الأخبار اللبنانية

احتفال جمعية الوثبة لمناسبة الاستقلال في عكار

ألقى الأمين العام لحركة التوحيد الإسلامي فضيلة الشيخ بلال سعيد شعبان كلمة في احتفال أقامته جمعية الوثبة لمناسبة الاستقلال في عكار ومما جاء في كلمته :

إنها ذكرى الاستقلال لكن الاستقلال استقلالان فهناك استقلال عن المحتل الأجنبي الغاصب وهو استقلال محمود وواجب ومشروع وهناك استقلال عن الأخ وعن الأمة وهذا ليس استقلالا بحال من الأحوال وإنما تقسيم وتجزئة وشرذمة .
أُرِيْدَ لنا أن نتثقّف ثقافة التجزئة على أساس أنها مشروع من مشاريع الاستقلال ونظّرنا لهذه التجزئة وأقمنا لها نشيدا وعلما ووطنا وهو كمن يضحك على نفسه لأن بلادنا تحولت في زمن التكتلات الكبرى إلى جزيئات يستطيع من خلالها المحتل الغاصب أن يبتلع بلادنا وأن يهضمها بلدا إثر بلد ,نعم فالولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي والاتحاد الافريقي ودول صغرى مختلفة فيما بينها متجزئة كانت على مدى التاريخ أمة واحدة عزيزة كريمة أريد لها أن تختلف وتتجزأ حتى لا تقوى على إعادة النهوض والقيام.
لذلك نحن اليوم بحاجة إلى تصحيح من جديد نحتاج إلى تصحيح العلاقة فيما بيننا لنعود أمة واحدة تماما كما فعلت سوريا وتركيا عندما وقّع الرئيسين الدكتور بشار الأسد ورجب طيب أوردوغان اتفاقا يفتح الحدود بين البلدين ليتنقل السوري والتركي دون قيود في كل تلك الأرض الطيبة المباركة.
فلماذا لا تعود بلادنا كما كانت لنتجول من شرق بلادنا إلى غربها دون أن تحدنا حدود وتوقفنا سدود ألسنا أمة واحدة ، لماذا أدخل إلى بلدي العربي المسلم من بوابة الأجنبي وأنا العربي المسلم ، لماذا يعتبر تعدد الدول انتصارا بينما هو تشطر وهزيمة
نحن بحاجة إلى إعادة النظر في علاقاتنا البينية وتصحيحها من جديد ، فهذا الشرق العربي المسلم ضم مختلف الأديان والأعراق والمذاهب وعاش فيه المسلمون على مختلف مذاهبهم وعاش فيه المسيحيون على مختلف مذاهبهم عاشنا فيه كعرب وعجم وأتراك وفرس وكرد إستطعنا أن نعيش على قاعدة الاخوة والشراكة الإنسانية التي قال فيها رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم : “كلكم لآدم وآدم من تراب”.
فما بالنا اليوم نبني علاقاتنا على أساس من المذهبية البغيضة التي تفرق، إن الله عز وجل عندما بنى لنا أسس العلاقات الإنسانية خاطبنا في القرآن الكريم قائلا : ” يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ” الله يريد لنا التعارف والمشروع الاستعماري يريد ” لتعاركوا ” وشتان بين التعارف والتعارك .
هل تصدقوا أن المحتل الأمريكي يحن قلبه على أقلية من هنا وأقلية من هناك يحن قلبه على الأكراد في العراق وحقهم في تقرير المصير وإقامة دولتهم، وهو الذي أقام دولة مكره على جماجم وأشلاء الهنود الحمر في القارة الأمريكية وقد كانوا الاكثرية ، هل صحيح أن الذي قضى واستأصل الأقلية والأكثرية عنده يريد الحياة الكريمة لأقلياتنا إنها بوابة العهر الديمقراطي التي يدخلها المحتل الأمريكي ليقسم بلادنا ويجزئها .
فنحن لا أقلية عندنا ولا أكثرية نحن أمة متعددة المذاهب والأعراق والألوان يجمعها الدين الواحد والعدو الواحد والمصير الواحد ويجمعها مشروع الأنبياء في وجه مشاريع الفراعنة والأشقياء .
وأضاف لا يريدون استقلالكم ولا حق تقرير مصيركم عشنا بتنوعنا الإغنائي لا بتنوعهم الإلغائي عشنا مسلمين ومسيحيين بل وحتى يهود عشنا في هذا الشرق العربي المسلم جنبا إلى جنب إذهب إلى الشام إلى القاهرة إلى بغداد فتجد الكنيس والكنيسة والمسجد يتجاورون جنبا إلى جنب عشنا سويا على مدى 1300 سنة حتى جاء سرطان تقسيمهم منذ 100 سنة ليختلف الناس فيما بينكم .
إذا فالقضية ليست قضية استقلال ولا سيادة إنها الأكذوبة الكبرى، عندما تستباح أرضنا وسماؤنا ومياهنا عندما تنتهك كل السيادات لتأتي أمريكا من وراء البحار والمحيطات من مسافة 20 ألف كلم إلى العراق لتحتل أرضه وتنتهك سيادته وتقتل مليون ونصف مليون عراقي فهل هذا جزء من السيادة أم من نوع من الحرية والاستقلال.
عندما يقسمنا كمسلمين إلى أعراق ومذاهب مخختلفة ويصطنع صراعا في لبنان وآخر في العراق وآخر في اليمن تحت عناوين براقة فهل يعتبر هذا استقلال أم شرذمة واقتتال.
لذلك يجب أن نعود كما كنا قبيل الاستعمار فالاستعمار استعمر عقولنا قبل أن يستعمر أرضنا فعندما وجد قابلية للاستعمار تحرك عسكريا ليسقط مدننا وعواصمنا
إنها القابلية للإستعمار عندما وجدنا مستهلكين بعد أن كنا منتجين ومستوردين لكل نفاياتهم الفكرية والانتاجية بعدما كنا مصدرين للمشروع الحضاري الإنساني الذي يقول : ” كلكم لآدم وآدم من تراب ”
لذلك يجب أن نعود كما كنا وأن نبرمج أولوياتنا من جديد، فعندما اختل سلم أولوياتنا وضعنا برنامجا يقول :” أنا وأخي على إبن عمي وأنا وابن عمي على الغريب” وعملنا وفق ذلك البرنامج .
ورسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن العصبية في الموقف وحض على الوقوف مع المظلوم أيا كانت هويته فقال : ” أنصر اخاك ظالما أو مظلوما قالوا ننصره مظلوما يا رسول الله فكيف ننصره ظالما قال أن ترده عن ظلمه ” .
ليس اللبناني دائما على حق وليس المسلم دائما على حق وليس المسيحي دائما على حق ، فالرجال يعرفون بالحق ولا يعرف الحق بالرجال فاعرفوا الحق تعرفوا أهله .
سلم أولوياتنا الجهادي لا أن تقتلني وأن أقتلك سُلّم أولوياتنا يجب أن يكون :

 

” ستبقى القدس قبلة جهادنا ولن نضل الطريق “
قبلة جهادنا جميعا هي القدس أتعرفون لماذا ؟ لأن القدس هي مهدى عيسى ومسرى رسول الله محمد عليهم صلوات الله وسلامه وهي أرض التين والزيتون عندما تكون الأولوية في صراع اليهود كما قال تعالى : ” لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا” نخرج من إطار الصراعات العرقية والمذهبية في الداخل.
لذلك فالصفة التي تميزنا جميعا هي في قول الله عز وجل : ” محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم ..” فعندما تجد الرحمة فيا بيننا فنحن من مشروع الأنبياء وعندما تجد الشدة والغلظة فيما بيننا فنحن جزء وخدم لمشروع الأشقياء.
أيها الاخوة الكرام يا أهلنا في الشمال وعكار إنه الحرمان المزمن المتوارث أفلا تستحق عكار أن تتمثل ولو بوزير واحد في هذه الحكومة، لكنها المواعيد العرقوبية وليس ذلك فقط فالمجزرة الأولى التي اقترفت في زمن هذه الحكومة هي في استئصال المعلمين والمعلمات المتعاقدين في التعليم منذ 15 سنة بدعوى أنهم لا يجيدون التعليم إذا كانوا كذلك فما هي المصبية التي حلت بهذا الجيل من طلبة لبنان وتلاميذه، وإن لم يكونوا كذلك فلماذا يصرفون ليكونوا نهبا للبطالة والتشرد والبحث عن لقمة العيش إنه الظلم بعينه.
والظلم الثاني أن تستمع عبر الإعلام وهو يحدثك عن عكار والزراعة في عكار وسائر مناطق لبنان المستضعفة وما يخالط هذه الزراعة من أسمدة مسرطنة وغير الصحية، أتركوا عكار وشأنها ، استخدمتموها في مشروعكم السياسي وعندما قضيتم منها وطركم تركتموها وشأنها،لم يبق لأهل عكار إلا الزراعة ليعيشوا منها إن كان هناك مشكلة ما، فلماذا لا تعالج بعيدا عن الإعلام بمساعدة المزارعين أم هو التجني لتدمير البقية الباقية من إنتاج لبنان لحساب قلة من المستوردين الذين يحققون ربحا لهم على حساب الفقراء والبسطاء والمستضعفين ؟!
يجب أن ندرك جميعا أن التغيير يبدأ من القلوب والعقول فعندما نحسن خياراتنا ونحكم عقولنا بدل عواطفنا نستعصي على كل مشاريع الإستعمار قال تعالى : ” إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم “
فلتكن خياراتنا خيارات صائبة وليكن موقفنا موقفا واحدا، لأمة واحدة إذ ذاك سترى نهضة الأمة من جديد وسترى كيف سيهزم ويندحر المحتل والمستعمر على أبواب عواصمنا وحواضرنا إلى غير رجعة إن شاء الله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

iPublish Development - Top Development Company in Lebanon
زر الذهاب إلى الأعلى