إجتماعيات

لقاء حواري حول الأوضاع الراهنة في مركز بوزار

اقامت جمعية بوزار لقاء في مكتبها في شارع عزمي حضره حشد من الأعضاء والأصدقاء خصوصا من عمداء واساتذة الجامعات.
وناقشوا خلاله الأوضاع الاجتماع الصعبة التي تمر فيها البلد عموما والشمال وعاصمته طرابلس خصوصا.
دار نقاش واسع في اللقاء شارك فيه الجميع وتركز على ضرورة توسيع انخراط النخب الجامعية وغيرها في فعاليات الانتفاضة التي تعاني مؤخرا من ضمور المشاركة النوعية التي يمكن ان تلعب دورا في تعزيز لقاءات وندوات الحوار والتثقيف.
البداية كانت مداخلة من د. طلال خوجة تكلم فيها عن الأوضاع الاقتصادية والمالية والنقدية، واشار فيها الى تخبط الحكومة الحالية في مقاربة هذه الأزمات، مشيرا بشكل خاص الى قضية استحقاق اليورو بوند، كما الى الارتباك الحكومي في التعامل وفد صندوق النقد الدولي، خصوصا بعد الموقف الرافض لحزب الله على لسان الشيخ نعيم قاسم، ملمحا أيضا لسوء ادارة موضوع فيروس كورونا.
ثم أسهب د خوجة في شرح الانتفاضة التي شكلت بارقة امل في الظلام اللبناني الطويل، خصوصا انها اخترقت معظم شرائح وفئات الشعب اللبناني، موحدة المنتفضين حول علم واحد وهوية واحدة ومطلب واحد بعد ان وصل التفكك والفساد وسوء الحوكمة إلى مستوى الاهتراء السياسي والإداري والاقتصادي والبيئي وصولا للخطر على الكيان والوطن عموما.
كما تم الغوص في الواقع الراهن للانتفاضة، مؤكدا على انجازاتها المتعددة، خصوصا في البنى المجتمعية وفي الأمل الذي زرعته بين اللبنانيين في داخل وخارج الوطن، رغم ما تشهده من تراجعات واختراقات ومن ضمور في المشاركة في فعالياتها المتنوعة ومن بعض الأعمال التي تبدو وكأنها بدل عن ضائع، مشيرا الى بعض إشكالياتها، فمن جهة هي انتفاضة عفوية أشعرت جميع المشاركين فيها بالأهمية والمسؤولية، ما جعل استغلالها واحتوائها اكثر صعوبة، ومع ذلك فقد نجحت قوى السلطة الفعلية في اضعافها عن طريق الغزوات واستنفار العصبيات والشوارع الطائفية والمذهبية لاستفراد ناشطيها خصوصا الشباب في القمع والاعتقال بعد ان فشلت أساليب “السلبطة” والتكسير والتخوين وما الى ذلك.
وتكلم الخوجة عن انخراط بوزار منذ البداية في الانتفاضة وفعالياتها الديمقراطية والسلمية، مشيرا الى بعض الندوات واللقاءات في ساحة الانتفاضة وخيامها.
وكانت قيادة الجمعية قد استشعرت منذ البداية الخطر الكبير على طرابلس وعموم الشمال، رغم ان المدينة استحقت عن جدارة لقب أيقونة الثورة وشكلت في البدايات جاذبا ليس لاحيائها المتنوعة فقط، وليس للشماليين الذين أعادوا اكتشاف عاصمتهم المنفتحة أيضا، بل لعموم اللبنانيين المنتفضين والذين وجدوا في المدينة المظلومة مثالا وسندا في آن.
ومع ذلك فقد كان لنا الوضوح والجرأة في انتقاد بعض الممارسات التي اثقلت على اهل المدينة وزادت في اختناقاتها ومن معاناتها وأربكت نخبها المتنوعة وزادت من هشاشتها ، خصوصا حين احست انها تدفع من جديد أثمانا مضاعفة لتداعيات الأزمات الاقتصادية والمالية والتي تنذر بانفجارات اجتماعية غير مسبوقة. ولهذا بادرنا منذ البداية بتأسيس مجموعة تواصل، التي تشكلت من ناشطات وناشطين بارزين، ثم عملنا مع نقابة المحامين ونقابات المهن الحرة والبلدية ومؤسسات ونقابات وجمعيات أخرى على تأسيس لقاء من اجل دعم طرابلس والشمال في محاولة للتعويض عن هشاشة الواقع السياسي والحكومي والإداري في المدينة. ولبلدية طرابلس دور كبير داخل اللقاء، خصوصا انها تتقدم في إنشاء لجنة ادارة الكوارث والتي نعمل جميعا لدعمها، نظرا للدور المنتظر مع استفحال الفقر وغيره من المشاكل الاجتماعية والصحية والبيئية.
واخير اشار د. خوجة الى بعض القضايا التي تعمل لها الجمعية، خصوصا قضية المركز الانمائي الثقافي في مبنى العلوم السابق في القبة وقضية استكمال وتعزيز المدينة الجامعية ومباني سكن الطلاب والابحاث وقضية السياحة البيئية في الجرود والبلدات الشمالية وغيرها من القضايا التي عملت وتعمل لها جمعية بوزار.
واخيرا تمّت الاشارة الى المشاركة في مظاهرات ولقاءات العاصمة بيروت، خصوصا اللقاءات التي تجمعنا مع بعض الحراكات والمجموعات التي نتقاطع معها في مواقفنا ومقاربتنا، مشيرا الى لقاءات مع كتاب ومثقفين ومناضلين وداعمين للانتفاضة وللثورة عموما.
بالاضافة لكل الحوارت التي حدثت، جرى عرض فيلم عن بعض نشاطات بوزار، خصوصا للنشاطات المرتبطة بالانتفاضة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى