مرأة وفن

كورونا والفن التشكيلي بقلم الفنانة التشكيلية أيمان الحكيم

نعيش الان نحن الفنانين التشكيليين في أجواء مختلفه….!! أحداث مفاجئة تبدو صادمة ، في لحظه من الزمن تتحول الحياه من قمه الديناميكيه والتفاعلات والمقابلات والاختلاطات الى قمه السكون والصمت المخيف…! ترقب .. انتظار .. صلاة ..تمني وقلق. فيروس يقتحم الحياه بل العالم كله بخطورته وقسوته الشديده
لا نملك امامه سوي البقاء بالمنزل و متابعة الاخبار و كل جديد سلبى وايجابى… أخبار هنا وهناك تمس الاقتصاد .. العمل ..سياسات الدول في مواجهة هذا الفيرس !!ردود الأفعال!… قرارات سريعة ومتباينة……! وسط كل هذا يغمرني شعور ربما يحياه فنانين مثلي شعور ممتزج بالامتنان والشكر مع غموض مبهم وتوجس ! هذا الشعور يحفز الفكر والوجدان ليأخذنا في منطقه فنيه جديدة مليئة بالاثاره والتأمل هي فرصه عظيمة لمن يريد ان يستغلها فكم من فترات كنا نحتاجها لنخلو لأنفسنا كثير منا كان يحتاج لهذه الجلسات الخاصة مع النفس للتحليل والقراءة ومراجعة لكل ما يمر ومامضي وما ينبغي في ان يكون ربما تاه في زحمة هذه الحياة أو طيه النسيان ..، ارى انه وقت لن يتكرر على مدار سنوات حياتنا بسهولة، في وسط كل هذه الهواجس والتخوفات والمتابعه الجبرية بايدينا نخلق خلوة من الفن والجمال خلوة للتفكر والتثقيف إقتناص لوقت يبدو في مظهره انه رتيب وممل لكن من المؤكد ان له جانب اخر مضيء ومثمر فاذا اتيحت لنا هذه الاجواء فكيف نحياها ؟؟.. أرى أن قيد الكورونا او هذا الكوفيد اقل من قيود كثيرة نشأنا وتربينا عليها قيود وضعناها بايدينا ونتوارثها جيلأ يلو جيلا… فمن المؤكد انه سيأتي الوقت ولابد لهذا الفيروس أن ينتهي ! فهل لعادتنا البالية و قيودنا العقيمة المتوارثه من نهاية !؟…. فالرسالة موجهه للعالم أجمع وليس بلادنا فقط فالانسان هو الانسان في كل مكان وكل زمان يحتاج الى هذه الخلوة الاجباريه ليس فقط الفنان منه ليسجل بريشته كيف يرتدي الكمامة ليحافظ على نفسه وغيره بل الامر اكبر من هذا… الانسان يحتاج الى حماية حقيقية شفافة نابعة من الذات ليس مفروضا عليه ان يضع كمامة على انفه وفمه حتى يامن له الناس من حوله او يشعر هو بالطمانينه في نفسه بل اري ان الفنان بيديه ان يشيد سياجآ حول نفسه يعرف كيف يتعامل مع كل افراد مجتمعه بمختلف طبقاته وثقافته يعرف كيف يفيد ويستفيد كيف يحقق طموحه وما يتمناه في وسط اجواء تبدو قاسيه وتحكمات تبدو عنيفه اري ان طبيعة الشخصية المصريه طبيعة فريدة منحها الله سمات خاصة ليست نمطية .. متباينة في شكلها الخارجي وفي باطنها تحمل الكثير …. طموح… تحدي…. ثقة … كرامة … صبر… إصرار… رضا… قناعة… فكيف لنا ان نرى مثل هذه الصفات تتجلي في اجواء مثل هذه التي نحياها الان ؟ المواجهة أو حمل المسئولية هي اولى هذه الصفات التي يجب أن نفخر بها دائما كلما تعرضنا لحرب مثل هذه .. وكم اختبرنا هذا جميعا ومر بنا وبأجيال سبقتنا سجلها التاريخ لنا علي مر العصور الزمنية

اري إننا نعيش الآن تاريخ جديدا تقترب تسميته الي زلزلة قوية ثورة جديدة رجرجة كونية حرب عالمية ثالثة أبالغ في إن نقول اننا محظوظون بأن نحيا هذه الفترة الزمنية الهامة ! …. بالطبع والمتعارف عليه إن تكون هذه الأجواء مؤثرة بقوة في العملية الإبداعية للفنان فهل يسرع ليضع لمساته وريشته بطريقة مباشرة ومخلصة ؟ لمسات واقعية تحمل تأثيره وتفاعله وانطباعه الفوري؟ ربما..!! ربما ايضا تظهر لمسته بإسلوب غير مباشر في خطوطه على سطح اللوحة او ربما نري فيض افرزه باطنه الخاص … وربما شحنة نابعة من اللاوعي في الاحساس… اميل في أن يترك الفنان لنفسه ولفكره ووجدانه كيف يقوده تجاه تسجيل مفهومه عن مايحدث حوله فالفن حرية جميلة ومحسوبة حتى اذا ما قرر الفنان أن يبدع وسط اجواء تبدو مريضة و خطيره مثل أيامنا هذه فليخضع أعماله لتتسم بالصدق والتلقائيه مع رساله خاصه منه تلمس بصدق كيان ووجدان وقلب المتلقي لتكون اداته اداه نافعة ومفيده ومعبرة لما يحدث بكل جديه وصدق واعتراف جميل وللحديث دائما

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى