ثقافة

مؤتمر التطور التكنولوجيّ والعلميّ للاتصالات: ثورةٌ لبناء لبنانَ الرسالة

البطريرك لحام:    نخشى من ظواهر التكفير وحذف الآخر ونقل عدوى النزاع في سوريا إلى لبنان. نطلب أن تكون وسائل الاتصال إنجيلاً تبشِّر بالخير والإيمان بين الجميع لا أن تكون منبرًا للتزوير.
أتمنى أن أرسل لكم وسائل إتصال عبر اس ام اس [ أنني أحبكم ].

صرخة البطريرك لحام إنطلقت من مؤتمر التطور التكنولوجي والعلمي للاتصالات الذي خرج بخلاصة توجِب تصويب بوصلة الثورة التكنولوجية وترسيخها في مختلف الأصعدة الحياتية الاجتماعية والثقافية والإعلامية والفنيّة والإنسانية وغيرها، خدمة لزيادة أواصر المحبة والمودة وإستغلالها من أجل بنيان إجتماعي، ينطلق من المبادىء الدينية والأخلاقية ليصب في خانة التواصل الحقيقيّ، وتبادل الخبرات بين الشعوب والحضارات لا أن يكون وسيلة للهدم أو الانحراف والعبث بالأمن والثقافة المنفتحة.
المؤتمر الذي انعقد في المركز العالمي لحوار الحضارات [لقاء] في الربوة بدعوة وبحضور وبمشاركة، غبطة البطريرك غريغوريوس الثالث لحام، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والأسكندرية، وأورشليم للروم الملكيين الكاثوليك، وبالتعاون مع وزير الاتصالات نقولا صحناوي، وبمشاركة وزير الدولة مروان خير الدين، ونخبة من أهل الاختصاص وإعلاميين وفنانين، تطرَّقَ كلٌّ مِن تجاربه الى تأثير الثورة الرقمية، على النواحي القانونية والتشريعية والفنية والإعلامية وضرورة مواكبتها لإزالة العوائق التي تعترضها وتؤخر نموها وتطورها.
المؤتمر حضره ممثل رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بريّ الوزير السابق النائب الدكتور ميشال موسى، وممثل رئيس الحكومة المستقيلة الأستاذ نجيب ميقاتي وزيرالثقافة غابي ليّون، وممثّل غبطة الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي النائب البطريركيّ جو معوّض، وإلى جانب الوزيرين المشاركين في أعمال المؤتمر الصحناوي وخير الدين وزير الداخلية مروان شربل، والنواب السادة عبد اللطيف الزين، سفير إيران غضنفر ركن آبادي، سفير سوريا علي عبد الكريم علي، والقائم بالأعمال لدى سفارة دولة بلغاريا السيد بلامن ستويانوف تزولوف، ورئيس أساقفة جبيل المطران ميشال عون، وسيادة المطران بولس مطر رئيس أساقفة بيروت للموارنة، والسيّد فؤاد مخزومي رئيس حزب الحوار الوطنيّ، وممثلين عن الأجهزة الأمنية والدينية والبلدية والتربوية والفنية ومختصّين ومهتمّين ورئيس مجلس إدارة تلفزيون لبنان المدير العام طلال مقدسي ونقيب المحرّرين الياس عون ومدير تحرير جريدة النهار غسان الحجار، وممثّلين عن وسائل الاعلام كافة ووفود شعبيَّة وكنسية من مختلف المناطق.
بدأَ المؤتمر بالنشيد الوطني اللبناني، تلاه كلمة ترحيبيّة للدكتور إيلي حليحل، مقدّم المؤتمر، الذي تناول في كلمتهِ أهميّة تطوير قطاع الاتصالات، لوضَعَ هذا التطوُّر في خدمة وتفعيل التواصل واللقاء بين شرائح المجتمع اللبنانيّ، ثم كلمة أمين عام الجمعية اللبنانية لتطوير الحوار السيد رضا المصري، الذي عوّل على تطور الإتصالات في تقريب وجهات النظر وتسرع التواصل وتخدم الحوار بطريقة أفضل، وأكّد أنَّ الثورة التكنولوجية تساهم في تسريع تحطيم كل الحواجز المصطنعة بين كافة مكونات المجتمع.
كلمة المحامي كريم قبيسي التي إندرجت تحت عنوان الاتصالات بين القانون والتشريع يقول فيها:
قدّم شرحًا مفصّلاً عن قطاع الاتصالات في مجال الهاتف الثابت والخليويّ وتطرّق إلى القوانين التي وضعت ولم تقر بعد.
وذلك ما يسبب التقارب في الصلاحيات بين الادارات ومطالبة بتحديث القوانين التي تقترحها اللجنة لمواكبة التطوّر.
أما إنعكاس تطور تقنيات الاتصالات على مستوى الإنتاج السينمائي والتلفزيوني والفني بشكل عام فقد طرحته الممثلة القديرة رلى حمادة في مداخلتها:
تحدّث عن تاريخ الاتصالات وتأثيره على حياة الانسان وخاصة الفنان الذي استطاعَ من خلال أن يصل أفكاره من خلال شباك صغير يصل إلى كل بيتٍ من دون إذن حتى إنه يستطيع أن يجمع التبرعات للقيام بأعمال فنيّة عن طريق الانترنيت.
وفي النهايةِ طالبت وزير الاتصالات بوضع ويب سايت عن الفنانين اللبنانيّين تقدم أعمالهم واستعادة ذاكراتهم وتكوين باب لمعرفة الأجيال الجديدة على أعمالهم.
إن كلما تطوّرت شبكات الاتصالات تساهم بخلق فرص عمل جديدة بكافة انحاء لبنان. لأنَّ  هناكَ أعداد كبيرة من الذين يستطيعونَ عرض إبداعاتهِم في المناطق النائية دون الحاجة للوصول إلى العاصمة ما يحدُّ من البطالةِ ويجعل لبنان في طليعةِ البلدان المتقدّمة على طريق الاتصالات وذلكَ عبرَ تطوير التقنيّة الرقميّة.
وخرجت في النهاية بتوصية طالبت فيها بتفعيل العلاقة بين الإنتاج الفني والإتصالات لمصلحة الفن في لبنان. والتي لا تزال محدودة ودون المستوى المطلوب وهو ما ينعكس سلبا على الفن بشكل عام.
الإعلامي جورج قرداحي الذي عالج اثر الثورة الرقمية والاتصالات على المنظومة الاعلامية طالب بوضع قانون جديد لتنظيم الاعلام في لبنان كافة، بما فيه الأعلام الإلكتروني وإعطاء صلاحيات تنفيذية أكبر للمجلس الوطني للأعلام ليتمكن من الأشراف على المواد الإعلامية في جميع وسائل الأعلام التقليدية والألكترونية.
ولفت إلى أن ثورة الاتصالات التي بدأت في العقد ما قبل الاخير من القرن الماضي نقلت الإنسان بوجه عام من نظام تقليدي الى نظام اكثر تطورا. والدليل المبتكرات التي تحدث يوما بعد يوم في مختلف جوانب حياة الانسان في الطب والغذاء والتعليم والثقافة والرياضة والترفيه. معتبرا ان الاعلام كان من غير منازع المستفيد الاول من هذه الثورة الناشئة.
الوزير خير الدين تحدث تحت عنوان تحديات تمويل الشركات الناشئة فأكد أن:
الاستثمار في الشركات اللبنانيّة الناشئة لنقل المعرفة. وأثنى على دور البنك المركزيّ في تشجيع المعارف للاستثمار في هذا المجال، خلال استثماره في هذه الشركات بحماية 75% من قيمة رأس المال، ما يحملُ المستثمر 25% من المجازفة. وهو ما يحفز أصحاب رؤوس الأموال وبالتالي الأدمغة اللبنانيّة للحدّ من هجرة الأدمغةِ، ما يتيحُ خلق فرص عمل جديدة إذ أنَّ المبالغ المرصودة من قبل مصرف لبنان توازي 400 مليون دولار، يؤمّن عشرات آلاف من فرص العمل الجديدة في مجال التكنولوجيا وإنشاء مشروع قانون الأسواق الماليّة الجديد الّذي أحيل إلى مجلس النواب لدراسة وإقراره.
الوزير صحناوي وهو على رأس الوزارة المعنية بهذه الثورة التقنية تحدث تحت عنوان ثورة الاتصالات تبدأ مع تطوير البنية التحتية:
قارن بين الشبكة القديمة لـ DSL، والحاليَّة، وكيفَ تتطوّرَ خلال فترة قصيرة. وعدد الإنجازات التي قدمتها الوزارة والتي تجعل لبنانَ في عداد الدول المتنافسة في عالم التكنولوجيا. وكشف أنَّ بعضَ المشاريع الموضوعة التي تحتاج إلى قرار من مجلس الوزراء.
47% نسبة الاختراق من الانترنيت على الخليوي.
9% من الناتج المحليّ هو قطاع المعلوماتيّة.
15% من مجموع المداخيل من قطاع الاتصالات ما يعد ثاني مدخل للخزينة ويعدّ لبنان الثالث بين الدول العربيّة للاستثمارات في مجال المعلوماتيّة وأوّل بلد في العالم نسبة عدد المهندسين ونصف المنشورات التي توزع في العالم العربيّ تصدر من لبنان ويعتبر لبنان الأوّل في إنتاج الكليبات الفنيّة.
وأكّدَ أن ما فعلهُ في سنتان في وزارته زاد سرعة الثابت 12 مرّة على الخليوي.
في بداية كلمتهِ وعد الممثّلة حمادة بتنفيذ طلبها، بدمج site خامس بالإعمال الفنيّة وذلك بالتعاون مع وزارة الثقافة وذلكَ على نفقة الوزارة.
البطريرك لحام بعد أن ربط بين البعد الالهي والتطور الانساني تحت عنوان ثورة الاتصالات تزيل الحواجزبين الانسان وأخيه الانسان على إمتداد الجغرافيا، فطالب بالأرتقاء الى أعلى قمم الرؤية البشرية والمتّصلة بالرؤية الإلهية معتبرًا ان أول مؤسس للأتصالات هو الله الذي لم يتخل عن مخلوقه الانسان من خلال إعطائه أول إرسال أن أنموا ،أكثروا ، إملؤا الارض إخضعوها.
وتطرق البطريرك لحام الى المآسي التي تتسببها ويلات الحرب على سوريا ولا سيما التزوير الأعلامي مستشهدا بما قاله الصحافي روبرت فيسك بأن الحرب في سورية هى أكثر الحروب كذبا ورياء وذلك من خلال بث صور حرب من لبنان والعراق على إعتبار أنها صور الحرب في سوريا، راجيا ان تفلح وسائل الاتصال من إعادة ما إنقطع بين ابناء الشعب الواحد محذرا من نقل عدوى النزاع في سوريا الى لبنان والخشية من ظواهر التكفير وحذف الآخر التي لم تشهدها من قبل والتعدي على الحريات الفردية .وإعتبر ان نتائج التواصل تنمي الثقة بين البلدان العربية واغلبها اسلامية وتهدم الحواجز .وطالب كذلك بإزالة الحدود بين البلاد العربية التي تتحدث بلغة واحدة في حين تشهد البلاد الغربية التي لها لغات مختلفة وتراثات متنوعة قد وجدت السبيل لأزالة الحدود بينما نحن العرب نزيد الحواجز بين بلداننا بدل إزالتها.
هذا وجرى نقل مباشر من موقعين مختلفين خارج نقطة المؤتمر لفواصل موسيقيّة من أداء السوبرانو غرازييلا سيف، وعزف المؤلّف الموسيقيّ ميشال فاضل، عبر نظام 4G الجديد، الخاص بشركة Touch.
في نهاية المؤتمر، تلا المونسنيور الدكتور شربل الحكيم – مستشار الشؤون العامّة في بطريركيّة الروم الملكيّين الكاثوليك – التوصيات التي خرجت من المجتمعين والتي أعدّتها اللجنة المؤلَّفة من السادة الإعلاميين جورج قرداحي وطلال عسّاف، القاضي جورج عطية، الدكتور إيلي حليحل، الدكتور مصطفى المصري والممثلة رُلى حمادة. ونصت التوصيات على التالي:
1-    الدفع في اتجاه تنفيذ رؤية وزارة الاتصالات جعل لبنان منصة رقمية، وتحويله محوراً للنشاط الرقمي في المنطقة.
2- إكمال مشروع الالياف البصرية تمهيداً لمشروع FTTX، وربط المستخدمين ذات الكثافة العالية.
3- تأمين البيئة الرقمية الملائمة والمناسبة Ecosystem.
4- الافادة من التحديث الذي شهده قطاع الاتصالات لتشجيع نمو الشركات الناشئة.
5- إنشاء الحكومة الالكترونية، واقرار قانون التوقيع الالكتروني.
6- خفض الاسعار.
7- تشريع التخابر الصوتي عبر الانترنت VOIP.
8- تحديث القطاع التعليمي، وجعل مادة البرمجة المعلوماتية في صلب المنهاج.
9- إقامة ورش عمل بين مختلف اللاعبين في قطاعي الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والاعلام، نظرا الى اهمية التكامل والتكافل بينهما للافادة الاعلامية القصوى من الثورة الرقمية.
الأمانة العامة
المركز العالميّ لحوار الحضارات “لقاء”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

iPublish Development - Top Development Company in Lebanon
زر الذهاب إلى الأعلى