مرتفعا!!”
القصة السابقة وردت في كتاب (الجديد في القراءة العربية)للصف الثاني الابتدائي من الطبعة المصرية الحادية عشرة عام 1961 “
كما أن مؤلف الكتاب المقرر على فلسطين ومصر هو التربوي الفلسطيني الكبير خليل السكاكيني، الذي لم يكتف بوضع النص السابق، بل قام بإرشاد المعلمين لكيفية تدريس القصة السابقة فكتب أسئلة منها:
أي الناس يشبه السنبلة الملآنة؟
وأيهم يشبه السنبلة الفارغة؟
وعلى المعلم أن يطلب منهم تمثيل (منخفض الرأس) ومرتفع الرأس!
انظروا كم هي سامية تلك القصة المقررة ليس على الصف الثاني الثانوي، بل على الثاني الابتدائي!!
لقد أحسست وأنا أستعيد تصفح هذه النسخة النادرة من كتاب الصف الثاني الابتدائي بأنني أستعيدُ مجدنا التربوي والثقافي الفلسطيني، فالمنهج يجيبُ على أسئلة كثيرة منها:
لماذا كان خريجو مدارسنا مناراتٍ ثقافيةً ورودا للثقافة في كل أقطار العالم العربي؟
ولماذا كانتْ خطوطُ جيلنا جميلةً؟
ولماذا لم تكن شهاداتنا مجردَ بطاقاتٍ للحصول على وظائف حكومية؟!!
عندما نقارن بين هذا الكتاب، وبين نظيره الكتاب الوزاري المقرر على الصف الثاني الابتدائي اليوم ، تكون النتيجة تنهييييييييييييييدة طويلة!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

iPublish Development - Top Development Company in Lebanon
زر الذهاب إلى الأعلى