المقالات

الوقائع تفضح زيف الحملة على تصدير المازوت من لبنان إلى سورية – بقلم: حسان الحسن

أثار تصدير مادة المازوت الأخضر من لبنان إلى سورية ضجة إعلامية كبيرة، تخللتها “احتجاجات” في الشارع وقطع للطرق أمام الصهاريج المحملة بهذه المادة والمعدّة للتصدير إلى الجارة الأقرب، وتطورت “حركة الاحتجاجات” إلى حد إطلاق النار على قافلة صهاريج سورية عند محلة الملولة في طرابلس الأسبوع الفائت، بذريعة أن هذا المازوت مخصص للدبابات والآليات العسكرية السورية “التي تقصف المدنيين”، على حد زعم الغرف السوداء التي تشارك في عمليات قتل الشعب السوري وتجويعه، وتقود للغاية عينها بعض التحركات “الاحتجاجية” والعمليات الأمنية على الأراضي اللبنانية، وقد وصلت هذه العمليات أخيراً إلى حد بالغ الخطورة، من خلال إيواء المجموعات الإرهابية وإقامة معسكرات لها في لبنان، وهذا ما أكدته مصادر مسؤولة في وزارة الدفاع الأميركية عندما حذرت من أن تنظيم “جبهة النصرة” بدأ بالتوسع، لافتة إلى أن “الاستخبارات الأردنية كشفت أن هذا التنظيم يؤوي مجموعات انتحارية يتمركز بعضها في لبنان”. وقد تكون خرجت عن قواعد الاستخدام المحددة لها.

وبالعودة إلى مسألة تصدير المازوت إلى سورية وحركة الاعتراض التي واجهتها، لا شك أن اتساع رقعة “الاحتجاجات” المذكورة آنفاً من شمال لبنان إلى جنوبه، إضافة إلى الحملة الإعلامية التي واكبتها، يؤكدان أن القضية أكبر من “حركة احتجاج” عفوية، بل هي جزء من الحرب الاقتصادية المنظمة على سورية، وترمي إلى تشديد الحصار على الشعب السوري، وليس لدعم صموده كما يدّعي بعض “المحتجين”، فهل دعم صمود السوريين يتحقق بقطع مادة استهلاكية أساسية عنهم؟

وفي هذا الصدد، أشار خبير في المواد النفطية إلى أن المازوت الأخضر هو سريع الاشتعال ويستخدم عادة كوقود للآليات الخفيفة ولمولدات الكهرباء الحديثة، ولا يستخدم كثيراً في المصانع والمخابز والآليات الثقيلة كالدبابات، لأنها تحتاج إلى المازوت “الأحمر” الذي تنتج عن حرقه طاقة أكبر بكثير من “الأخضر”.

وفي السياق عينه، حاول بعض من فريق “المستقبل” تسجيل هدفين من ضربة واحدة؛ حصار الشعب السوري، واستهداف وزير الطاقة جبران باسيل، من خلال إيهام الرأي العام بأن سماحه بتصدير المازوت الأخضر إلى سورية أدى إلى نقص في المازوت الأحمر المدعوم من الحكومة في الأسواق اللبنانية، ولهذا الغرض بثت حملة إشاعات تحدثت عن شح في “الأحمر”، علماً أنه لم يتم تصدير ليتر واحد من “الأحمر” إلى خارج لبنان، في وقت يعود استيراد “الأخضر” وبيعه لشركات النفط، ولا علاقة للمنشآت التابعة للدولة بهذا الأمر، وقد تبين لاحقاً أن غالبية مصدري “الأخضر” إلى سورية هم قريبون من فريق “14 آذار”، بحسب جملة من التقارير الصحفية، ما دفع أصحاب الحملة إلى إجراء تعديل في عنوانها فادّعوا أن لبنان يزود سورية بالكاز المخصص للطيران، علماً أن لدى سورية فائضاً في هذه المادة لأسباب عدة منها:

– لا يشكل الكاز المخصص للطيران مادة استهلاكية رئيسية للشعب السوري كالمازوت والبنزين.

– توقف قدوم بعض شركات الطيران الخارجي إلى المطارات السورية، وبالتالي عدم تزويدها بالوقود من سورية، إضافة إلى تجميد بعض الرحلات الجوية الداخلية في سورية، ما أسهم في ارتفاع مخزون “الكاز”.

إذاً لدى سورية فائض من مادة الكاز المخصص للطيران، وكل الادعاءات التي تتحدث عن تصدير هذه المادة من لبنان، هي للتغطية على فضح أسماء مصدري المازوت الأخضر القريبين من “14 آذار” ولاستكمال الحصار على الشعب السوري بعناوين مختلفة.

في المحصلة يطرح السؤال: عندما خاض لبنان حربه ضد الإرهاب في نهر البارد كما يحدث في سورية اليوم، هل نأت بنفسها عما يجري خلف الحدود، أو وضعت بتصرف الجيش اللبناني ما يلزمه من عدة وعتاد لاستئصال البؤر الإرهابية، وبالتالي تجنيب البلاد مؤامرة كبيرة كادت تهدد وحدته الوطنية؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى