ثقافة

سفير الشمال يحقق فوزين تاريخيين على بطل العراق وبطل الأردن

المتحد طرابلس يتألق.. ويتأهل الى الدور ربع النهائي لدوري غرب آسيا لم يخيب فريق المتحد طرابلس آمال جمهوره العريض، فقدم له هدية ثمينة مع بداية العام الجديد، تمثلت بانجاز بالغ الأهمية لكرة السلة الشمالية والعاصمة طرابلس من خلال تأهله الى الدور ربع النهائي من دوري غرب آسيا، بعدما شارك ضمن المجموعة الثانية التي خاضت مبارياتها في لبنان على أرض ملعب مدرسة الشانفيل، وحقق فوزين غاليين ومتتاليين على فريقي دهوك العراقي وجامعة العلوم التطبيقية، قبل أن يخسر أمام فريق مهران الايراني في إفتتاح مباريات المجموعة، ويلعب مباراة تحصيل حاصل أمام فريق الشانفيل بعد أن ضمن تأهله الى الدور ربع النهائي.
ومن المفترض أن يخوض سفير طرابلس والشمال الدور ربع النهائي ضد فريق
زوب آهان الايراني بثلاث مباريات واحدة في لبنان وإثنان في إيران خلال موعد يحدده إتحاد غرب آسيا لاحقا.
وقد تابع الجمهور الطرابلسي والشمالي سفيره بشغف، متطلعا نحو إنجاز جديد، بعد إنجاز وصافة الدورة العربية في الاسكندرية في العام 2010، ونحو رفع إسم طرابلس والشمال بين كبار أندية آسيا والعرب، فكان المتحد على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقه، وأصر على تقديم كل ما لديه من فنيات وإمكانيات وقدرات لتحقيق أفضل النتائج، بواسطة كوكبة من لاعبيه الذين تفوقوا على أنفسهم، ودخلوا في تحد كبير مع ذواتهم قبل أن يدخلوا مع أخصامهم على أرض الملعب، فتألقوا دفاعا وهجوما ومتابعة وتسديدا ونفذوا خططا من إعداد المدرب الأرجنتيني غييرمو فيكيو في كيفية تعطيل مفاتيح الخصم، وإعتماد دفاع المنطقة، والطلعات المباغتة، والتسديد من خارج المنطقة، الأمر الذي أربك الفريقان العراقي والأردني ووجدا صعوبة بالغة في تخطي سفير الشمال وفي مواجهة قدراته البدنية وفنياته العالية، وعجزا أمام طموحاته في تسجيل إسم طرابلس في الدور ربع النهائي لدوري غرب آسيا.
وإذا كان المتحد في المباراة الأولى لم يدخل في أجواء البطولة عموما وخسر أمام فريق مهرام الايراني، فان أبناء طرابلس نجحوا في رد الصاع صاعين، ففاجئوا فريق دهوك العراقي (بطل العراق) بروح قتالية ومعنويات مرتفعة أفضت الى منافسة من العيار الثقيل، وتبادل للهجمات، وطلعات وطلعات مضادة، وإستبسال قل نظيره لتحقيق ما أمكن من إختراقات للوصول الى السلة، وقد كان المتحد طرابلس الطرف الأفضل على طول فترات الأشواط الأربعة وإعتمد تكتيكات نجح من خلالها في إكتشاف مكامن الخلل عند الفريق العراقي وعمل على الاستفادة منها بحرفنة وجدية، وعمل على محاصرته في منطقته بواسطة المتألق الأميركي أوستن جونسون الذي إجتاح السلة العراقية بـ 37 نقطة، بمؤازرة لاعب الارتكاز دانيال كروز، في حين صال باسل بوجي وجال في أرجاء الملعب حاملا الرعب في إختراقاته وتسديداته وسجل 30 نقطة منحت التقدم الدائم للمتحد الطرابلسي الذي شهد أيضا تحركات من الطراز المتميز للاعب باسل بلعة، فيما شكلت ثلاثيات اللاعب محمد عكاري  مفتاح الفوز بعدما قضت على آمال الفريق العراقي، فضلا عن جهود مروان زيادة الذي قدم كجهودا وفيرا، ليتمكن المتحد من الحفاظ على تقدمه وتحقيق اول فوز له في البطولة الآسيوية.
ودخل المتحد طرابلس مباراته الثالثة مع فريق جامعة العلوم التطبيقية (بطل الأردن) بروح معنوية عالية جدا، حاملا معه تطلعات أبناء مدينته وطموحاتهم، وقدم واحدة من أجمل ما عنده في مباراة مجنونة، وجاء الفوز بنكهة طرابلسية مميزة بعدما شكل اللاعب محمد عكاري القوة الضاربة للمتحد، فقصمت ثلاثياته ظهر الفريق الأردني مسجلا 17 نقطة بينها خمس ثلاثيات ألهبت الجمهور الطرابلسي وساهمت بتوسيع الفارق، في حين تابع اوستن جونسون تألقه فسجل 23 نقطة، وغطى مروان زيادة الفراغ الذي أحدثه اللاعب دانيال كروز بعد إرتكابه أربعة أخطاء، ليبقى باسل بوجي الورقة الرابحة من خلال إخراقاته للمنطقة مسجلا 15 نقطة و11 متابعة، وكذلك صمام الامان باسم بلعة 13 نقطة.
ويمكن القول ان البطل الأردني عمل ما بوسعه وبذل جهودا مضنية لتقليص الفارق والتقدم على سفير الشمال ونجح في بلوغ التعادل، لكن المتحد سارع الى إحتواء الموقف وضاعف من تحركاته ليتسلم زمام المبادرة ويحصد فوزا ثانيا على التوالي على بطل الأردن، ويتاهل بذلك الى الدور ربع النهائي لدوري غرب آسيا، محققا إنجازا لبنانيا، أكد من خلاله شراكة طرابلس الأساسية في المعادلة السلوية سواء على الصعيد المحلي أو على الصعيد العربي والآسيوي.
وجاءت المباراة الاخيرة مع فريق الشانفيل تحصيل حاصل، بعد التأهل، ما دفع الجهاز الفني الى خوضها باشراك كل اللاعبين، توفيرا للضغط على الفريق وقد إنتهت لمصلحة الشانفيل.
وهنأ رئيس نادي المتحد أحمد الصفدي لاعبي فريقه، وأهدي هذا الانجاز لجمهور المتحد في طرابلس والشمال وكل لبنان، مؤكدا أن المتحد سيكون بحق سفير الشمال وسيرفع إسم منطقته ووطنه عاليا، لافتا الى سعي الفريق الطرابلسي الى إدخال الفرحة والفخر والاعتزاز الى قلوب محبيه ومشجعيه، شاكرا كل من آزر المتحد في مبارياته في دوري غرب آسيا.
وقال الصفدي: كنت أشعر بقلوب أبناء طرابلس والشمال تخفق للمتحد وتتطلع نحو تحقيق إنجاز يلبي طموحاتها، والحمد لله فقد كان فريقنا على مستوى الآمال المعقودة عليه، ولا يسعني هنا إلا أن اشكر الرئيس الفخري للنادي والداعم الاول له معالي الوزير محمد الصفدي، وكل الداعمين الآخرين.
ووعد الصفدي الجميع بأن يكون المتحد الحصان الأسود لدوري غرب آسيا وأن يبذل كل ما بوسعه لتحقيق إنتصار جديد في الدور الربع النهائي، وبنفس الوقت حصد ما امكن من إنتصارات في بطولة الدوري العام للبقاء ضمن المربع الذهبي، وصولا نحو المنافسة الجدية على البطولة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى