الأخبار اللبنانية

نصر الله في ذكرى التحرير: لولا المقاومة لكان لبنان تحول الى اسرائيل ثانية في الشرق

شدد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله على ضرورة ان يكون عيد التحرير في 25 ايار عيداً وطنياً قومياً ليس فقط للشعب اللبناني بل ايضاً للشعب الفلسطيني وكل الفئات التي قاومت وجاهدت.

واضاف نصر الله، في كلمة القاها لمناسبة ذكرى عيد التحرير، “انه عندما نسمع الخطابات من الرئيس باراك اوباما امام الصهاينة ومن بينيامين نتانياهو امام الاميركيين، فاننا نزداد قناعة بصحة خياراتنا وسلامة طريقنا منذ البداية فهي اثبتت، خلال احداث العقود الثلاث الماضية، ان الخيار الصحيح والواقعي والعقلائي والمنطقي والمجدي والمنتج والمنصل صمد امام الخيار العبثي والجنوني الذي لا يوصل الا الى الاحباط والذل والتوسل و”الشحادة” على الابواب هو خيار المفاوضات”.

وتابع: “لو انتظرنا في لبنان خيارا وطنيا او عربيا او امم متحدة او الغرب لكانت ارضنا اليوم ما زالت تحت الاحتلال وكانت اسرائيل اكملت احتلال لبنان ولكانت المستعمرات اقيمت في لبنان وكان لبنان يشكل اسرائيل ثانية، اما المقاومة فبتحضياتها وبصبرها اسقطت كل النتائج المحتملة واوجدت تحولا تاريخيا ايضا في مجرى الصراع العربي على مستوى المنطقة”.

واعتبر نصر الله “ان امتنا بحاجة الى ايام الانتصارات للتخلص من الاثار المعنوية والسياسية والعسكرية لايام النكبة والنكسة ولتمسح تلك الايام السوداء من وجدانها ومستقبلها”.

واشار الى ان اوباما طور العلاقات الاسرائيلية الاميركية خلال سنتين بشكل غير مسبوق، لافتاً الى “كل ما قاله نتانياهو في الكونغرس الاميركي هو موضع اجماع من قبل الحزبين الديمقراطي والجمهوري على السواء فبالامس كان اسم اميركا نتانياهو”.

وطالب نصر الله جامعة الدول العربية سحب المبادرة العربية من التداول ردا على خطابات اوباما ونتانياهو، مشدداً على ضرورة “ان نكون امة تعلن “لاءاتها””.

ورأى نصر الله انه “ليس امام الفلسطينيين سوى المقاومة سبيلاً للتحرير وادعوهم الى التلاقي على هذا الخيار وادعو الامة الى احتضان خيار المقاومة الفلسطينية وتقديم كل اشكال المساعدة لها”، نافياً “اللاشاعات التي تم تناقلها في وسائل الاعلام وبعض المواقع الالكترونية عن ارسال حزب الله مساعدات للنظام الايراني والسوري”.

واضاف: “اقول لكل الكذابين في العالم العربي ان تدخلنا العسكري في اي من البلدان العربية ليس من مسؤولياتنا على الاطلاق، ونحن في حزب الله نملك الشجاعة والجرأة لنقول اين نقاتل”.

وتابع نصر الله: “هناك ثورات انتصرت في تونس ومصر مبدئياً ولكن لم تستكمل انتصارها حتى الان، وهناك بلدان عربية دخلت في اوضاع صعبة كليبيا واليمن والبحرين، واهل كل بلد ادرى بشؤونه الخاصة ونحن نتخذ موقفا عاما ونتطلع الى ان تكون بلادنا العربية تنعم بحالة من الانسجام وان تحمل الانظمة هموم شعوبها”، مشدداً على “انه من واجبنا ان نلفت ونحذر بان اميركا واسرائيل تريد مصادرة الثورات العربية”.

وشدد على “اننا في لبنان صنعنا حريتنا بالدم”، محذراً من انه “لا يهم اميركا الا مصالحها”. واضاف: “احذروا من السياسة الاميركية ولا يجب ان تلقوا انفسكم باحضان الاميركيين”.

وكشف نصر الله “ان موقفنا من الوضع في سوريا ينطلق من مجموعة عناصر تؤكد انه في لبنان، وخصوصا في حزب الله، نملك تقديراً عاليا لسوريا وللرئيسين حافظ وبشار الاسد وللشعب السوري المقاوم، فسوريا قدمت الكثير للبنان وهي منعت التقسيم ومخاطر التقسيم الكبرى على المنطقة كما ساعدت على الحفاظ على وحدة لبنان”.

واشار الى ان سوريا ساندت لبنان ودعمت مقاومته، مضيفاً “لا يمكن ان ننسى كيف احتضنت سوريا لبنان ومقاومته والشعب اللبناني، نظاما جيشا وشعبا، ولذلك نحن عندما نقلق على سوريا نقلق على نظامها وشعبها وعم يُعد لنظامها وشعبها”.

واشاد نصر الله بموقف سوريا من اسرائيل والمقاومة الفلسطينية لاسيما صمودها بالرغم من كل الضغوط، مثنياً على موقف سوريا من الشرق الاوسط الجديد الذي اسقطته المقاومة في لبنان.

ولفت الى ان القيادة السورية مقتنعة مع شعبها بضرورة الاصلاح وفتح آفاق جديدة في الحياة السياسية، كاشفاً ان الاغلبية من الشعب السوري لا تزال تؤمن بهذا النظام والرئيس الاسد وبخطته في الاصلاح.

وحذر نصر الله من ام اسقاط النظام في سوريا مصلحة اميركية واسرائيلية وتبديله بنظام اخر لتوقيع “استسلام “مع اسرائيل، مذكراً بالتزامات لبنان تجاه سوريا انطلاقاً من اتفاق الطائف والمصالح المشتركة. واعتبر ان هذه الاخيرة ” تفرض علينا، كلبنانيين عموما وحركة مقاومة في مواجهة اسرائيل خصوصا، موقفا مسؤولا يقتضي اولا ان نكون جميعا حريصين على امن وسلامة سوريا نظاما وشعبا وجيشا”.

ودعا السوريين الى الحفاظ على بلدهم ونظامهم الممانع لتنفيذ الاصلاحات المطلوبة واختيار طريق الحوار، مشدداً على ضرورة “ان نرفض اي عقوبات تسوقها اميركا والغرب وتريد من لبنان التزام بها ضد سوريا وهذا كان احد اهداف زيارة جيفري فليتمان الى لبنان”.

وشدد نصر الله على ضرورة “ان نتعاون جميعا لتخرج سوريا قوية ومنيعة لان في ذلك مصلحة لبنانية وسورية وعربية”.

وتوقف عند اتهام اوباما لحزب الله بالاغتيال السياسي والسيارت المفخخة، حيث رأى ان هذه “العدائية الاميركية لحزب الله ليس بجديدة”، مؤكداً انه كلام لا يستند الى اي دليل ويؤكد ما قلناه بما يحضر في سياق المحكمة الدولية”

ورأى ان اوباما اعلن مضمون القرار الظني، شاكراً اياه “لانه اكد ان هذه المحكمة هي اميركية اسرائيلية”.
ورأى ان “التأخير في تشكيل الحكومة اظهر كيفية تعاطي الفريق الاخر مع حزب الله”، نافياً وجود اي انقلاب ايراني او سوري على الحكم في لبنان.

واضاف: “نحن نؤمن بوجوب تشكيل الحكومة باسرع وقت ممكن ونؤمن بان اللبلد لا يمكن ان يعيش في الفراغ، فوجود حكومة يشكل الاساس لمواجهة المشاكل في البلد”.

وشدد نصر الله على “ان مصلحتنا تكمن في وجود حكومة قوية وقادرة تواجه الازمات، ولسنا بديلا فنحن اول مقاومة تنتصر ولا تطالب بحصة في الدولة او الحكومة”.

وتابع: “ونحن نحمل هم الناس واستقرار البلد ومشاكله التي لا يمكن ان تحل الا من خلال الحكومة، وسنواصل بذل جهودنا عبر الخليلين ولن نتوقف ولسنا في وارد الضغط على احد”.

واكد نصر الله انه “في نهاية المطاف سنصل الى النتيجة المطلوبة، لاسيما ان الحوار والتفاهم هو الذي يمكن ان يوصل الى نتيجة سياسية والرهان على حكومة تكنوقراط ساقط، فبلد كلبنان لا يمكن ان يسير في حكومة تكنوقراط خاصة انه بلد سياسي بامتياز”.

ولفت الى ان “لبنان لا يمكن ان يسير الا بحكومة سياسية محمية بقوى سياسية اساسية او حكومة وطنية”، كاشفاً “اننا ندعم مبادرة الرئيس نبيه بري في تفعيل المجلس النيابي وسنشارك في الهيئات العامة فلا يجوز ان تتعطل الامور”.

واكد نصر الله ان “المقاومة ستستمر ولا تخيفنا الاساطيل”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى