الأخبار اللبنانية

تصريح للوزير فيصل كرامي

أكدّ الوزير فيصل كرامي على انه “ضد التسريبات التي طالت التحقيقات السرية المتصلة بالتفجيرين في طرابلس، وضد التناول المشبوه لمسألة حساسة قد توقظ فتنة بشعة”، لكنه أكدّ بالمقابل أن تظهر الحقيقة مشيراً “أن لا غطاء ولا عذر ولا تسامح مع المجرم والمرتكب، وأنا أقصد المنفذ والمخطط والممّول والداعم، كلهم مسؤولون، وكلهم تحت سقف القانون”.
مشدداً “على أمر اساسي وحيوي، وهو أن إلصاق أي جريمة بمجموعة أو بمنطقة أو بطائفة هو جريمة ثانية تضاهي الجريمة الحقيقية في استهدافاتها البشعة والقذرة”.
وقال:” المجرم “مقطوع” من شجرة الأخلاق والوطن والدين، المجرم لا دين له، ولا منطقة له، ولا طائفة له، وانا على يقين بأن كل الجرائم التي شهدها لبنان هي جرائم مخابراتية لا علاقة للناس بها، بل أن هدفها هو أن يتذابح الناس في ما بينهم”.
واعتبر كرامي “أن هذه التطورات تستدعي من اصحاب الخطة الأمنية التي تترنح أن ينطلقوا الى التنفيذ العملي والجدي لهذه الخطة، وأن على الدولة أن تمسك بالأمن في طرابلس، كل طرابلس، وان لا تبقى منطقة في المدينة تحت نفوذ جهة سياسية أو حزبية”.
كما أستغرب “أن يتحول ملف النفط والغاز إلى مادة خلافية وسجالية”. متسائلاً”ما الذي نقوله للناس حين نختلف حول طرق استثمار الثروة التي هبطت علينا من حيث لا ندري؟ هل نحن نقول لهم أننا لسنا مؤهلين لاستثمار الثروات”؟
كلام الوزير فيصل كرامي جاء خلال تمثيله فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان في تقليد وتسليم اتحاد كشاف لبنان وجمعية الكشاف المسلم في لبنان وسامي الإستحقاق اللبناني الفضي ذي السعف تقديراً لعطاءاتهما الوطنية، وذلك خلال حفل تكريم أقيم في قصر الاونيسكو في بيروت حضره النائب غسان مخيبر ممثلاً رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة المكلف تمام سلام، رئيس اتحاد كشاف لبنان نبيل بيضون، رئيس جمعية الكشاف المسلم في لبنان عمر سلطاني وحشد كبير من القادة الكشفيين والفاعليات الكشفية والثقافية والاعلامية.
وقبل ان يلقي كلمته، بارك الوزير كرامي لجميع اللبنانيين النهاية السعيدة لملف مخطوفي اعزاز وعودتهم سالمين الى اهاليهم وقال:” قبل ان أقول اي شيء في هذه المناسبة، اريد ان أبارك لكل اللبنانيين النهاية السعيدة لملف المخطوفين باعزاز، وارجو من الله ان يتمم على خير وأن يصلوا الى اهاليهم وذويهم بخير”.
تابع الوزير كرامي:” ان هذا الملف كان حزيناً لجميع اللبنانيين ولكن ايضاً كان مناسبة إختبرنا فيها وعي وحكمة الدولة اللبنانية بالتعامل مع هذا الموضوع وأخصّ بالذكر الجهود الكبيرة التي قام بها الرئيس ميشال سليمان والرئيس نجيب ميقاتي والوزير مروان شربل واللواء عباس ابراهيم دون ان ننسى جميع الدول التي ساعدت على انهاء هذا الملف والتي أثبتت مجدداً محبتها للبنان وحرصها على وحدة اللبنانيين”.

ثم ألقى كلمة جاء فيها: “أيها الكشفيون مفوضين وقادة وجوالة وكشافة وجراميزاً وجوالات ومرشدات وزهرات، أحييكم وأحمل لكم تحيات فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الذي شرّفني بتمثيله في هذا الحفل، وأخصّ اتحاد الكشاف اللبناني الذي نكرّمه اليوم بتحية إكبار منحنياً أمام تاريخه وحاضره وعطاءات رجالاته في سبيل لبنان والشبيبة ومكارم الأخلاق والسوية الوطنية السليمة.
كما أخصّ جمعية الكشاف المسلم التي نكرّمها أيضاً، وهي أول جمعية كشفية تأسست في لبنان، بتحية اعتزاز بسجلّها الناصع وبمسيرتها الفذة التي خرّجت العديد من الشخصيات التي قدمّت زهرة عطائها واخلاصها للوطن والمجتمع في شتى الحقول والميادين”.
تابع:” لن أسترسل في الحديث عن أهمية المعاني التي تمثلها الحركة الكشفية، خصوصاً في بلد مثل بلدنا، وفي ظرف مثل هذا الظرف الصعب الذي نعيشه… ويكفي أن أقول أننا بحاجة الى استحضار كل المبادئ والأسس التي قامت عليها هذه الحركة والتي يمكن اختصارها بالتضامن والأخاء والتعاون في سبيل الخدمة العامة، ومن لم يكن مناّ كشافاً يوماً عليه أن يستلحق نفسه ويصبح كشافاً، فكلنا اليوم يطالبنا الوطن بأن نكون كشافة لبنان”.
وقال:” اني هنا أستذكر آباءنا وأجدادنا الذن تركوا لنا أسس نهضة بناءة، فكانوا رواداً ومقدامين وحالمين ومؤمنين بأن الأجيال ستكمل الطريق وستبني الأرض وتعمّر الوطن والانسان، لكننا للأسف لم نحفظ الأمانة كما يجب، ولربما كانت لنا أعذارنا في أزمنة العواصف التي ضربت المنطقة لحظة نشوء كيان الشر والظلم في عقر دارنا، بل في أقدس ديارنا، بحيث تحوّلنا الى لعبة على طاولات الكبار في عالم ظالم، فسقطنا في التجارب وأخطأنا وانجرفنا، لكن الأسس لم تزل ها هنا باقية راسخة… وعليها نبني، ومنها نعيد الأنطلاق لاستعادة الذات، ونقول للآباء والأجداد أن الأجيال لن تفرّط في أثمن ما تملك وهو الأرث العظيم لسلف صالح عظيم”.
تابع الوزير كرامي:” لن أحكي في السياسة. ولكن هل يمكن أن لا أحكي في الوطن؟ ما أريد قوله هو ان السياسة ليست اليوم ميداناً يحتمل التشاطر والتكتيك والبراغماتية. ببساطة ليست “لعبة” كما صار اسمها في دول العالم. السياسة في لبنان هي شأن وطني ومصيري. وكل تفصيل سياسي له بعده الوطني والمصيري. وانطلاقاً من هذه البوصلة التي أهتدي بها أحدّد مواقفي من المستجدات الراهنة مع قرار بأن أوجز، فالكلام الكثير لا يفيد.
في البدء أسأل أين الحكومة؟ وهل هناك عذر لأحد بأن يكون لبنان بلا حكومة؟ لقد بدأت تتحول استقالة حكومتنا الى غلطة وطنية لأن البقاء وتحمّل المسؤوليات واجب وطني حين لا نكون واثقين بأن الحكومة البديلة ممكنة وجاهزة. كما أن استمرار الرئيس المكلّف بدون تأليف بدأ يتحول الى غلطة وطنية ثانية”.
أضاف:” لا يفوتني أن اقول أن عدم تشكيل حكومة جديدة مسؤولية كل القوى السياسية في البلد، فلا ضرورة لتقاذف الاتهامات بين الفرقاء، فالكل مسؤول.
واستكمالاً لموضوع الفراغ الحكومي المريب والخطير، أستغرب بشدة أن يتحول ملف النفط والغاز إلى مادة خلافية وسجالية. عملياً ما الذي نقوله للناس حين نختلف حول طرق استثمار الثروة التي هبطت علينا من حيث لا ندري؟ هل نحن نقول لهم أننا لسنا مؤهلين لاستثمار الثروات؟ هذا ما نفعله فعلياً. وانا لست مقتنعاً بأي سبب من أسباب تأخير عمليات استخراج النفط والغاز في بلد ينهار اقتصادياً واجتماعياً و”يشحد” المال من هنا وهناك، في حين أن الله أنعم عليه بخشبة انقاذ لا يستعملها، بل ويبدو أنه يريد أن يتركها تغرق مع من غرقوا في عبّارات الذل والهوان واليأس وهم يبحثون عن وطن بديل”.
ثم تطرق كرامي الى الوضع الأمني وقال:” لا بد أن أتطرق بعجالة الى الشأن الأمني. طبعاً كل لبنان يعاني. ولكنني سأتحدث عن طرابلس وعن خطتها الأمنية التي بدأت تفقد وهجها، وخصوصاً مع المستجدات التي طرأت في قضية التفجيرين الأرهابيين اللذين شهدتهما المدينة قبل فترة وجيزة.
وأبدأ من التفجيرين لأقول أنني ضد التسريبات لتحقيقات سرية، وضد التناول المشبوه لمسألة حساسة قد توقظ فتنة بشعة”.
ولكنه أكدّ في المقابل أن تظهر الحقيقة مشيراً” أن لا غطاء ولا عذر ولا تسامح مع المجرم والمرتكب، وأنا أقصد المنفذ والمخطط والممّول والداعم، كلهم مسؤولون، وكلهم تحت سقف القانون. ولكنني أشدّد على أمر اساسي وحيوي، وهو أن إلصاق أي جريمة بمجموعة أو بمنطقة أو بطائفة هو جريمة ثانية تضاهي الجريمة الحقيقية في استهدافاتها البشعة والقذرة. المجرم أيها الأخوة “مقطوع” من شجرة الأخلاق والوطن والدين، المجرم لا دين له، ولا منطقة له، ولا طائفة له، وانا على يقين بأن كل الجرائم التي شهدها لبنان هي جرائم مخابراتية لا علاقة للناس بها… بل أن هدفها هو أن يتذابح الناس في ما بينهم”.
أضاف:” مع ذلك، أنا أرى أن هذه التطورات تستدعي من اصحاب الخطة الأمنية التي تترنح أن ينطلقوا الى التنفيذ العملي والجدي لهذه الخطة. نعم، على الدولة أن تمسك بالأمن في طرابلس، كل طرابلس، وان لا تبقى منطقة في المدينة تحت نفوذ جهة سياسية أو حزبية، وأقصد الجبل والتبانة وكل منطقة أخرى، وذلك فيه خير للجميع، للناس وللمدينة أولاً، وكذلك للمجموعات الحزبية التي لا تستطيع في ظل الوضع القائم أن تتنصّل من مسؤوليتها عن ما يحدث في المناطق التي تهيمن عليها… فالأفضل للجميع في هذه الحالة أن تكون الشرعية هي المسؤولة وأن ينصرفوا الى الصراع السياسي بلا اقتطاع زواريب وأحياء لممارسة النفوذ العسكري”.
وقال :” لن أزيد اليوم على هذا الكلام سوى عبارة واحدة: “رحم الله امرئ عرف حدّه فوقف عنده”، ولا رغبة عندي بوضع عنوان بريدي عليها الآن، ولكنها لن تضيّع الطريق إلى أصحابها”.
ختاماً قال الوزير كرامي :” يسرّني أن أمثل فخامة الرئيس ميشال سليمان في هذا الأحتفال وهو الذي يولي اهتماماً خاصاً للمناسبات ذات الطابع الوطني الجامع بين اللبنانيين”.
اضاف:” تقديراً للعطاءات الوطنية لاتحاد كشاف لبنان وجمعية الكشاف المسلم في لبنان، قرر فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان منحهما وسامي الإستحقاق اللبناني الفضي ذي السعف وكلّفني وشرفني أن أقلدهما ايّاهما في هذه المناسبة وان أتقدم منهما بأحرّ التهاني”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

iPublish Development - Top Development Company in Lebanon
زر الذهاب إلى الأعلى