ثقافة

“الطريق إلى السلام”: مشروع مشترك بين مراكز الصفدي الاجتماعية

للحد من انتشار العنف في الحارات القديمة بطرابلس أطلقت “مؤسسة الصفدي” من خلال مراكزها الاجتماعية الثلاث في الأحياء القديمة في طرابلس(أكاديمية المرأة في ضهر المغر، حارتنا في السراي العتيقة، وشبابنا في السويقة)، مشروع الطريق إلى السلام الهادف إلى الحد من انتشار العنف في تلك المناطق وجوارها.
عن خلفية المشروع تقول مديرة القطاع الاجتماعي في “المؤسسة” سميرة بغدادي: إن انتشار ظاهرة العنف في المنطقة بشكل ملحوظ وبعدة أشكال جسدياً، لفظياً أو نفسياً، واستنادا الى تجربة التوعية المحلية في مراكز المؤسسة الاجتماعية، وتعدّد المشاكل الاجتماعية في المنطقة، فقد لوحظ ضعف التوعية والتوجيه من قبل الأهالي لأولادهم وبشكل خاص فئة الشباب، كما أن المدارس الرسمية الموجودة في المنطقة تشهد حالات عنف مرتفعة تجاه الطلاب مما يؤدي بالعديد منهم الى ترك المدرسة فترتفع نسبة التسرب المدرسي التي وفقاً للإحصاءات تعد طرابلس الأعلى بينها. أضافت: كل ذلك دفعنا إلى التفكير في مشروع يركز على التوعية للتخفيف من استخدام العنف كوسيلة تواصل في تلك المناطق. وقالت بغدادي: المشروع يرتكز على أهمية رفع مستوى الوعي عند السكان المحليين وحثهم على تبني موقف رافض للممارسات العنفية في مجتمعهم وبيئتهم. ولفتت: بالدرجة الأولى ينعكس المشروع إيجاباً على المستفيدين من مراكزنا الاجتماعية، وأعضاء اللجان المنبثقة عنها، إضافة إلى ما يقارب الـ 200 فرداً من أهالي المناطق المستهدفة. كما يطال المشروع 5 شباب متزوجين من منطقتي السويقة وضهر المغر،  و30 مشاركاً في العروض الفنية من عمر 12 إلى 18 سنة.
“سينما رمضان” و”قول وفعل”
وقد بوشر بتنفيذ أول أنشطة المشروع “سينما رمضان” من خلال حصص حول السلام والمحبة ونبذ العنف مع أهالي وشباب السويقة، حيث قام مركز حارتنا بلقاء مع أطفال وأهالي المنطقة، وعرضت المساعدة الاجتماعية أميرة معاليقي 3 افلام لـ 15 شاباً وفتاة بين 9 و13 سنة حول السلام والمحبة والاخلاق الحسنة في التعاطي مع الآخرين بالاضافة الى الانقسام الطائفي والعنف وآثاره على الفرد والمجموعة. تلاها نقاش في مضمون الافلام أوضح تجاوب المشاركين مع معاليقي واستيعابهم لهدف الفيلم فتناولوا الانقسام الطائفي وآثاره مركزين على أهمية الوعي وعدم الانجرار وراء الانقسام وأهمية تغليب لغة الحوار واعتماد نهج المحبة تجاه الآخرين وأهمية التعاطي بطريقة لائقة تعكس صورة الفرد وبالتالي صورة المجتمع. كما تم عرض فيلم عن العنف، آثاره وأهمية مواجهته حضرته 12 سيدة من الحارات القديمة بين 20 حتى 40 سنة حيث ركزت معاليقي على نقاط اساسية: تنمية قدرات المرأة لمواجهة أي عنف تتعرض له، أهمية تعليمها، معرفة الشريك جيداً، وعدم السكوت والخوف بل المواجهة والإعلان عن ما تتعرض له. هذا وقد قامت النساء بالتحدث عن حالات مقربة منهن والنقاش في الحلول المناسبة. كما شددت الكثيرات على القانون الذي لا ينصف المرأة خاصة في قضايا الطلاق والعنف وحضانة الأولاد وكلها عوامل تجعل الكثيرات يتحملن الضرب والإهانات للبقاء مع أولادهن وعدم الحرمان منهم. وقد شددت معاليقي على أهمية نقل هذه المعلومات لأولاد النساء وخاصة الصبايا، إضافة الى الجيران والأقارب لتوعيتهم حول أهمية عدم السكوت عن الواقع المرير وعدم الخضوع له. وضمن أنشطة المشروع، نفذ المساعد الاجتماعي في مركز “شبابنا” عبد الله حليس برنامج “قول وفعل” مع مجموعة من الشباب(10 مشاركين بين 12 و18 سنة) من مناطق (السويقة – البحصة – باب الحديد…)، حيث تمحورموضوع البرنامج حول “المبادىء الدينية التي تنبذ العنف”، وقد تم حتى الآن تنفيذ حصتين.
اما باقي الأنشطة، فهي تتضمن تنفيذ 3 ندوات و3 حصص توعية حول آثار العنف بمختلف أشكاله، حملة مناصرة لتحفيز السكان على المطالبة بتفعيل الحضور الامني والقانوني في المنطقة، حلقات توعية لمجموعة من المشاركين بين 12 و 16 سنة حول العنف واهمية استخدام الحوار البناء بدلا عن هذه الإشكالية، حلقات توعية لمجموعة من المتزوجين حول اهمية الاسرة والمحافظة على ترابطها وتماسكها، إضافة إلى 10 حصص للاهالي لتعريفهم على الطرق السليمة التي تخفف من خطر انجراف اولادهم نحو العنف، وعروض فنية تعكس اشكالية العنف وكيفية حل المشاكل بالطريقة السلمية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

iPublish Development - Top Development Company in Lebanon
زر الذهاب إلى الأعلى