الأخبار اللبنانية

الكيل بمكيالين في السلطة اللبنانية يوجب اعتقال المناصرين لأهل سوريا المظلومين، وغض الطرف عن قاتليهم.

خلال الأسبوع الفائت اعتُقل فضيلة الشيخ “حسن علي” في منطقة راشيا البقاع بسبب تقديم المساعدة والمعونة لأهل سوريا والثائرين على العصابة المتسلطة فيها.
من جديد تثبت الأجهزة الحاكمة في لبنان انحيازها إلى النظام المجرم في سوريا. فالاعتقالات والمحاكمات تطال كل من يتعاطف مع الثورة في سوريا ويقدم العون لأهلها المستضعفين المذبوحين. أما من يرسل السلاح والمقاتلين إلى الداخل السوري لمساعدة النظام القاتل فلا تراه أعين السلطة. وصدق الشاعر إذ قال:
وعينُ الرضا عن كلِّ عيبٍ كَـلِـيـلةٌ      ولكنّ عينَ السُخطِ تُبدِي المَساوِيا
فها هي الأخبار تتوالى يوميًا عن النعوش العائدة من الداخل السوري لأشخاص يقاتلون نصرةً للنظام هناك. فهل مَن يقدم العون لأهل سوريا يُعَدّ مجرمًا يستحق السجن والمحاكمة، بينما من يرسل المقاتلين والسلاح إلى النظام يكون ملتزمًا القانون؟! ثم هل أتاكم نبأ مخزن الأسلحة الذي صودر أول أمس في الكورة والذي يتضمن صواريخ مضادة للدروع؟! لماذا لم نسمع باستدعاء المسؤولين عنه ولم نسمع باعتقال متورط في تخزين هذه الأسلحة الثقيلة؟!
هذا هو عنوان الممارسة الرسمية في هذا البلد: الكيل بمكيالين، ولا سيما حين يكون الأمر متعلقًا بالنظام البائد في سوريا من جهة، وبأبناء التيارات الإسلامية الملتزمة قضايا الأمة الإسلامية من جهة أخرى. فإلام سيستمر استفزاز الناس كرمى لعيون المجرمين والطغاة؟!
يا حكام لبنان: كفاكم انسياقًا وراء سياسات قاصرة النظر تجعل السواد الأعظم في هذه الأمة عدوًا لدودًا. فالعاقبة هي لهذه الأمة، لا لسراب الطغاة وشذّاذ الآفاق الذين تسلّطوا على العباد منذ عشرات السنين وأوشكوا على الاندثار! خلّوا بين أبناء الأمة ليدعم الأخ أخاه كما أوجب الله عز وجل، فالمؤمنون إخوة. أم تريدون تنفيذ خطة أمريكا بفصل أهل لبنان عن أهل سوريا حتى لا تتنفس الثورة ولا أهلها. فما تكرره الإدارة الأمريكية من تصريحات عن خطر انتقال الأزمة إلى لبنان ما هي في حقيقتها إلا أوامر بمنع وصول المساعدات من لبنان إلى سوريا، من أجل خنق الثورة من لبنان. ولكن بُعدًا لمن يمكر بهذه الثورة المباركة، فإنها بإذن الله ستكشف عوار المتآمرين والخائنين والمتخاذلين.
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
“الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ وَلَا يَحْقِرُهُ التَّقْوَى هَاهُنَا” وَيُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ.
قَالَ العلماء في شرح هذا الحديث:
الْخَذْل تَرْك الْإِعَانَة وَالنَّصْر, وَمَعْنَاهُ إِذَا اِسْتَعَانَ بِهِ فِي دَفْع ظَالِم وَنَحْوه لَزِمَهُ إِعَانَته إِذَا أَمْكَنَهُ, وَلَمْ يَكُنْ لَهُ عُذْر شَرْعِيّ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى