المقالات

المراوحة والبطء والتسويف… واحتمالات المستقبل – كتب: عبد الله خالد

عندما يضطر قادة العدو الصهيوني وفي مقدمتهم نتنياهو المأزوم داخليا والمحاصر بالفساد وإساءة استخدام السلطة لإجراء انتخابات نيابية أربع مرات خلال سنتين فهذا يعني أن الصهاينة مأزومون داخليا على أكثر من صعيد وفي أكثر من مجال وأنهم فقدوا ثقتهم بقيادتهم التي وعدتهم بالمن والسلوى وبالإستقرار بعد طول تشرد وأنهم سيعيشون في دولة قوية تمتد من النيل إلى الفرات ويهيمنون على كامل المنطقة وثرواتها بإعتبارهم الآداة المركزية للأمريالية الأمريكية المتوحشة. وكان القادة الصهاينة قد توهموا بعد نهج أوسلو وطرح مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي توج بصفقة القرن انهم انتصروا وهذا ما دفع نتنياهو لأن يعد مناصريه بأن قضية فلسطين ستتبخر وأن شعبها سيندثر متابعا مسيرة التهجير واللجوء والنزوح والتوطين حيث هو موجود لينتخي التطبيع بتحالف مع النظام العربي الرسمي. والواقع أن ذلك الوهم الأمريكي-الصهيوني قد بدأ يتضخم بعد غزو العراق في محاولة لبدء مرحلة جديدة توقف المد المقاوم خصوصا بعد أن أصبح الجيش الأمريكي على الحدود السورية وزيارة كولن باول لدمشق في محاولة لفرض أدواته وشروطه على سوريا بإعتبارها قلب العروبة ونبضها المقاوم. وكان رد الرئيس الأسد حاسما فقد رفض كل الإملاءات الأمريكية وأكد دعمه للمقاومة العراقية التي تواجه الغزو والمقاومة في فلسطين والجولان المحتل وأرض الشتات والمقاومة الباسلة في جنوب لبنان ووضعه كل إمكانات سوريا في تصرف المقاومين. ولعل هذا ما سرع الربيع العربي الذي توج بالحرب الكونية على سوريا في محاولة مكشوفة لمنع تجذر قوة محور المقاومة الممتد من طهران إلى القدس مرورا بالعراق وسوريا ولبنان وامتدادا اليمن والمتعاون مع الصين وروسيا وقوى الحرية والديمقراطية والتقدم في العالم. وظهر في المنطقة مشروعان أحدهما استسلامي ارتضى النظام العربي الرسمي وتحديدا دول الخليج ان يكون آداته ومشروع مقاوم يواجه المشروع الأمريكي-الصهيوني ويحقق المزيد من النجاح في أكثر من ميدان. ولعل هذا ما جعل الثنائي ترامب- نتنياهو يصعد مواجهته مستخدما الحصار والعقوبات الإقتصادية والعدوان بهدف إخضاع قوى محور المقاومة للإرادة الأمريكية كنتيجة حتمية -من وجهة نظرهما- للإنهيار الإقتصادي والمالي والإجتماعي الذي سيصيب تلك القوى وينعكس سلبا على دولها. بل أن ما حصل هو العكس خصوصا بعد أن سقط ترامب في الإنتخابات الرئاسية. إذا أضفنا إلى ذلك تصلب الموقف الإيراني وتوسع التقدم السوري في مواجهة المشروع التكفيري الإرهابي ورفض لبنان للضغوط الأمريكية في موضوع ترسيم الحدود البحرية وعدم تحقيق أي تقدم في موضوع إحداث انقلاب في توازن القوى الذي فرضته انتخابات 2018 النيابية وفي موضوع نزع سلاح المقاومة رغم تحريض واستنفار كل الأدوات الأمريكية في لبنان أمكننا أن ندرك حجم الإحباط الذي أصاب ثنائي ترامب- بايدن الأمر الذي يجعل الوضع في لبنان مفتوحا على كل الإحتمالات في لبنان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى