نكثيرون في العالم يحللون ظاهرة حزب الله وفي لبنان البعض يرفضها بقلم حسان الحسن

كثيرون في العالم يحللون ظاهرة حزب الله وفي لبنان البعض يرفضها
بقلم حسان الحسن- (البناء)
وأخيراً تم التوافق على مسودة البيان الوزاري مقترنةً بتحفظ وزيري الكتائب وما تبقى من قرنة شهوان سليم الصايغ وبطرس حرب على البند المتعلق بسلاح المقاومة.
هذا السلاح الذي يشكل أبرز نقاط القوة للبنان في أي مفاوضاتٍ قد يقبل عليها لحل مشاكلاته العالقة مع العدو “الإسرائيلي” وأبرزها عودة الفلسطينيين إلى ديارهم، والانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة، إضافةً إلى وقف الخروقات والتعديات المتمادية على السيادة اللبنانية، تارةً بالخروقات الجوية والبحرية، وتارةً أخرى بنشر شبكات التجسس على الأراضي اللبنانية.
وطالب السنة الأولى في العلوم السياسية يدرك تمام المعرفة أن الحفاظ على نقاط القوة في المفاوضات، يحقق نتيجة مجدية في نتائجها، ويدعم مطالب مالك هذه النقاط.
ولم يطرح السياديون الجدد على طاولة البحث أي خطةٍ جديةٍ وفاعلةٍ تقي لبنان شر اعتداءٍ محتمل على أراضيه، بل اقتصر اعتراضهم على ترداد لازمات فارغة من أي مضمون، حيناً يدّعون التزام القرارات الدولية، وأحياناً يغالون بالحفاظ على السيادة.
والسؤال المطروح هو هل التزمت “اسرائيل” بالقرار 1701 وأوقفت خروقاتها للبنان، وهل التزمت بالقرار 242 وسمحت للفلسطينيين بالعودة إلى ديارهم؟ أم أن الخروقات “الإسرائيلية” لا تشكل خرقاً للسيادة اللبنانية؟ والقرار 242 صادر عن حركة حماس؟
معذورون هؤلاء المتحفظون، فقد خاضوا معركتهم الانتخابية الأخيرة، تحت شعار “بسط سلطة الدولة على كامل الأراضي”، وأصبحوا محرجين تجاه جمهورهم بعدما تخلى عنهم حلفاؤهم، الذين اقتنعوا بضرورة الحفاظ على المقاومة حتى تحل مختلف القضايا العالقة مع “إسرائيل”. أم أنهم أصبحوا أسرى التزاماتٍ دولية لا يستطيعون العودة عنها.
والمفارقة الكبرى أن الدول التي تطالب بنزع سلاح المقاومة في لبنان والتي كانت ولا تزال تساند المعترضين، تبحث في شكلٍ معمقٍ ظاهرة حزب الله وقدرته على المواجهة.
وفي هذا الصدد أشار باحث استراتيجي رفيع المستوى إلى أن كتاباً صدر في “إسرائيل” حول قتال حزب الله وهو مجموعة من ستة عشر مقالاً لتقويم المواجهة المستقبلية مع حزب الله على ثلاثة مستويات: سياسي، وأمني وعسكري.
واعتبرت نتائج حرب تموز موضوعاً قيد الاهتمام والدراسة للاستفادة من العبر ولوضع الأساليب الملائمة للمواجهة المستقبلية.
وكلف القسم العسكري الأكاديمي في جيش العدو ابتكار الخطط لمواجهة هذا النهج القتالي الجديد الذي يجمع بين القتال التقليدي وغير التقليدي، ويضاف إليه خصائص ذاتية من طبيعة تنظيم حزب الله.
ولم يقتصر دراسة الإعجاز الذي قدمته المقاومة في حرب تموز على الكيان الصهيوني بل تعداه الى الولايات المتحدة الأميركية، فالرئاسة الأولى كلفت مركز بحوثٍ في أميركا لدراسة حرب لبنان الثانية، واستخلاص خصائص هذه الحرب وتقديم التوصيات للجيش الأميركي للاستعداد لمواجهة “عدوٍ” يشبه حزب الله.
وقد وضعت الدراسة، ورفعت إلى البيت الابيض و”البنتاغون”، وصدر على أثرها طلب بإحداث وحدات خفية سريعة للتمكن من مواجهة ظروف حرب مماثلة لحرب لبنان الثانية.
كذلك الحلف الأطلسي أبدى اهتماماً لدراسة ظاهرة حزب الله، فكلف خلية دراسات للاستفادة من الدراسات الأميركية و”الإسرائيلية” وتزويد الجيوش الحليفة بملخص عنها، للاستثمار في الميدان في حال واجهت “عدواً” يشبه حزب الله.
إن اداء المقاومة في حرب تموز فرض على الحلف الغربي إجراء دراسات وتحليلات حول تنظيم المقاومة وقدرتها على المواجهة من حيث التسليح، وكيفية التدريب والتعامل مع ميدان يدور فيه قتال من نمطٍ ثالث، ليس بقتال تقليدي أو قتال غير تقليدي.
وبالعودة إلى موقف الرأي العام اللبناني من المقاومة، ففي لبنان فئتان، فئة تريد الدفاع عن لبنان وترى أن المقاومة المنسقة مع الجيش هي الأسلوب الأنجع لذلك، وتتمسك بها.
وفئة أخرى همها الوحيد تنفيذ التزامتها تجاه الولايات المتحدة التي تسعى إلى التخلص من المقاومة التي هزمت “إسرائيل”. ومن حسن الحظ أن هذه الفئة باتت محصورة بجهةٍ واحدةٍ، ذات ارتباط معروف من الجميع، وتاريخها خير دليلٍ إلى ذلك، فقد عملت مع الجيش “الإسرائيلي” في العام 1982، ناهيك عن استقدام السلاح من العدو لمحاربة اللبنانيين. ولهذا السبب يستمر رفضها للمقاومة، خدمةً للجهة التي ارتبطت معها سابقاً.
أما السواد الأعظم من اللبنانيين فيجاهرون بتمسكهم بالمقاومة كأسلوب قتال للدفاع عن لبنان، بغض النظر عن التعابير المعتمدة.
والصوت النشاز هو فقط لمنع الإجماع حول التمسك بالمقاومة، ولكنه لن يغيّر في القيمة القانونية للقرار اللبناني بعدما التزمه الرؤساء الثلاثة.
Best Development Company in Lebanon
iPublish Development offers top-notch web development, social media marketing, and Instagram management services to grow your brand.
Explore iPublish Development