قصص وعبر

اكتب عن عالمك الخاص ولا تقلد أسلوب المشاهير

مقتبس من مقال للروائي السوري فواز حداد
كثيرون ممن أمضوا حياتهم في الثقافة، أخذوا يرفعون الصوت بالشكوى مما يقرأونه، بعدما عسر عليهم فهمه، ما استدعى التساؤل: هل هو غير مفهوم، أم أنَّ كاتبه تقصّد ألّا يُفهَم، أم أنه يكتب ما لا يُفهم، بالأحرى يكتب ما لا يَفهمه؟ أصبح الغموض موضةً ثقافية يتعمّدها بعض الكُتّاب، وخصوصاً الذين بدأوا يشقّون طريقهم في الأدب بنشاط لافت، حتى بدا الغموض جواز مرور مضمون في عالم الأدب، سواء في الشعر أو الرواية والنقد، بعدما قرأوا كافكا وجويس وبيكيت، ومسرحيات يونسكو وأرابال وأداموف.
لا يمكن الحجر على الكتابة، هناك مرحلة قد يمرّ بها الكاتب، يعجب فيها بما يقرأه، فيقع في حبائله ويقلده، حالة ليست صحية لكنها غير سيّئة، على ألّا تدوم طويلاً. ينتقل بعدها إلى عالم ينبغي أن يُعبّر عنه، من خلاله، لا أن يستعير الآخرين للكتابة عن عوالمهم التي استأثرت به، لمجرّد أنها جاهزة، أو بفعل دعايات نقّاد من هواة تكريس الغموض.
الكتابة في الأساس ضرب في المجهول، لكن على الكاتب أن يكون رقيباً عتيداً على ما يمكن أن يتأثّر به، لئلا يفقد نفسه، ويضيع بين أدوات تمتلكه بدلاً من أن يمتلكها، ويتحوّل إلى عامل في صفوف الغير، فيشيح عن عوالم بمتناول نظره. ماذا عنها، هل تشكو من الوضوح بحيث لا تحتاج إلى كشف، بينما هي غارقة في الغموض؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى