كي لا ننسى

أرشيف حرب يوم الغفران – يديعوت – من نوحاما دويك:

قائد الجبهة الجنوبية في حرب الغفرن: “غولدا قالت لي “ديان يقترح استخدام

وسائل غير تقليدية مثابة علي وعلى أعدائي يا رب””../ يوميات بار – ليف../

في 1994، مع ختام حداد السبعة ايام على وفاة حاييم بار – ليف رئيس الاركان الثامن للجيش الاسرائيلي، عضو الكنيست والوزير في حكومات اسرائيل – فتح ابنه عومر الخزنة في غرفة عمل أبيه.
وقد وجد هناك أكوام من الاوراق المصفرة، محاضر جلسات حكومية وكذا كراس بغلاف أزرق، تملأ صفحاته كتابة يد بخط مرصوص.
في الايام الاولى من حرب يوم الغفران عاد حاييم بار-ليف رئيس الاركان السابق والوزير حديث العهد في حكومة غولدا مائير الى خدمة الاحتياط الفاعلة. وعُين الفريق احتياط بار – ليف قائدا للجبهة الجنوبية فوق قائد المنطقة الجنوبية شموئيل غوروديش. وفي اثناء القتال وثق في كراسه الاحداث المركزية، الخطوات الهامة وكذا تبادل الاتهامات.
بعد الحرب وسع اليراع الى وثيقة مطبوعة تصف الاحداث في الجبهة الجنوبية من زاوية نظره. والان تنكشف اليوميات لاول مرة من قبل ابنه عومر، قائد سييرت متكال السابق وعضو الكنيست اليوم من حزب العمل.
“في يوم الاحد، في حوالي الساعة الخامسة بعد الظهر استدعتني رئيسة الوزراء (غولدا مائير)”، كتب بار – ليف ليصف في يومياته اللحظات الاصعب التي فكر فيها وزير الدفاع، موشيه دايان، بالامكانية الاكثر اثارة للقشعريرة: “رئيسة الوزراء روت لي بان وزير الدفاع الذي زار الجبهات عاد وأبلغها بانه يعترف بانه أخطأ في تقدير قوة الجيش الاسرائيلي، أخطأ في تقدير قوة العدو، والوضع يائس. وبرأيه ينبغي في الهضبة الانثناء حتى السفح أمام نهر الاردن والتمسك فيه حتى آخر رصاصة. وفي القناة ينبغي الانثناء حتى المضائق واذا لم يجدِ هذا فاستخدام وسائل غير تقليدية على نمط “علي وعلى اعدائي يا رب”… وأعطته رئيسة الوزراء الانطباع بانها مصدومة من الوضعية بل وأكثر من ذلك من ترددات وزير الدفاع”.
احدى الشخصيات المركزية في يوميات بار – ليف هو اللواء احتياط ارئيل شارون، قائد فرقة 143 التي قاتلت في سيناء. “رئيس الاركان قال لي ان أريك وشموليك (غوروديش) لا يتدبران، وان شموليك يدعي بان أريك يخرق الاوامر وان شموليك يطالب بتغييره”، كتب بار – ليف. “ددو (رئيس الاركان دافيد اليعازار) قال لي: انزل وقرر اذا كان ينبغي تغييره. في اليوم الاول في قيادة الجنوب درست الوضع، وفي موضوع اريك كان واضحا لي بان أريك، مثل الاخرين تصرفوا وكأن هذا كان اليوم السابع من حرب الايام الستة.
“غير أنه في 10 منه، عندما وصلت، كان باقي القادة قد صحوا، أما أريك شارون فظن بأنه يمكن كنس واطارة المصريين ومنظوماتهم. ولاحقا عرفت من حاييم ايرز (قائد لواء المدرعات 421) أنه في الهجوم على استحكام… بأن شموليك قال لاريك ألا يفعل وأريك فعل. راحت لحاييم ايرز في ثلاث دقائق 22 دبابة… في وقت لاحق علمت ان غوروديش رفع شكوى رسمية الى رئيس الاركان ضد أريك على خرقه الامر، على عدم تنفيذه المهامة، على سلوك غير مناسب لضابط وغيرها من الاتهامات. ولكن رئيس الاركان، لاسبابه، لم يقدمه الى المحاكمة”.
يصف بار – ليف في يومياته احدى الليالي التي سبقت اجتياز القناة: “تحدثت مع أريك قبل الفجر، وأظن في الواحدة أو الثانية ليلا. كانت هذه الليلة الوحيدة التي تحدث فيها قائد المنطقة الجنوبية غوروديش مع أريك مثلما يتحدث قائد سرية مع قائد حظيرة. أعطى أمرا وأريك قال حسنا. سيفعل. في الليل قيل لبيرن (اللواء ابراهام أدان، قائد فرقة 162 في الحرب) ان أريك ترك الطوافات لبيرن كي يجرها. وقيل لبيرن أن ينظف الكوم الذي أعلن أريك بانه لا يمكنه أن يزيله من المفترق بين معقل لاككان ومحور عخبيش. وفي النهار نظف بيرن محور عخبيش ومحور طرطور، جر الطوافات ونقلها الى المياه وصد الهجوم المضاد. أما أريك فواصل نظريته: المهم قل المزيد من الدبابات وان كان باستجابة ضعيفة. وفي التحليل الذي جاء بعد الفعل يمكنني القول بانه حظ حقا أننا لم ننفذ العبور مثلما اراد أريك. فلو أن بيرن بدأ يعبر في الليل غربي القناة لما كان هناك من ينظف ويكمل رأس الجسر وما كان هناك من يصد هجوم مائة دبابة وصلت من منطقة الجيش الثالث المصري. في عملية استثنائية دمر بيرن 70 أو 80 دبابة من هذا اللواء دون أن تصاب أي دبابة له”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى