ثقافة

الجمعية اللبنانية الخيرية للاصلاح والتأهيل تختتم حملة كيفية الانتصار على المخدرات

إختتمت الجمعية اللبنانية الخيرية للاصلاح والتأهيل حملتها التي أطلقتها في طرابلس تحت عنوان “كيفية الانتصار على المخدرات” لمناسبة اليوم العالمي للمخدرات، وذلك خلال ندوة عقدت في مركز رشيد كرامي الثقافي البلدي تناولت الجوانب القانونية والاعلامية والطبية لهذه الآفة، بمشاركة رئيسة محكمة الجزاء القاضي نازك الخطيب، سكرتيرة التحرير في جريدة الأديب الاعلامية هدية الحلبي، والدكتور جميل الحلبي، وحضور ماجد عيد ممثلا وزير الشؤون الاجتماعية وائل أبو فاعور، جميل الرشكيدي ممثلا النائب روبير فاضل، رئيس محاكم الاستئناف في الشمال القاضي رضا رعد، مفتش المحاكم السنية في لبنان القاضي نبيل صاري، المحامي فهد المقدم ممثلا نفابة المحامين، وشخصيات إجتماعية وممثلين عن هيئات المجتمع المدني وحشد من المهتمين.
النشيد الوطني اللبناني بداية، ثم ألقت رئيسة الجمعية فاطمة بدرا كلمة أكدت فيها أننا بالأمن الاجتماعي ننتصر على المخدرات، وبالتنمية والانماء وتنفيذ المشاريع المنتجة وبمكافحة البطالة وإيجاد فرص العمل وبالحد من التسرب المدرسي وعمالة الأطفال وبالرقابة المجتمعية والامنية وبمعالجة مشكلات الشباب وبالتوعية والحوار والثقافة وبث الأمل في النفوس وبالتعاون والتكامل وتضافر الجهود الخيرة وبجمع شمل الأسرة، والتربية كل ذلك يجعلنا أقوياء ويمكننا من الانتصار على المخدرات، شاكرة كل من ساهم في إنجاح هذه الحملة ومن قدم الرعاية وهم: النائب سمير الجسر، جائزة موريس فاضل، بنك البركة، السفارة الايرانية، ومحتمص الأمين.
ثم تحدثت القاضي الخطيب فأشارت الى المواد القانونية المتعلقة بالعقوبات التي يتعرض لها مدمنو المخدرات، لافتا الى أن الادمان هو مخالفة صريحة يعاقب عليها القانون، مشيرة الى الأسباب التخفيفية التي يمنحها القانون للمدمن من خلال إعتباره شخصا مريضا ويحتاج الى معالجة، ووقف تنفيذ العقوبة في حال تعهد بعدم التكرار ورضخ للعلاج اللازم ما يمكنه من الانخراط في المجتمع من جديد.
وأشارت الخطيب الى ضرورة وجود المصحات لعلاج المدمنين، لافتة الى أن حل أزمة المخدرات تحتاج الى وضع القانون المتعلق بهذه الآفة موضع التنفيذ بحذافيره، وهذا يحتاج الى تضافر جهود وزارات العدل والصحة والشؤون للوصول الى نظام معين يؤدي الى عمل منتج وفعال في هذا الاطار.
ثم تحدثت الاعلامية هدية الحلبي فأبدت أسفها كون هذه الآفة بدأت تطال شباب الوطن الذين هم أمله ومستقبله، منتقدة بشدة الاعلانات التي تروج للسهرات الليلية في الملاهي ولمختلف أنواع المسكرات في أوقات تعتبر أساسية يشاهدها الجميع بينما تأتي البرامج الصادمة التي تتضمن التوعية وتبين مخاطر هذه المواد في أوقات هامشية بحيث لا تؤدي دورها، فضلا عن قيام بعض الاعلاميين ومقدمي برامج “التوك شو” في إستعراض قوتهم ومقدرتهم على إجراء المقابلات مع المدمنين من دون إيجاد الحلول الناجعة، أو التأثير حتى في المجتمعات أو ممارسة الضغط لايجاد المصحات اللازمة، وبالتالي فان المدمن يتعرض للملاحقة، في حين يبقى التاجر محاطا بسرية تامة بفعل ما يتمتع به من قوة سواء كان في السجن أو خارجه.
وختمت الزميلة الحلبي: ويل لوطن نصف شبابه في المهجر، وكثير من شبابه مغيب ذهنيا، هذا الوطن علينا أن نقدم له ونبنيه ونعطيه، ولكي نعلم أهميته علينا أن نسأل الشباب الذين فقدوا أوطانهم.
ثم تحدث الدكتور جميل حلبي فعرف بالمواد المخدرة، محذرا من طريقة التعاطي التي تبدأ على سبيل التجربة ومن ثم تصبح عادة وتتحول الى إدمان، ناصحا الأهل الى متابعة سلوك أبنائهم وتصرفاتهم، مشددا على ضرورة أن يتواصل الأهل مع رفاق أبنائهم، لافتا الى أن المواد المخدرة تنعكس سلبا على الرأس والصدر والقلب والرئتين، وتؤدي الى إرتفاع ضغط الدم وبرودة في الأطراف وآلام في المفاصل، وتضخم الطحال وتقرح المعدة وآلام في الظهر فضلا عن عجز جنسي، داعيا الى كثير من الوعي المجتمعي لحماية فلذات الأكباد المعرضين لخطر الادمان وبالتالي الى خضر الابادة.
بعد ذلك جرى نقاش بين المشاركين الذين أصدروا توصيات أكدت على دور الأجهزة الأمنية والقضائية في تشديد الرقابة لاحباط كل المحاولات الرامية الى إدخال المخدرات الى لبنان، والضرب بيد من حديد كل من يعمل أو يحاول ترويج حبوب الهلوسة أو المهدئات، والتشديد على دور المجتمع الاهلي والمدني في تشكيل خلية ازمة لمواجهة آفة المخدرات، والعمل على إعلان حالة طوارئ عامة بالتعاون مع الأجهزة المختصة، والعمل على بث التوعية في المناطق الشعبية الفقيرة وبين صفوف الشباب والعائلات، وتضافر جهود كل مؤسسات المجتمع المدني لاقامة الندوات والأنشطة الرياضية التي تساهم في تطوير شخصية الفرد.
كما دعت التوصيات الدولة ووزاراتها لا سيما بعد تشكيل الحكومة الجديدة الى الاهتمام بالمناطق الشعبية الفقيرة في طرابلس والعمل على حل المشكلات الاجتماعية، وإنشاء المصحات التي يمكن أن يلجأ إليها المدمنون.
بعد ذلك قدمت بدرا دروعا تقديرية الى كل المساهمين في إنجاح هذه الحملة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى