كي لا ننسى

جرائم اسرائيل محكومة بنبوءات تاريخية مزعومة وهل حققت لها الامان والاستمرار؟؟

في معرض تحليلها لاغتيال العالم النووي الايراني محسن فخري زادة قالت صحيفة الغارديان البريطانية في افتتاحيتها ” كان عملا طائشا واستفزازيا وانتهاك للقانون الدولي.
ورغم ان احدا لم يتبنَ عملية الاغتيال، فإن اسرائيل هي التي قامت بهذا الغدر جريا على عادتها حيث قتلت المئات من العلماء والمتفوقين في مجال العلوم والتكنولوجيا النووية، لقناعتها ان وجودها على ارض فلسطين لا يمكن ان يستمر الى الابد، وهو الوجود الظالم والغريب الذي يُحفز الاجيال التي وُلدت بعد قيام اسرائيل ورضعت مسؤولية استرجاع الارض حتى اضحت البوصلة التي تؤشر الى الاتجاه الصحيح في مسيرة النضال الحق والجهاد المقدس.
ولذلك يعي قادة الاحتلال لفلسطين ان منطق القوة والقهر والاستيطان يبقى مهددا بعد ان تبين لهم ان المراهنة على جيل الفلسطينيين الذين ولدوا بعد نكبة عام 1948 سيكونون اقل حماسا من اسلافهم الذين رفعوا بنادقهم بوجه الاحتلال، وبدا لهم جليا ان الجيل الفلسطيني الجديد يعيش قضيته وكأنها حدثت بالامس، وهو ما يستدعي التيقظ لمجابهة التجمعات والكيانات التي تنادي بتحرير فلسطين، وانتهاج وسائل القتل والاغتيال بأحدث التقنيات التي رصدت ميزانيات بمليارات الدولارات وشبكات الاقمار الصناعية التي تطل على الكوكب الارضي، وكما حدث في اغتيال العالم الايراني فخري زادة.
وما كان استهداف الشهيد فخري زادة ليتم من غير تشجيع اميركي، وتقول صحيفة آرنس الاسرائيلية ان الرئيس المهزوم ترامب اعطى مباركته لاغتيال العالم الايراني.
وهذا صحيح لان ترامب هو عضو فاعل في الحركة الصهيونية التلمودية التي تحضّر لعودة سيدنا السميح وفق النبوءات التلمودية، وهذا لن يتم الا بوجود دولة صهيون، وقد تعهد ترامب خلال حملته الانتخابية عام 2016 بأن ينقل سفارة الولايات المتحدة للقدس وهو ما فعله.
بمثل هذه الخلفيات التاريخية، تتصرف اسرائيل ومن ورائها الولايات المتحدة.
وما اغتيال العالم الايراني فخري زادة وغيره من مئات العلماء العرب والمتفوقين، الا تنفيذا لاستراتيجية القتل المعتمدة منذ اكثر من سبعين سنة، وهي مستمرة، وجديدها اغتيال القائد في الحرس الثوري مسلم شهدان بعد يومين على اغتيال فخري زادة على الحدود العراقية السورية.
لذلك نحن نرى ان المناداة برد قاس على اغتيال العالم الايراني، دونه حسابات يعبر عنه “الصمت الايراني الاستراتيجي” قبل اتخاذ قرار الرد، وهو قادم لا محالة، ولكن وفق الرؤية الايرانية. ويحتاج الى عناية فائقة. واستعجال الرد الايراني هو محاولة اميركية اسرائيلية لاستدراج ايران لرد عشوائي يستدعي استهدافها بضربة عسكرية كبيرة.
وربما تدرك اسرائيل ان القتل الذي تمارسه منذ عقود لم يوفر لها الاطمئنان، لا بل يزيد من قلقها، لذلك وصفت صحيفة الغارديان البريطانية الاغتيال بالعمل الطائش.
ولعل الردود الايرانية على اغتيال الشهيد زادة بدأنا نقرأها في القرارات الكبيرة التي اتخذتها السلطات الايرانية على اعلى المستويات وتتمثل بزيادة التخصيب من ثلاثة او اربعة الى عشرين، ما يعزز قوة ايران الامنية والنووية، وبالتالي تعليق التعاون مع منظمة الطاقة الدولية ووضع التفاهمات مع الدول الاوروبية بشأن الاتفاق النووي على الرف، واستئناف تصدير النفط الايراني ردا على قرار ترامب بتصفير صادرات النفط الايراني.
وبالامس القريب وجه الرئيس الاميركي بايدن رسالة الى ايران عبر صحيفة “نيويورك تايمز” اكد فيها على استعداده للعودة الى الاتفاق النووي وان هذا الاتفاق ضروري لعدم انزلاق دول كثيرة في المنطقة مثل السعودية ومصر وتركيا.
لننتظر…

عمر عبد القادر غندور
رئيس اللقاء الاسلامي الوحدوي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى