المقالات
فلسفة الثورات عبر التاريخ – بقلم: فريد شرف الدين – الجزائر
وبالتفاتة صغيرة إلى الخلف نجد أمثلة أخرى وعبر عدة تؤكد مدى صحة القول، فالتمعن في الامبراطوريات الغابرة كالرومانية والاغريقية والفينيقية وغيرها نجد اختلافا ذو أبعاد عدة في الأديان والعقائد غير أن الأمر نفسه يتحقق دوما انتصار المظلوم على الظالم في نهاية المطاف وهذا ما يدعم الرأي الأول
ولننظر الى حال الدول العربية في يومنا هذا، فهي تأخذ بتلك النظريات الداعية للثورات في الدول المستعمرة والتي من أصحابها هوشي منه وأرنستو تشي جيفارا وبن بولعيد وغيرهم من الذين وضعوا الأعمدة الأساسية لهذه القاعدة والتي لخصها المناضل أرنستو تشي جيفارا في مقولته الشهيرة، “لا يهمني متى وأين سأموت , بقدر ما يهمني أن يبقى الثُّوَّار يملؤون العالَم ضجيجاً كي لا ينام العالَم بثقله على أجساد الفقراء والبائسين والمظلومين”
صدق هؤلاء في صحة قولهم مرتبط بتحقيق نتائج طيبة وايجابية من قواعدهم التي سنوها، وسيعترف العالم بأسره أن تلك القواعد نجحت حقا لأنها حققت مبتغاها المطلوب ومنحت التحرر للشعوب العاملة بها
ويمر الزمن ويرجع بنا التاريخ الى تلك القواعد التي عادت اليها البلدان عربية، غير أنها ليست القواعد الأصح بل هي الفرعية والتي رسمتها طبقات غير مثقفة من شعوب العالم نجحت في أغلب الأحيان، وهي الثورات على حكام البلاد لنفتح صفحة الماضي على نيكولاي تشاوشيسكو رئيس رومانيا الأسبق الذي حكمها بيد من دماء مدة خمسة عشرة سنة والذي لاقى مصيرا ليس جيدا، ونعرج حينها على جعفر النميري رئيس السودان وسوهارتو وغيرهم من الذين حكموا بلدانهم بدكتاتورية مدعومة، لكن المصير كان واحدا الاندثار والبقاء للشعوب
ربما سار الربيع العربي على نفس النهج وبدأ بتحقيق نتائج طيبة ولاقت الشعوب ما لاقت وخلد بعض الزعماء الى الراحة بينما آخرين ناموا نومة النهاية، هو التاريخ يعيد نفسه عبر النظريات الفرعية، بيد أن جواد المستعمر الذي كان يتباهى به قديما صار متطورا الى حد بعيد فأين من سنوا قانون الثورة كي يحرروا بعض البلدان المحتلة في الخفاء ووراء الستار، انها حقيقة لا بد من ذكرها فقد صار المستعمر أكبر حنكة كي لا يثير اهتمام المناضلين، والآن يجب استنباط طرق أخرى للحرية كون مبادئ أرنستو تشي جيفارا والآخرين أمست لا تحقق المطلوب في ظل الانتداب السياسي في الظلام.