الأخبار اللبنانية

سيادة المطران عطا الله حنا : ” المسيحيون والمسلمون معا مطالبون اليوم اكثر من اي وقت مضى بتكثيف

الجهود والمبادرات لافشال مشاريع الفتنة والتشرذم والطائفية والتي يسعى الاعداء لنشرها في مجتمعاتنا “

القدس – قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم لدى لقاءه وفدا من ابناء الرعية الارثوذكسية بأنني لم اكن في يوم من الايام منخرطا في اي نشاط حزبي او فصائلي فأنا لست بسياسي ولا انتمي الى اي تيار سياسي ولست تابعا لاي حزب او فصيل ولا يوجهني احد ولا اتلقى اية تعليمات من اية جهة ، فنحن احرار في اتخاذ مواقفنا الوطنية المنسجمة مع عراقة حضورنا الايماني والروحي في هذه الارض المقدسة .
هنالك من يحرضون ويسيئون ويتطاولون على شخصيات دينية مسيحية بحجة انهم يتدخلون في السياسة وهنا وجب التأكيد والتوضيح بأن القضية الفلسطينية التي ندافع عنها هي ليست شأنا سياسيا فحسب بل هي قضية لها ابعاد اخلاقية وانسانية وروحية فهذه الارض المقدسة هي مهد المسيحية وحاضنة اهم المقدسات .
ومن المؤسف والمحزن ان نسمع اليوم بعض الاصوات النشاز والتي تحث رجال الدين المسيحي على ان تكون رسالتهم فقط بين جدران كنائسهم وان تكون مقصورة على العبادات والطقوس فقط ولهؤلاء اقول بأن رسالة رجل الدين المسيحي ليست مقصورة على طقوس وعبادات بين جدران الكنائس بل يجب ان يكون هنالك حضور لهؤلاء في المجتمع وان يكون لهم صوت مدافع عن حضورنا المسيحي العريق وعن عدالة قضيتنا الفلسطينية العادلة التي هي قضيتنا كمسيحيين كما هي قضية المسلمين ايضا .
لن تؤثر علينا اصوات التحريض النشاز والتي في كثير من الاحيان تكون بسبب الجهل وعدم المعرفة والادراك وفي احيان اخرى تكون بسبب ارتباط هؤلاء المحرضين والمسيئين باجندات خارجية لا علاقة لها بالقيم المسيحية وبالحضور المسيحي العريق في هذه الارض المقدسة .
اقول مجددا بأنني لست رجل سياسة ولن اكون ولا يوجد عندي اي طموح للوصول لاي منصب سياسي وهذا لم يكن موجودا لا في الماضي ولا في الحاضر ولن يكون ايضا في المستقبل فأنا اخدم كنيستي واخدم شعبي وايماننا المسيحي يحثنا دوما على ان ندافع عن حقوق الانسان وعلى ان نكون منحازين للمظلومين ومنكسري القلوب.
لا نريد للاباء الكهنة ان يكونوا منعزلين عن قضايا وهموم وهواجس شعبهم فصوتنا المسيحي المشرقي يجب ان يبقى صوتا مناديا بالحق والعدالة ومدافعا عن القضايا الوطنية وفي مقدمتها قضية فلسطين ارض الميلاد والتجسد والفداء .
لن نكون معزولين كما يريدنا البعض في صوامعنا وبين جدران معابدنا واديارنا بل سنكون دوما في مجتمعنا مع كل انسان يحتاج الينا وسنبقى كما كنا دوما مدافعين عن قضيتنا وحضورنا وقدسنا ومقدساتنا ومناصرين لقضايا العدالة والحرية والكرامة الانسانية .
لن يؤثر علينا التحريض ايا كان مصدره سواء كان من المتصهينين في الغرب او من غيرها من الجهات ، فنحن نحمل رسالة لن نتخلى عنها مهما كان الثمن ومهما كانت التضحيات ، شعارنا هو صليبنا ورايتنا هي انجيلنا الذي يحثنا على المحبة والرحمة ونبذ الكراهية والتطرف وسنبقى ننظر الى اخوتنا المسلمين بعين المحبة والاخوة الصادقة فهم شركاءنا في الانتماء لهذا الوطن ولهذه القضية .
ونتمنى ونطالب بأن نعمل معا وسويا مسيحيين ومسلمين من اجل افشال كافة المخططات الخبيثة والتي هدفها اثارة الفتن والكراهية والضغينة في مجتمعاتنا فهنالك من يعملون على ابعاد المسيحي عن اخيه المسلم وهنالك من يعملون على ابعاد المسلم عن اخيه المسيحي وبناء جدران تفصلنا عن بعضنا البعض .
معا وسويا مسيحيين ومسلمين مطالبين بأن ننسف هذه الاسوار الوهمية التي يبنيها الاعداء ومرتزقتهم وعملائهم في بلادنا وفي مشرقنا لكي تكون مكانها جسور المحبة والاخوة والرحمة والسلام .
المسيحيون في هذا المشرق وفي فلسطين بنوع خاص لن يتخلوا عن رسالتهم وعن ايمانهم وعن قيمهم وعن حبهم لاوطانهم وخاصة في فلسطين الارض المقدسة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى