مهرجان مركزي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في مخيم جرمانا في العيد 45 لانطلاقتها

فهد سليمان نائب الأمين العام للجبهة يدعو إلى وقف المفاوضات ورفض اطار كيري، واسقاط الانقسام وتبني استراتيجية وطنية بديلة تجمع بين المقاومة الشعبية والهجوم السياسي الدبلوماسي
تثمين الخطوات الايجابية في مخيم اليرموك والدعوة لمواصلتها واستكمالها على طريق عودة سكانه إليه وتأمين الاستقرار والهدوء في ربوعه
ارتياح لانطلاقة مؤتمر جنيف (2) وحرص على وحدة سوريا ارضاً وشعباً، ووقف العنف فيها والتدخل في شؤونها، وعودتها إلى موقعها العربي الاقليمي المعروف

أحيت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين العيد الخامس والأربعين لانطلاقتها في مهرجان مركزي وشعبي اقامته في مخيم جرمانا، قرب العاصمة السورية دمشق، تحدث فيه الرفيق فهد سليمان، نائب الأمين العام للجبهة، وحنين نمر الأمين العام للحزب الشيوعي السوري (الموحد) والرفيق أبو أحمد فؤاد نائب الأمين العام  للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
حضر المهرجان حشد من سكان مخيم جرمانا، تقدمهم قيادة الجبهة وفعاليات سياسية فلسطينية وسورية.
الرفيق فهد سليمان، متحدثاً باسم الجبهة، دعا إلى وقف فوري للمفاوضات الجارية بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي، وإلى رفض تمديدها، ورفض إطار كيري، كما دعا إلى اسقاط الانقسام في الحالة الفلسطينية واستعادة الوحدة الداخلية في المؤسسة الفلسطينية، وأكد على ضرورة تحييد المخيمات الفلسطينية في سوريا، وعدم زجها في أتون الأزمة، بما في ذلك استكمال الخطوات الايجابية الهادفة إلى سحب المسلحين من مخيم اليرموك، والغاء المظاهر المسلحة كافة فيه وحوله، وفك الحصار عنه، وفتح الطرق إليه والسماح لأبنائه بالعودة إلى منازلهم، والحفاظ على المخيم، وباقي المخيمات الفلسطينية في سوريا، بعيدة عن العمليات القتالية ومناطق أمن وأمان لسكانها ولمن يقصدها.

مفاوضات على حساب حقوقه الوطنية
ولاحظ الرفيق فهد سليمان في كلمته أن المفاوضات الجارية بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي، قامت على حساب الحقوق والمصالح الوطنية المشروعة لشعب فلسطين، ولصالح مصالح العدو الاسرائيلي ومطالبه وشروطه. فلا الاستيطان توقف، ولا تم اعتماد قرارات الشرعية الدولية مرجعية للمفاوضات، بما فيها قرار الأمم المتحدة في 29/11/2012 الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة، بحدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس الشرقية المحتلة وحق اللاجئين في العودة إلى ديارهم وممتلكاتهم التي هجروا منها منذ العام 1948.
أضاف فهد سليمان: نضيع في متاهات اللعبة الأمنية الاسرائيلية، وتحويل قضية شعب فلسطين وحقه في الحرية والاستقلال والسيادة والعودة إلى قضايا جزئية تقود إلى تكريس الاحتلال الاسرائيلي  بعناوين شتى، وأساليب أخرى بما فيها الأمنية، وصولاً إلى تشريع المستوطنات، وضمها لإسرائيل وضم الغور الفلسطيني، وزرع التلال الفلسطينية بالقواعد العسكرية لقوات الاحتلال، وابقاء الأجواء والمياه الفلسطينية في قبضته، وتمزيق أرض الدولة الفلسطينية بالطرق الالتفافية، والمعابر، والانفاق، ونقاط التفتيش الاسرائيلية، وضم القدس بدعوى عدم تقسيمها، وبقاءها موحدة عاصمة لدولة الاحتلال. أما اللاجئون فتُحال قضيتهم إلى البحث تحت سقف اقتراحات كلينتون الهادفة كلها إلى التوطين وإعادة التهجير وشطب حق العودة.

تنازلات مجانية
وانتقد الرفيق فهد سليمان التنازلات التي قدمها فريق السلطة الفلسطينية قبل الدخول في المفاوضات. منها على سبيل المثال، موافقته على المفاوضات دون وقف الاستيطان، وقبوله لتجميد تفعيل عضوية فلسطين في الأمم المتحدة لمدة تسعة اشهر هي الفترة التفاوضية، وقبوله كذلك تجاوز اعتبار خطوط حزيران مرجعية للمفاوضات كما انتقد بشدة موافقة القيادة الرسمية الفلسطينية على مبدأ تبادل الأرض، التي نسفت خطوط حزيران، وحولت الأرض الفلسطينية من ارض محتلة إلى ارض متنازع عليها، وشرعت مبدأ ضم المستوطنات، ورفض الانسحاب من القدس، وحولت القضية من قضية انسحاب حتى حدود حزيران إلى انسحاب لمساحة تساوي حدود حزيران، وفي هذا التفاف على الحقوق الوطنية المشروعة لشعب فلسطين ومصالحه العليا.
كما رأى في هذه التنازلات خطوة على طريق توسيع شهية العدو ليدعونا للمزيد من التنازلات، وشهية الجانب الأمريكي للضغط علينا أكثر فأكثر بما في ذلك مطالبتنا بالاعتراف بيهودية الدولة الاسرائيلية الذي يعني فيما يعنيه شطب حق العودة، وتشريع الأبواب لتهجير حوالي 1.7 مليون فلسطيني من مناطق 48، وتزوير التاريخ وتحويل المستوطنين اليهود إلى ضحايا وتحويل الفلسطينيين إلى غزاة، خلافاً لوقائع التاريخ والوقائع اليومية التي تعيشها مناطقنا الفلسطينية المحتلة.

استراتيجية وطنية بديلة
وتوجه الرفيق فهد سليمان إلى رئاسة السلطة الفلسطينية داعياً إلى الوقف الفوري لهذه المفاوضات التي لن تثمر سوى الثمار الفاسدة  لشعب فلسطين مقابل تلبية مطامع العدو الاسرائيلي واهدافه الكولونيالية الاستعمارية. كما دعا الى رفض اطار كيري لتمديد المفاوضات مؤكداً أنه كفى أكثر من عشرين عاماً من المماطلة الاسرائيلية، وتضييع الفرص على شعبنا وقضيته الوطنية وآن الأوان لاعتماد استراتيجية نضالية وكفاحية بديلة تقوم على استنهاض عناصر القوة الفلسطينية وهي كثيرة، في مقدمها تفعيل واستنهاض وتطوير المقاومة الشعبية التي تشهد علاماتها واضحة في المبادرات الشعبية والفردية في مواجهة الاحتلال والاستيطان في طول الضفة الفلسطينية وعرضها، والتحرر من أسر الانفراد الاميركي بالعملية التفاوضية، والذهاب بديلاً من ذلك نحو تفعيل عضوية فلسطين دولة مراقب في الأمم المتحدة، والانتساب إلى الوكالات والمؤسسات والاتفاقيات الدولية بما فيها اتفاقية جنيف الرابعة، ومحكمة الجنايات الدولية ومحكمة لاهاي والنضال لأجل عملية تفاوضية جديدة تحت رعاية الدول الخمس الكبرى في مجلس الأمن وتحت رعاية الامانة العامة للأمم المتحدة، وتحت سقف قراراتها ذات الصلة ومبادرتها بما في ذلك رفض الاستيلاء على اراضي الغير بالقوة وضرورة احترام سيادة دولة فلسطين واستقلالها والانسحاب حتى حدود الرابع من حزيران 67، بما في ذلك القدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين.

لأوسع تحالف شعبي واسقاط الانقسام
ودعا فهد سليمان إلى أوسع تحالف فلسطيني وطني ضد مشروع إطار كيري، وضد المفاوضات الجارية، ولصالح الاستراتيجية الوطنية البديلة، استراتيجية الجمع بين المقاومة الشعبية الشاملة، وبين الهجوم السياسي والدبلوماسي على مستوى الأمم المتحدة لعزل اسرائيل، ونزع الشرعية عن الاحتلال واعادة تقديم قضية شعبنا باعتبارها قضية تحرر وطني لشعب يكافح ضد الاحتلال الكولونيالي الاستعماري الاستيطاني الاسرائيلي، وفي هذا السياق دعا الرفيق فهد سليمان إلى اسقاط الانقسام الفلسطيني كشرط ضروري من شروط استنهاض الحالة الفلسطينية في وجه الاحتلال والتفرد الاميركي. واكد في كلمته على المبادرة الوطنية كما اعلنتها اللجنة المركزية للجبهة في دورتها الاخيرة بما في ذلك استقالة حكومة هنية، تليها استقالة حكومة الحمد الله، ثم تأليف حكومة توافق وطني برئاسة الرئيس أبو مازن، تنظيم انتخابات رئاسية وتشريعية وفق نظام التمثيل النسبي الكامل، ضمن فترة زمنية يتفق عليها في اجتماع عاجل تعقده الهيئة الوطنية العليا الفلسطينية، وعلى خلفية نتائج الانتخابات يعاد توحيد الحالة الفلسطينية. وقال الرفيق فهد سليمان كفى شعبنا انقساماً وعذابات، واستعادة الوحدة، هي الطريق لفك الحصار عن قطاع غزة واغلاق الطريق امام تنازلات المفاوض الفلسطيني، واعادة بناء الاستراتيجية الوطنية الفلسطينية على أسس تم التوافق عليها في أكثر من محطة من محطات الحوار الوطني. لكن القيادة الرسمية هي التي انتهكتها وتجاوزتها لصالح الرضوخ لضغوط الجانب الاميركي وابتزازه.

الترحيب بالخطوات الايجابية في اليرموك
ورحب الرفيق فهد سليمان، في كلمته بالخطوات الايجابية التي يشهدها مخيم اليرموك، بما في ذلك ادخال المواد الغذائية لسكانه، واخراج الحالات الانسانية فيه للعلاج، ودعا إلى استكمال هذه الخطوات على طريق استعادة مبدأ تحييد المخيمات الفلسطينية وعدم الزج بها في اتون الصراع وسحب المسلحين منها، وفك الحاصر عنها واعادة سكانها إليها. كما رحب الرفيق فهد سليمان بالمصالحات التي تشهدها المناطق المجاورة لمخيم اليرموك، باعتبارها تستكمل خطوات معالجة أوضاع المخيم نفسه وتضمن له جواراً هادئاً كما تضمن لسكان هذه المناطق من أبناء الشعب السوري الشقيق العودة إلى منازلهم والاستقرار.
ورحب بانعقاد مؤتمر جنيف في دورتيه مؤكداً على حرص الشعب الفلسطيني على وحدة سورية ووحدة شعبها، واستقرارها وازدهارها، ووقف العنف فيها ووقف التدخل في شؤونها، والعمل الجاد من أجل حل ازمتها عبر حل سلمي، يصنع لسوريا مستقبلها المشرق ويعيدها إلى موقعها العربي والاقليمي، المعروف، وبما يخدم مصالح شعبها وتطلعاته، ومصالح شعب فلسطين وقضيته الوطنية. وأكد ان شعب فلسطين لا يكن لسوريا سوى المحبة والاخوة وسوى الحرص على خلاصها من أزمتها، واستعادتها لأمنها واستقرارها وتطورها الاجتماعي والاقتصادي.
وختم الرفيق فهد سليمان، مجدداً عهد الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بقيادة أمينها العام الرفيق نايف حواتمة على مواصلة السير على طريق الكفاح لأجل الحقوق والمصالح الوطنية لشعب فلسطين، ولأجل مستقبل عربي مزدهر، كما وجه التحية إلى ذكرى الشهداء الذين صنعوا الثورة ومجدها، مشيراً بشكل خاص إلى الرئيس ياسر عرفات والدكتور جورج حبش، والرفيق عبد الكريم قيس (أبو عدنان) والدكتور سمير غوشة، والرفيق أبو علي مصطفى وكل من وصانوا القضية وحقوق شعبها، كما تمنى الشفاء للجرحى والحرية للأسرى في سجون الاحتلال الذين صنعوا من صمودهم خلف القضبان اسطورة سطرها التاريخ بكل فخر واعتزاز.

حنين نمر: جبهتكم أكدت انها حزب جماهيري من الطراز الأول
كما تحدث في المهرجان الرفيق حنين نمر الأمين العام للحزب الشيوعي السوري (الموحد) فقدم التهنئة بالعيد الـ 45 لانطلاقة الجبهة التي أكدت بجدارة انها حزب جماهيري من الطراز الأول يهتدي بالاشتراكية العلمية، ويمارس دوره القيادي في الحالة الفلسطينية، وقال ان الجبهة تترك يومياً بصماتها على الحياة السياسية الفلسطينية في الجانب الفكري، والسياسي، والقتالي، والجماهيري، وانها قدمت في هذا السياق خيرة قادتها وكوادرها شهداء على طريق قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، وعودة اللاجئين والخلاص من الاحتلال والاستيطان.
وفي سياق آخر، ادان الرفيق حنين نمر التدخل الاجنبي في الشأن السوري الداخلي، ودعا إلى وقفه فوراً، وإلى توفير الفرص، لتستعيد سوريا وحدتها ووحدة شعبها، وأمنها واستقرارها، وأن يستعيد الشعب السوري حياته العادية بعيد عن الكوارث التي اصابته وسببتها له بها اطراف أولية دخلت على الخط السوري، بهدف زعزعة استقرار سوريا وأمنها والقضاء على مستقبلها وموقعها العربي الاقليمي.

أبو أحمد فؤاد: معاً لبناء التيار السياسي الديمقراطي
الرفيق أبو احمد فؤاد نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ألقى كلمة الفصائل الفلسطينية في المهرجان فأكد على متانة العلاقة التي تربط بين الجبهتين وقال انهما ومع حزب الشعب، يعملان دائماً على التنسيق والتعاون، في سبيل بناء التيار اليساري الديمقراطي في الحالة الفلسطينية ليشكل التيار الثالث في صنع القرار ولوضع حد للاستقطاب الثنائي بين فتح وحماس والذي قاد إلى الانقسام الذي نعاني سلبياته.
ودعا الرفيق أبو أحمد إلى وقف فوري للمفاوضات، وإلى رفض تمديدها، ورفض مشروع اطار كيري لما يحمله من مخاطر على القضية والحقوق الوطنية الفلسطينية إلى انهاء فوري للانقسام والعودة إلى رحاب الوحدة الداخلية، كضرورة وطنية لتعزيز وضع الحالة الفلسطينية في مواجهة الصلف الاسرائيلي والضغوط الاميركية.

طالب الموسى: مع تحييد المخيمات
الرفيق طالب الموسى القى كلمة باسم قوات الصاعقة هنأ فيها الجبهة الديمقراطية بعيدها، واعتبره عيداً وطنياً لكل الشعب الفلسطيني.
كما أكد على ضرورة تحييد المخيمات، وعدم الزج بها في الأزمة السورية وانتقد بشدة الاطراف الفلسطينية التي انتهزت فرصة الوضع السوري لتعبث فيه إلى جانب قوى خارجية أخرى، وأشاد بالسياسة السورية في احتضانها للشعب الفلسطيني ولقضيته الوطنية مشدداً بما قدمه شعب سوريا والجيش العربي السوري، في معارك الكفاح لصالح فلسطين ان من خلال الانخراط في الفصائل الفلسطينية، أو في خوض الحروب العربية ضد الكيان الصهيوني.