المقالات

نائب أميركيّة تقاطع جلسة الكونغرس بسبب الرّئيس الإسرائيليّ

رفقا ابراهيم

أعلنت النّائب الدّيمقراطيّة في الكونغرس الأميركيّ إلهان عمر أنّها لن تحضر الجلسة الّتي سيُلقي فيها رئيس إسرائيل إسحق هرستوغ خطاباً مشتركاً. وعبّرت النّائب عبر تويتر عن اعتراضها على دعوة الكونغرس لرئيس دولةٍ كان رئيس وزرائها قد منع امرأتَين مسلمتَين منتخبَتَين في الكونغرس من دخول أراضيها، وتقصد بذلك منعَها وزميلتها النّائب رشيدة طليب ذات الأصول الفلسطينيّة من دخول فلسطين.

كما عدّدت أسباباً أخرى تدفعها إلى عدم حضور الجلسة، وهي أنّ خطاب الرّئيس الإسرائيليّ يأتي بالنّيابة عن أكثر الحكومات يمينيّةً في تاريخ إسرائيل، في وقت تتعهّد فيه الحكومة الإسرائيليّة علانيّةً بتحطيم آمال الفلسطينيّين في إقامة دولة. وذكرت أنّ هذا يأتي في الوقت الّذي يهاجم فيه أعضاء الحكومة الإسرائيليّة اليمينيّة المتطرّفة الرّئيس بايدن، قائلين إنّ إسرائيل ‘لم تعد نجمة’ على ّالعلم الأمريكيّ وفي الوقت الّذي تضغط فيه الحكومة الإسرائيليّة على ما يصفه خبراء قانونيّون بأنّه انقلابٌ قضائيٌّ لمركزيّة السّلطة وتقويض الضّوابط المفروضة على سلطتهم، ممّا أدّى إلى أشهُرٍ من المظاهرات الجماهيريّة ضدّ الحكومة في جميع أنحاء إسرائيل. وأضافت إلهان أنّ هذا العام هو من أكثر الأعوام دمَويّةً للفلسطينيّين في الضّفّة الغربيّة مباشرةً بعد أكبر تَوَغّلٍ إسرائيليٍّ في الضّفّة الغربيّة المحتلّة منذ عقدَين، والّذي أدّى إلى تدمير مجمّعاتٍ سكنيّةٍ وقتل ما لا يقلّ عن 12 شخصًا.
كما اعتبرت إلهان عمر أنّ كلّ هذه الاتّجاهات هي مقلقة للغاية، لا سيّما أنّ الولايات المتّحدة تقدّم لإسرائيل ما يقارب ال 4 مليارات دولار ضمن المساعدات العسكريّة السنويّة. واستذكرت إلهان أنّه في المرّة الأخيرة الّتي دُعي فيها زعيمٌ إسرائيليٌّ لإلقاء خطاب مشترك أمام الكونغرس، تحدّى الرئيسَ باراك أوباما وهاجَمَ سياسته في الشّرق الأوسط.

يُذكَر أنّ الرّئيس الإسرائيليّ اسحق هرتسوغ تلقّى العام الماضي دعوةً من قِبل زعيم الأغلبيّة شومر ورئيسة البرلمان آنذاك نانسي بيلوسي لإلقاء كلمة في الكونغرس، وكان شومر قد قال “يسعدني أن تتاح للكونغرس الفرصة للاستماع إلى الرّئيس هرتسوغ، الذي كان دائمًا قائدًا عظيمًا ومؤثّرًا بشكل خاصّ في هذا الوقت، للاحتفال بمرور 75 عامًا على نجاح دولة إسرائيل والتّحالف القويّ والدّائم بين الولايات المتّحدة وإسرائيل. هذه الدّعوة للتّحدّث في اجتماع مشترك للكونغرس هي شهادة على عقود من الدّعم من الحزبين والمجلسين لإسرائيل الّذي يتجاوز السّياسات الحزبيّة وأنا أتطلّع إلى الترحيب به في مبنى الكابيتول”.

وكانت إسرائيل قد منعت إلهان عمر ورشيدة طليب، وهما من أبرز المشرّعين الأميركيّين الدّيمقراطيّين المنتقدين لإسرائيل، من دخول فلسطين المحتلّة عام ٢٠١٩، وذلك قبل أسبوعٍ من سفرهم المُقَرَّر إلى الضّفّة الغربيّة المحتلّة والقدس الشّرقيّة، حيث كانت رشيدة تريد أيضاً زيارة جدّتها في فلسطين. هذا المنع أتى بعد أن أيّدت كلٌّ من إلهان ورشيدة حركةَ المقاطعة لإسرائيل، فما كان من إسرائيل إلّا أن أعلنت منعهما من دخول أراضيها، إذ إنّ القانون الإسرائيليّ يسمح بمنع مؤيّدي حملات مقاطعة إسرائيل من الزّيارة.

يُذكَر أنّ إلهان عمر ورشيدة طليب دخلتا التّاريخ كونهما أوّل امرأتَين مسلمتَين يتمّ انتخابهما كممثّلتَين في الكونغرس، كما أنّ إلهان عمر هي أوّل صوماليّة أمريكيّة وأوّل مواطنة متجنّسة من إفريقيا وأوّل امرأة غير بيضاء تُنتَخَب من مينيسوتا. كذلك فإنّ رشيدة طليب هي أوّل فلسطينيّة أميركيّة تُنتَخَب في الكونغرس. وقد استغلّت كلٌّ من النّائبَين اللّتَين كانتا من اللّاجئين إلى أمريكا وصولَهما إلى منصبٍ يمكن لأمريكا وللعالم أن يسمعهما منه، لتُدافعا عن كلّ فلسطينيٍّ مظلومٍ ومعرَّضٍ للتّهجير لكي لا يعيش الألمَ الّذي ذاقتاه مع أهلهما. وقد ظهرت مجدّداً جرأة إلهان عمر من خلال رفض استقبال الرّئيس الإسرائيليّ في الكونغرس، فهل تستطيع وزميلتها إكمال هذه الرّسالة المناضلة أو أنّ الكونغرس ومناصري إسرائيل سينبذونهما ليعتّموا على القضيّة؟

هذا تساؤلٌ يُطرَح، لكنّ المعلوم هو أنّ وصول أشخاص أكثر مثل إلهان عمر ورشيدة طليب إلى السّلطة في أميركا قد يُحدث تغييراً في الموقف الأميركيّ في هذه القضيّة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى