المقالات

قِمةُ القُمّة – كتبت: هدى بياسي

ما وصلنا اليه اليوم في لبنان لا يقع الا تحت مسمى واحد فقط أننا وصلنا الى قِمّة القُمة. ومن يعارضني الرأي عليه أن يعيد كل من سفكت دماؤهم على اسفلت التعصب الأعمى. نهدر دماء الآخرين لأنهم اقتسموا منا جزءا من الله واحبوه على طريقتهم. فعوضا ان يكون الهنا لا شريك له أصبح الهاً لا شريك فيه.هذا الاله المغيّب
الذي لم يعد موجودا الا في نشرات الاخبار، أصبحت مساجده تقاسم السياسيين مجدهم، ولا حول له بما يقترفه أبناؤه من خطايا ولا ذنب له بكل الذين يموتون شرفا باسمه. قتلناه قبل ان نقتل بعضنا. نعم قتلنا الله يا سادة، وجلسنا على عرشه وتقاسمنا نفوذه وقضاءه وقدره فأعطيناه حق الحياة واخذنا منه حق الموت. فطوبى لنا،
نحن الذين غلبنا الله لا لأننا أقوى بل لأننا أعمى من أن نرى طريقه الأسمى. وهل على الأعمى حرج؟ ان ما ينقصنا فعلا في لبنان ليس الدولة. وانما ينقصنا شعب لكي يكتمل هذا الوطن. شعب يعرف معنى الرفض، يفهم قيمة الحياة، يعيش حرية الآخر..ما ينقصنا ياسادة ان نكون بشرا طبيعيين بانسانيتنا وان نرجم شيطاننا بقوة الايمان بهذا الوطن الذي قد يصير
عظيما ان أحببناه يوما بنفس الجدارة التي نكره فيها بعضنا. أسفي على أرض لا يطؤها إلا حاقد أو سارق أو أحمق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

iPublish Development - Top Development Company in Lebanon
زر الذهاب إلى الأعلى