كلمة النائب سمير الجسر في سحور قطاع التجار في تيار المستقبل
رأى عضو كتلة المستقبل النيابية النائب سمير الجسر أنه “اذا تمّ التوصل الى اتفاق في ما يتعلق بالإستراتيجية الدفاعية،
فإن كل المشكلات الفرعية الأخرى ستحل بسهولة”، لافتا الى أن “هناك صعوبات جمّة أمام طاولة الحوار، لكن ليس من أمور مستحيلة”، مؤكدا أنه ” واهم من يراهن على تغيير المعادلة السياسية بعد الإنتخابات النيابية، والأيام القادمة ستثبت ذلك”، مبديا خشيته من أن الدخول ” في دهاليز توسعة طاولة الحوار من شأنه اضاعة المراد منها” .
كلام الجسر جاء في سحور أقامته لجنة التجار في تيار المستقبل في طرابلس حضره النواب سمير الجسر ومصطفى علوش وبدر ونوس ومنسق تيار المستقبل في الشمال عبد الغني كبارة ومسؤول دائرة طرابلس ناصر عدرة، ومسؤول دائرة المنية الدكتور علم الدين وحشد كبير من الفاعليات الإقتصادية والإجتماعية والإعلامية.
بعد النشيد الوطني ووقوف دقيقة صمت عن روح الرئيس الشهيد رفيق الحريري والشهداء الذين سقطوا في حوادث طرابلس الأخيرة، كلمة ترحيبية من المسؤول الإعلامي في تيار المستقبل في الشمال عبدالله بارودي، ثم كلمة لرئيس لجنة التجار في تيار المستقبل في طرابلس السيد عبد الخالق نابلسي، أكد فيها على التمسك “بخيار الدولة ومؤسساتها ووقوف لجنة تجار طرابلس الى جانب رئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري في الإنتخابات النيابية المقبلة للمحافظة على الأكثرية النيابية بهدف حماية لبنان من أطماع الأعداء المتربصين بهذا الوطن”.
ثم قدّم الفنان نزيه قمر الدين جزءًا من مسرحية “الزلزال” تناول فيها المحكمة الدولية.
ثم ألقى النائب الجسر كلمة قال فيها:”ان هدف هذه الإفطارات الرمضانية هو التواصل والتسامر في ما بيننا،لما فيه خير البلد، وان لغة الحوار هي الأفضل في هذا المجال، وأحيي هنا لجنة التجار في تيار المستقبل، وكل التجار في طرابلس ولبنان، لأن القطاع التجاري على اهمية كبيرة في الحياة والدورة الإقتصادية، هذا القطاع الذي لعب دورا كبيرا ابّان الحرب الأهلية، فبفضل هذا القطاع استطعنا أن نؤمن كل لوازم الحياة ولم ننقطع عن شيء، حتى في ظل الحصار على طرابلس عام 1976 حيث أذكر تماما، كيف حوصرت طرابلس من كل الجهات، ولم يكن هناك سوى منفذا وحيد وهو البحر،حيث قام التجار بركوب الفلايك والذهاب الى قبرص، وتأمين كل حاجيات المدينة، وكسروا الحصار الذي كان مفروضا على طرابلس”.
أضاف “انتم أيها التجار، أكثر الناس عرضة للأزمات، لقد ضحيتم كثيرا وتعرضتم للكثير ولكنكم كنتم دائما تخرجون من المأساة وتنتصرون على كل الأضرار التي تتكبدونها وتعكسون بذلك الإرادة اللبنانية القوية التي لا تضعف أمام أي شيء بل تقبل التحدي وتنتصر عليه .ان حرب نهر البارد، ومئة يوم من المعارك انعكست سلبيا على كل القطاعات التجارية، وقد أثرت عليكم وربما شلّت الحركة التجارية تمامَا، ولكن ما انتهت الحرب حتى عادت الحياة في طرابلس الى طبيعتها، مثبتة للجميع أن طرابلس مشروعها هو مشروع الدولة وأنها تتمسك بالدولة وان مفهوم “لبنان أولا” هو في ذهن كل طرابلسي، والدليل على ذلك، قدوم الناس من كل الأقضية الشمالية الى طرابلس التي عرفت حركة مهمة بعد الأيام السوداء التي عاشتها، وخلال الأشهر الثلاثة الماضية أثّرت الحوادث الأمنية عليكم وعلى كل القطاعات بشكل هائل، أملين أنكم ستعاودون الحياة وتنتصرون على الشر بعد المصالحة التاريخية التي حدثت”.
وأكدّ أن “الذي حدث في طرابلس لم يكن صراعا مذهبيا ولن يكون، لأن هذه المدينة لم تعرف يوما الصراع المذهبي، حتى في أيام الحرب الأهلية، وعبر التاريخ كانت تستوعب وتستقبل الجميع من كل الأطياف والمذاهب والمناطق وتصهرهم في قيم طرابلسية مهمة مستمدة من تراثها العظيم، وهي قيم التراحم والتواصل والتجاور والعدالة والإعتراف بالأخر ونأمل ان نحافظ على تراثنا، وأنا على ثقة اننا لن ندع احدا يتعرض لتراثنا ومفاهيمنا وقيمنا وطرابلس ستعاود مسيرتها كما في السابق”.
تابع:”ان الرئيس السنيورة ورغبة منه في انقاذ طرابلس من الشر المحيط بها وطوي صفحة الماضي، دعا جميع القيادات الطرابلسية الى السرايا الحكومية، وكان يوم طرابلس المشهور، حيث أجمعت القيادات السياسية والدينية والإجتماعية والنقابية والشعبية على فرض الأمن واجراء المصالحات، التي لا تحدث بالصدفة بل لا بدَ لها من محرَك ومن جرأة وكان الشيخ سعد الحريري قد أخذ المبادرة في اجرائها ، متجاوزا كل المخاطر التي تتهدده، وكل الحواجز النفسية والمادية وقدم الى طرابس ومدّ يده الى الجميع بجرأة كبيرة تدّل على حكمة وعلى حنكة سياسية كبيرة وقدرة على التسامح والتعالي على الجراح، وأبصرت وثيقة طرابلس النور التي سلطت الضوء على تاريخ المدينة التي يشهد لها الجميع، قدرتها على التسامح واستيعاب الأخر، بالإضافة الى ستة بنود تتناول فرض الأمن والتعويض على النازحين من أجل اعادتهم الى بيوتهم وتعويض مؤقت للذين تضررت بيوتهم بشكل كبير ريثما يتم اصلاحها، وتعويضات على الأرواح والممتلكات، والمهم هو الإسراع في انجاز هذه التعويضات وان لا تأخذ منحى بطيء كما العادة في بعض الأحيان، ومن أجل التسريع، اتفقت مع المفتي الشيخ مالك الشعار على تحضير لجنة متابعة ستمثل كل الأفرقاء السياسيين وسيكون لها اجتماعات دورية من أجل متابعة تنفيذ الوثيقة بسرعة وأمان”.
وشدد على “اهمية فرض الأمن الذي لا يكون بالتراضي بل يفرض من خلال القوى الأمنية والعسكرية ونطلب من الجميع التعاون معها، فلقد كانت لنا في السابق ملاحظات لم نخفها أبدَا حينما شعرنا أن هناك نوع من التباطؤ في فرض الأمن ولكن بعد الإجراءات التي اتخذت على الأرض وكان أخرها ارسال اللواء العاشر، نعتقد أن الأمور على تحسن، وعلينا أن نقف الى جانب الجيش لأن لا استقرار اقتصادي واجتماعي دون استقرار سياسي ولا استقرار سياسي دون استقرار امني”.
ولفت الى “أن هناك من يتكلم عن توسيع عدد المشاركين في طاولة الحوار، واضافة بعض البنود على جدول الأعمال، ان طاولة الحوار جاءت تنفيذَا لإتفاقية الدوحة التي تتكلم عن استكمال الحوار، بمعنى متابعة ما كان قد بدأته طاولة الحوار السابقة، لناحية جدول الأعمال والأطراف المشاركة، ونخشى من أن الدخول في دهاليز توسعة طاولة الحوار من شانه اضاعة المراد منها، وكما يقول المثل “كبّر الحجر حتى ما يصيب”، فإذا تمّ التوصل الى اتفاق في ما يتعلق بالإستراتيجية الدفاعية، فإن كل المشكلات الفرعية الأخرى ستحل بسهولة، نحن لا نحلم، وندرك تماما أن هناك صعوبات جمّة أمام طاولة الحوار، وفي الوقت نفسه ليس هناك من أمور مستحيلة”.
وأشار الى أن “هناك من يقول لماذا طاولة الحوار؟ وأنّ الرئيس سليمان قد أخفق في الدعوة اليها، ان هؤلاء يعيشون في عصر أخر، فالحوار مطلوب في كل وقت، واليوم قبل أي وقت أخر،ان اتفاق الدوحة، تمثل فيه كل الأفرقاء، والذين ذهبوا من المعارضة يمثلون باقي أطرافها، من ذهب ووقع في الدوحة كان يمثل كل الأطراف السياسية سواء من قوى 14 أذار او قوى 8 أذار، فلماذا اذا محاولة التأخير؟ أليس استعجال الحوار أفضل من تعليقه؟ يحزنني ان أسمع كلام عن تأجيل طاولة الحوار الى ما بعد الإنتخابات النيابية لأنها ستغير المعادلة السياسية، واهم من يظن ويراهن على تغيير النتائج، والأيام القادمة ستثبت ذلك، وان الأزمة السياسية منذ العام 2006 وما رافقها من احتلالات وحصار للسرايا، كانت تسعى الى تغيير التوازن السياسي لكي تصبح الأكثرية أقلية والأقلية أكثرية، والهدف قلب المعادلة وتحدي الناس في ارادتها “.
وختم:”نحن مع مشروع الدولة لأن مشروع الميليشيات يودي بالدولة وأهلها،بينما مشروع الدولة فهو الإيمان بالدولة ومؤسساتها والإيمان بالإنماء والإعمار وتأمين العلم والطبابة والحياة الرغيدة وفرص العمل لأبنائنا وليس هناك عاقلا واحدا لا يقبل به لأولاده، وأنتم يا معشر التجار لديكم فرصة كبيرة في اعادة بناء الدولة، ويدنا ممدودة اليكم وسنضع يدنا بيدكم لنعاود بناء الحياة وما من قوة تستطيع أن تهزم ارادتنا”.
وفي الختام فقرات انشادية لفرقة صبا الفنية .