المقالات

في تكريم القائد النقابي الراحل الأستاذ رشيد اليوسف كتب: رامز الفري

في كنف الذكرى والوفاء نرحب بكم، ونقف اليوم معًا لنكرم القائد النقابي الراحل الأستاذ رشيد اليوسف، فنعلّي عبر هذا التكريم مكانة قيم النزاهة والكفاءة في هذا المجتمع، ونقدّر في الغائب الكبير إخلاصه وعطاءه لوطنه وأمته، في مناسبة لا بد وأن تكون في الوقت عينه وقفة أمام واقعنا اللبناني والعربي الذي شكّل همًّا دائمًا للراحل الكبير.
الأستاذ رشيد اليوسف، كان وجهًا مشرقًا في إدارتنا اللبنانية وفي حياتنا العامة، عرف دومًا كيف يصون استقلال الإدارة وحيادها، وتميّز أداؤها بالمناقبية ونظافة الكف واللسان، واستمر دائمًا خلال كل مراحل حياته الوظيفية متواضعًا هادئًا مرحبًا بالجميع، يتابع قضاياهم ويجهد في حل مشكلاتهم بروح المحبة والتفهم انطلاقًا من وعي عميق بأن الإدارة العامة بأنظمتها وقوانينها إنما وجدت لتسهيل شؤون المواطنين لا لعرقلتها، ولخدمة الإنسان اللبناني لا لابتزازه ومضايقته، فشكل نهج قدوة جديرة بالإكبار نأمل أن تحتذى.

كان الرشيد، ورغم ضغوط العبء الوظيفي، متابعًا دؤوبًا لشؤوننا الوطنية والقومية عبر موقعه القيادي في حزبه الشيوعي المناضل، وكان يعيش معاناة ولا أكبر وهو يشهد صعوباتنا الوطنية الناجمة عن سوء الأداء، وتثقل ضميره نكساتنا وهزائمنا التي تلاحقت على مدى العقود الماضية، فكان الهم الفلسطيني حاضرًا أبدًا في كل حين، حتى إذا ما احتل مغول العصر العراق وأمنعوا في تدمير تراثها ونهب آثارها وإحراق مكتباتها، تمزق قلبه الرقيق أمام هول ما نشهد، وارتفع صوته مؤكداً على ضرورة المراجعة الشاملة لقيمنا ومفاهيمنا على امتداد ساحتنا العربية، وبقي حتى النفس الأخير يؤكد على أن نهوض الأمة من واقعها البائس الى آفاق التقدم يربط ارتباطاً وثيقاً بحرية الإنسان العربي فكراً ومعتقداً وتعبيراً، وبحقه في صنع خياراته وقراراته، واستمر رغم الغيوم الداكنة التي تظلل حاضرنا مؤمناً بأن الغد الأفضل آتٍ لا محالة.
رشيد اليوسف، قيادي إداري نقابي سياسي عز نظيره، ومناضل فذ افنى عمره وفياً لقناعاته ومبادئده عاملاً على هيدها، مدافعاً عن فكر نهضوي تغييري التزم به، فله منا في عليائه كل الحب والوفاء، ولعلئلته ورفاقه وأصدقائه خالص العزاء ولحزبه المناضل: حزب المثل الانسانية في العدل والحق والتقدم كل التقدير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى