المقالات

عون يشحذ “أسلحته”.. الانتخابية بقلم: فادي شامية

عندما سُئل العماد ميشال عون في 12/10/2012 عن “الربيع العربي” قال: “ما يحدث في المنطقة ليس ربيعاً عربياً بل جهنم عربي مخطط له ضمن نظرية الفوضى الخلاقة التي أعلنتها وزيرة الخارجية الأميركية عام 2006… وإن سوريا (النظام) تشكل نموذجاً متطوراً من الإنسانية بكل مكوناتها الاجتماعية وهي عملت بصمود دائم في وجه إسرائيل وهذا ما يؤكد استحالة إسقاطها”.

ولأن ما يحدث في المنطقة “جهنم عربي” وفق توصيف عون، فهذا يعني أن إفرازاته سيئة بمجملها على وضع “الجنرال”. هذا ما يفسّر موقف عون السلبي من الحركات المطلبية العربية، وإثارته المخاوف الفئوية في لبنان والدول العربية على نحو غير موضوعي، وتهجمه الدائم على “الإخوان المسلمين”، ووصمه خصومه بـ”السلفية”… ودفاعه المستميت عن النظام السوري.

ما سبق يعني أن عون يعيش حالة حصار إقليمي باعترافه هو- ليس لأنه يقف ضد تطلعات الشعوب العربية، ولأنه ربط نفسه بمحور تزداد عزلته السياسية والشعبية كلما سقط شهيد جديد في سوريا فحسب، بل لأن خصمه الأساس في الشارع المسيحي القوات اللبنانية- يزداد انتعاشاً وتقبّلاً واستضافة في أوساط كانت مقفلة في وجهه… إلى درجة “سرقة” وهج “انتصار غزة” نفسه من عون، واعتباره جزءاً من “الربيع” الذي يسميه عون جحيماً.

ولا شك في أن هذا الواقع ينعكس على المواقف المضطربة التي يطلقها عون أسبوعياً، من قبيل انتظاره يوم الثلاثاء لـ “السؤال عن سوريا”، أو اتهامه اللواء وسام الحسن أنه هو (أي الحسن نفسه) المسؤول الأول عن اغتياله! وبما أن مواقف عون “المبدئية” ترتبط دوماً بمصلحته السياسية، وهي تتغير تبعاً لهذه المصالح، فقد أعلن عون موقفاً واضحاً لا لبس فيه الثلاثاء الماضي: “قانون الستين ظالم وهو ضد المبادئ الدستورية”، وهذا الموقف إذا ما كان صحيحاً وثبت عليه عون- فيعني أنه هو نفسه من ظلم المسيحيين، ومن فرض على البلد قانوناً غير دستوري، لأنه هو من طالب به في الدوحة، وحليفه سليمان فرنجية هو من جعله شرطاً لفك الحصار عن حكومة السنيورة قبل اتفاق الدوحة، ولأن عون نفسه أعلن للمسيحيين بعد عودته من الدوحة أنه “حصّل” لهم حقوقهم بهذا القانون!.
وبعيداً عن تناقضات عون؛ فإن دراسة مواقفه لاسيما الأخيرة منها- تظهر أن “الجنرال” دخل في مرحلة شحذ أسلحته الانتخابية استعداداً للاستحقاق القادم، وهي أسلحة دعائية كما هي العادة، وأهمها:

ـ التركيز على مساوئ قانون الستين مطلبه السابق- واعتبار مقاطعة قوى 14 آذار للحكومة والحوار هدفها منع إقرار قانون غير هذا القانون.

ـ مهاجمة خصومه المسيحيين، لا سيما رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع، واتهامه بالتبعية لـ”تيار المستقبل” ومحاولة إحراجه في الشارع المسيحي من خلال حملة: “فليحكم الإخوان”.

ـ استثارة الشارع المسيحي بقضايا مختلفة، وتخويفه من “الربيع العربي”، والقوى الإسلامية، للظهور أمام هذا الشارع وكأنه المدافع الأوحد عنه.

مهاجمة تيار “المستقبل” على قاعدة أنه تيار “الفساد” و”الاستئثار” في لبنان، وعلى قاعدة أنه “يسلّح العصابات في سوريا”! (حملة التلفزيون البرتقالي الراهنة بالتحالف مع جريدة “الأخبار”).

ـ إحياء منظومة الكلام عن الفساد، على اعتبار أن تياره هو الطرف الوحيد في لبنان المنزّه عن الفساد أو شُبَه الفساد، وأن تياره الوحيد الذي “يبحث عمّن يقوم بالفساد ولا أحد يفكر غيرنا بالفساد في دوائر الدولة”! كما صرح يوم الثلاثاء الماضي.

أن يستعد فريق للانتخابات بحملات دعائية، فليس في الأمر ما هو خارج عن المألوف، أما أن يستسهل فريق الانقلاب على شعاراته ومواقفه وطروحه السياسية، فهذا ما يدعو الى العجب… والى مساءلة جمهوره له!

المستقبل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى