المجتمع المدني

ندوة حول كتاب “ذاكرة الجرح والحصار” لعميد كلية الفنون في الجامعة اللبنانية السابق الدكتور هاشم الأيوبي

نظم مركز صلاح الدين للثقافة والإنماء وبالتعاون مع المجلس الثقافي للبنان الشمالي والرابطة الثقافية ندوة حول كتاب “ذاكرة الجرح والحصار ” لعميد كلية الفنون في الجامعة اللبنانية السابق الدكتور هاشم الأيوبي، في مقر الرابطة بطرابلس ، والكتاب يؤرخ ليوميات حصار بيروت ومقاومتها للعدو الصهيوني في العام 1982 ، وحضر الندوة حشد من الهيئات والجمعيات الثقافية والإجتماعية ومهتمين.
بدأت الندوة بالنشيد الوطني اللبناني وبكلمة من رئيس تحرير جريدة الإنشاء الزميل مايز الأدهمي الذي أدار الندوة .
وألقى رئيس الرابطة الثقافية أمين عويضة كلمة قال فيها: “حصار بيروت كان أول مقاوة وصمود في وجه العدو الإسرائيلي ، فالصحوة التي تلاحقت اليوم من المحيط إلى الخليج هي الرد الحضاري على سايكس بيكو وإستيطان فلسطين وعلى التزوير والأكاذيب لتبرير غزو العراق وتدميره حجرا وبشرا وهوية ولنشر الفوضى في ربوع عالمنا العربي .
أضاف :” في هذا الكتاب الكثير من الذكريات والمعاناةوالدروس التي تهيب بنا جميعا في لبنان للتلاقي من جديد على قيم ومضمون الميثاق والدستور اللذين أنهيا فتنة الحرب وجمع سلاحها للعودة إلى حمى دولة القانون والمؤسسات “.
ثم تحدث رئيس المجلس الثقافي للبنان الشمالي الدكتور نزيه كبارة فغستذكر معاناة صديقه الكاتب كما وردت على لسانه وما دار بينه وبين كتاب وأدباء عايشوا تلك الفترة وتكبدوا شتى أنواع الألم وهم يشاهدون عاصمة بلادهم تدك بالدبابات الإسرائيلية وبصواريخ الطائرات المعادية “.
وختم مداخلته بنص الكلمة التي خاطب بها الكاتب أهل بيروت في صمودهم البطولي وجاء فيها:” .. لكن مدينتكم ظلت كبيرة، والذين فيها ظلوا كبارا ، رسموا بدمائهم حدودها وصارت رصدا لا يعرف من يقترب منها كيف يتلاشى ولا يعلم المتسلل إليها كيف يختفي .. نحن محاصرون ، هذا صحيح، ولكننا نصدقكم القول :نشعر أن إرادتنا حرة بلا حدود ،وأن قرارنا لا ينبع إلا من هذه الإرادة، نشعر أننا نكتب تاريخا جديدا لوطن جديد وأمة جديدة.. بهذه الروح نقاتل وبهذا الإيمان نتصدى ،الجراح عميقة، لكننا لا نلتفت إليها الآن ،كثيرة وجوه الأحبة الذين غابوا عنا ، لكننا سنجد الوقت الكافي لنتذكرها ونختزن الحب والثأر لها”.
كما تحدث الدكتور وجيه فانوس مشيرا إلى أن الكتاب يندرج في إطار”أدب اليوميات “وهو نوع من الكتابة قلّ أن إنتبه  إليه الدارسون في مجال اللغة العربية وآدابها ،وهو ما يعرف بين الناس بالمذكرات اليومية، وهذه كتابة تسعى إلى تدوين لوقائع معينة ،هي نبض وجود يتكون بحيوية النص الأدبي، وفعل إرسال من الكاتب وتلق من القارىء بعض النظر عن الزمان والمكان.
وقال:” موضوع الكتاب بعض ما جرى من وقائع شهدها هاشم الأيوبي إبن “النخلة “المشرفة على طرابلس ، في بيروت إبان محاولات الغزو الصهيوني لسيدة عواصم العرب وأم الشرائع بيروت”،هو شاهد على عربدة جنود يهزأون بكل ما هو إنساني يواجهها جميعها إيمان راسخ ثابت لا يلين بقضية وطن وعروبته وحق ناس هذه العروبة في حياة حرة كريمة غي منقوصة أو منتهكة ،غطرسة للحقد العنصري الغاصب من جهة ،وجبروت للكرامة من جهة أخرى.
وتناول نقيب المحامين السابق رشيد درباس الفترة التي تلت هزيمة 1967 وقيام العدو الإسرائيلي برفع راية العصر الإسرائيلي على قناة السويس وقبتي القيامة والأقصى وما أعقب ذلك من حرب إستنذاف وصولا إلى حصار بيروت من قبل آلة الحرب الإسرائيلية .
وأورد درباس ما جاء بخط الكاتب عند إهدائه نسخة من الكتاب قال فيه “سمّتها أميرة المدن وسيدة العواصم لتكسب لقبا تحسد عليه عاصمة المقاومة ،لأن المقاومة الحقيقية إنما من شوارعها وساحاتها إنطلقت” .
ويتساءل درباس “أتراه كان بهذا الإهداء يعيد تصويب مفهوم المقاومة؟ أم أنه وخز متعمد من إبرة القلم في ضمير من أساء إلى بيروت؟”.
وإختتمت الندوة بكلمة للكاتب الأيوبي جاء فيها:أبهى ما في ذاكرتي من الجرح والحصار هذا التوحد بين صورة بيروت والحبيبة فلم أستطع أن أخاطبها إلآ بلغة العاشقين ،وعندما دخلها جنود العدو كنت أشعر أن لصوصا سرقوا أساور الحبيبة وإن معربدين قصوا ضفائرها ، كنت أشعر بحزن موجع لأني لم أستطع أن أدفع عنها العار .ولا أظن أني سأكتب في العشق أصدق وأجمل ما كتبت لبيروت الحبيبة :بي خشية أن تسأليني عن البحر والسيف والحلم ،عن وجوه الذين رايتهم معي مرة على بوابات سور المدينة ، عن حكايا وعدتك بها يوما وقصائد قلت لك إني أخبئها لأهديك إياها أواخر الصيف “.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى