إجتماعيات

ندوة لإتحاد الشباب الوطني حول التوعية على مخاطر المخدرات

في إطار نشاطاته الهادفة للتوعية من الآفات المنتشرة في المجتمع، اقام إتحاد الشباب الوطني، المؤسسة الشبابية في المؤتمر الشعبي اللبناني، في مقره الرئيس في برج ابي حيدر بيروت، ندوة حول التوعية على مخاطر المخدرات التي تفتك بالاجيال والمجتمعات، تحدث فيها مسؤول طرابلس ورئيس لجنة مكافحة المخدرات في الإتحاد خالد عدس، بحضور الرئيس السابق للإتحاد الدكتور عبدالله نجم وحشد من الشباب والمهتمين.
وفي كلمته قال عدس: إن إطلاق إتحاد الشباب الوطني للجنة مكافحة المخدرات هي مبادرة تنسجم مع أهدافه في تعزيز القيم الدينية والأخلاقية والوطنية والدفاع عن حقوق الشباب ومصالحهم وحمايتهم من الآفات التي تصيب المجتمع، وانسجاماً مع رؤية الاخ المناضل الفقيد كمال شاتيلا في أهمية بناء جيل وطني معافى، مشدداً على أن خطر المخدرات يهدد الشباب، وأن من واجب المجتمع وجمعياته الاهلية مكافحة إنتشار هذه الآفة ومواجهة المروجين الذي يبحثون عن مصالحهم الجشعة على حساب مستقبل الناشئة.
وأضاف: إن المخدرات هي مواد نباتية مدمجة بمواد كيمائية تسبب تسمماً في الجهاز العصبي للإنسان، مما يؤثر على سلوكه وقواه العقلية وصحته نتيجة الإدمان عليها، مشدداً على أن للمخدرات أنواعا عديدة منها مواد طبيعية ومواد مصنعة، مشيراً إلى أن الإدمان على المخدرات ينقسم إلى قسمين: إدمان نفسي اي أن الإنسان هو يرغب بالتعاطي، وإدمان جسدي أي أن الجسد هو من يطلب المخدر، وهذا ما يعرف بالإدمان المطلق على المخدرات.
وأشار عدس إلى أن هناك عدة أسباب لتعاطي المخدرات منها الفقر، الغنى الفاحش، التفكك الأسري، التعرض لصدمات او مشاكل نفسية، ضعف الرادع الديني، إهمال الوالدين لأبنائهم أو تدليلهم، غياب رقابة الدولة وضعف مكافحتها لهذه الآفة، وغيرها من الأسباب، مشدداً ان زيادة الإتجار في لبنان تمحور في فترتين الاولى كانت مع إندلاع الحرب في العام 1975 التي ساهمت بشكل كبير في زيادة زراعة المخدرات من قبل ميليشيات الحرب التي إستخدمت تجارة المخدرات بهدف تمويل نفسها، اما من خلال تبادل المخدرات بالسلاح، او بيع المخدرات وشراء السلاح بثمنها. والفترة الثانية كانت خلال ازمة كورونا الأخيرة نتيجة إقفال الدول حول العالم، حيث قام تجار المخدرات ببيع المخدرات في لبنان وبأسعار زهيدة لتصريفها، مشيراً أن التقديرات وفق تقارير مراكز العلاج والسجون تؤكد ان زيادة نسبة المدمنين على المخدرات زادت خلال هاتين السنتين بنسبة 400 في المئة.
وأكد عدس أن اضرار الإدمان على المخدرات كبيرة جداً، فهي على الصعيد الصحي تؤذي الخلايا الدماغية، وتسبب مشاكل في القلب والكلى والمعدة وتساهم في إصابة الإنسان بمرض السرطان، وعلى الصعيد النفسي تسبب حالات من التوتر والعصبية وقد تؤدي للإنتحار. أما على الصعيد الإجتماعي، فإن المخدرات تؤدي لزيادة الجرائم والأمراض وتضرب اليد العاملة، مشدداً على أن الدول المتقدمة تواجه هذه الآفة من خلال بناء المصحات ومراكز إعادة التأهيل والتوعية من مخاطرها.
كما شرح بعض الدلالات التي تسمح بالتعرف على المدمن، على صعيد المثال دائرة حول عينيه، تشقق بالشفاه، سريع الغضب، التغيير في أصدقائه، الغياب عن العمل، مشدداً على أن التعامل مع الشخص المدمن يبدأ بتقديم الدعم المعنوي والنفسي ومعرفة الأسباب التي دفعته للإدمان والعمل على معالجتها قدر المستطاع، ومن ثم التقصي عن المادة المخدرة المدمن عليها الإنسان ومدة التعاطي، ومحاولة إقناعة بإجراء الفحوصات المخبرية، ومحاولة معرفة المصدر الذي يشتري منه هذا المخدر، ومحاولة إقناعه بالتوجه لمصحة ومن ثم مركز للتأهيل، والخطوة الأهم هي إختيار التوقيت المناسب للحديث مع المدمن.
وختم عدس بالتأكيد على ان الجمعيات الاهلية والشبابية خاصة ان تقوم بدورها في حماية الشباب، ومن هذا المنطلق كانت مبادرة اتحاد الشباب الوطني بإنشاء لجنة مكافحة المخدرات بهدف توعية الشباب من مخاطر المخدرات وزرع القيم الاخلاقية والدينية في نفوس الشباب وتعزيز ثقة الشاب بنفسه ودوره الاجتماعي مما يحصن الشباب والاجيال من الانجذاب للمخدرات وغيرها من الآفات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى