المقالات

المصالحه أم التسويه – بقلم: حسين جمعة – بعلبك

ان صولات وجولات المصالحه الفلسطينيه، الفلسطينيه (فتح و حماس) باتت تؤرق المجتمع الفلسطيني وترمي بثقلها السوداوي على جوهر القضيه الاساس بعد ان انتظروها طويلا” وما زالوا ينتظرون بأن تزف لهم هذه البشرى، وكأن ما يتعرض له هذا الشعب كان ينقصه هذا الانقسام كي يقصم ظهره تماما” ،إلا انه وما يزيد الشارع الفلسطيني من أسى هو سؤالهُ الدائم،  على ماذا نختلف وننقسم؟ اذا كنا جميعنا في الهم سواء…!
والمضحك المبكي اليوم  هو إصرار السيد محمود عباس على مبدأه السامي،” المفاوضات حتى المفاوضات” وانه ضد عسكرة الانتفاضه، و يكاد يكون الوحيد في هذا العالم الذي ينادي في هذا المبدأ الذي بات معيبا” والاطفال تمزق اجسادها و تدمر البيوت فوق رؤوس ساكنيها، ويدخل الشعب الفلسطيني برمته في اتون صراعات ومعاناة لم يعاني منها شعب آخر عل وجه هذه الارض.
وكم من مره كانت الحاجه ملِّحه بأن يخطو السيد محمود عباس، خطوه يثلج بها قلوب العامة من الفتحاويين قبل الحمساويين وغيرهم من بقية الفصائل الفلسطينيه والتي تعددت مسمياتها واطيافها,خدمة لدول الخريف العربي عبر ضخ المال لرموز تربعت على عروش احزابها ومناصريها مما حال أدى بهذه الرموز الى الأغتناء والهيمنه والتسلط مثلها مثل بقية  سلطات النظام العربي. خطوه يقوم من خلالها ،بحل منظمة التحرير الفلسطينيه وتسليم القياده للجان الشعبيه المقاومه وبدون اي مسمى من التنظيمات والفصائل القائمه طالما هذا الشعب يذبح في وجود هذه السلطه او عدمها لأكثر من عقد من الزمن. حتى يُفهم  العالم الذي أغلق آذانه عن سماع صوت الحق وتغيير الحقائق التاريخيه، والشعب الفلسطيني الاعزل في القدس والضفه الغربيه،حيث يشهد على هدم اقصاه وتهويد قدسه الشريف دون ان ان ينبس ببنت شفه في وجه الغاصب المضرج بشتى انواع العتاد والحماية الدوليه.”فما هكذا تورد الابل يا سعد”وليس هكذا تقاد المسيره يا ابو مازن والعالم يقف وراء الغاصب،يمده بالمال والسلاح والشعب الفلسطيني الذي ملّ المفاوضات من كامب ديفيد الى شرم الشيخ وغيرها وغيرها ،والمخرج والمنتج واحد حيث يتقن أصول الذبح والتشريد والاغتيالات،والسلطه الفلسطينيه تلهث وراء اللجنه الرباعيه والدول الراعيه لكسب الرضى والقليل من المال لدفع الرواتب وبعض المعونات…!
فماذا قدمت حركة حماس  حتى اليوم للشعب الفلسطيني أيضا” وهي التي أصبحت تبحث عن أي مخرج بعد كل حزمه من الصواريخ التي يسميها السيد محمود عباس بدوره صواريخ عبثيه،كل ذلك ،حتى تبقي حركة حماس على قوتها في غزه عبر حفاظها على انقسام الشارع الفلسطيني وهذا يقودنا لنقول :ماذا قدمت حركتي فتح وحماس لهذا الشعب المذبوح ليل نهار…؟
وفي كلا الحركتين وهما اللاعبين الاكبر على الساحة الفلسطينيه حيث بدأت الانقسامات تظهر بوضوح داخل كل منهما،حتى بات البعض يصف حركة حماس ب”حماس الداخل و حماس الخارج وهذا ما بان جليا” بعد جولة الدوحه على لسان محمود الزهار.وكذلك حركة فتح والتي ناضلت لعقد مؤتمرها المُعلب بعد ان غابت عقودا” من الزمن عن اللعبة الديمقراطيه ومعه قامت في تغييب القاده الفعليين واللذين ياتون كنتيجه طبيعيه عبر الانتخابات والعمل الميداني”كتائب الاقصى”مثلا” ليبقى النسيج القديم والقياده الحاليه على صورتها ومصالحها لكن خدمة لمن ايضا”في ظل ما يسمى “بالربيع العربي”.
وتبقى الاسئلة التالية، هل سيتحقق السلام والتسوية مع الفلسطينيين والسوريين واللبنانيين أي مع كل العرب؟
هل من مصلحة إسرائيل القيام بهذه التسويات وهي القوة الضاربة في المنطقة؟
هل سيكون السلام مع إسرائيل كما تشتهي شعوب المنطقة؟
لهذا نحاول الاجابة عن تلك الاسئلة لأن واقع الحال العربي لا يبعث على الامل، فمؤسسوا ومفكري دولة اسرائيل في مؤتمر بال قالوا ان دولة اسرائيل سوف تقوم بعد خمسون سنة وبالفعل قامت اسرائيل بعد خمسين سنة في قلب العالم العربي، تتحكم في مصيره، ومصير ابنائه وكأنه لا يكفي هذا المواطن العربي وجود اسرائيل وحروبها المتلاحقة عليه وتوقيفها زمن تطوره. ليأتي التناحر(العربي العربي) وتغيب معه آفاق التنمية وتجعل من مواطنيها عبيداً تلهث وراء لقمة عيشها والأمّرُ من  ذلك حالة الشعب الفلسطيني وقضيته وما تعانيه من انقسام وتجاذبات في محيطها العربي والدولي.
قامت اسرائيل بعد خمسين سنه من التخطيط كقوه ضاربه في المنطقه ونحن العرب ما زلنا نضرب بالمندل هل سنؤمن الكهرباء في الالقيه الثالثه،وهل سنستطيع تأمين الامن الغذائي عبر تأمين محاصيل القمح المستورد دائما” وابدا” وهل وهل وهل….!؟
لقد تقزمت القضية الفلسطينية لدرجة اصبحت تفاوض على معبر هنا او معبر هناك وصهريج للغاز هنا وشاحنة طحين او مواد غذائية هناك. لعلها اصبحت ازمة فلسطين ،هي ازمة مساعدات انسانية تجعل من القضية الاساس حلماً صعب المنال تحقيقه في مستقبلٍ قريب ومنظور. ولكننا نحن العرب مجتمعين وفي مطلع القرن الثالث لم نتمكن بعد من وضع خطة ولو ليوم واحد!! ونحن من ينتظر قمحة وخبزة من ما يسمى عدوة، وحليب اطفاله من المتآمرين والامبرياليين, وثيابه من الوثنيين والبوذيين.وما زلنا نستعد للتوازن الأستراتيجي  عبر مفاوضات، و طرح مبادرات ،اوليس هذا ما زال يؤكد هزيمة الفكر العربي.!
ان قضية الاقصى وبيت المقدس لا بل فلسطين مجتمعه هي قضية العرب المركزيه، وهكذا يجب ان تكون فعلا” لا قولا”,الا ان التخلي عنها منذ مؤتمرات القمم العربيه الاولى، فعل فعله بالضعف والهوان في عيون العرب قبل الغرب واسرائيل. وإن صورة الربيع العربي وما يشهده من تغيير لا يبشر كثيرا بالخير في ظل صعود الاسلاميين وما يحملون ويخبئون من ايديولوجيات للتستر وراءها.فمنذ احداث ايلول ومهاجمة البرجين في الولايات المتحده الامريكيه، الى افغانستان والعراق وحرب تموز على لبنان والحرب الوقحه التي شنت على غزه، الى الاسلاميين وقطفهم ثمار الربيع العربي الغير ناضج حتى الآن.
الى اليوم وما يبشرنا به الزعماء في لبنان من سياسيين وامنيين حول كشف شبكه اصوليه داخل المؤسسه العسكريه اللبنانيه مع العلم ان الدوله اللبنانيه ذات النظام البرلماني الديمقراطي، هي أبعد ما تكون عن هذه التركيبه الاصوليه.لكن اذا أمعنا النظر في كل مجريات تلك الاحداث والثمن الذي دفعه العالم العربي منذ الحرب الضاله على العراق تحت مسميات وإتهامات لم ولن يثبت صدقها يوما”،الى كل فترة حكم التوتاليتاريين العرب والتي إمتدت عقودا” من الزمن مع ما حملته تلك الحقبه من الرعب والقمع والجوع لينفجر أخيرا” هذا الورم السرطاني المتخلف،لكن الى أين هذا الانفجار سيأخذ هذه الامه طالما الجواب دائما” إما أنا، الحاكم الظالم المستبد وإما الاسلاميين…؟

حسين جمعه-بعلبك/لبنان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى