الرئيس ميقاتي: مخرج الأزمة بالحوار الصادق المسؤول


أما سفير المملكة العربية السعودية في لبنان علي عواض عسيري فدعا “اللبنانيين الى أن يتصالحوا ويتصارحوا ويتحاوروا ويوحدوا صفوفهم، وأن يغلبوا المصلحة الوطنية على ما عداها من مصالح، وأن يعززوا جبهتهم الداخلية ليكونوا قلبا واحدا في وجه التحديات من أي جهة أتت بتمسكهم باتفاق الطائف الذي أعاد الامن والسلام الى ربوع لبنان”.
وشدد على “أنه ازاء ما يقال عن وجود جهات تسعى الى ضرب وحدة اللبنانيين ووحدة المسلمين وإلى تحريف رسالة لبنان الحضارية والعربية، ينبغي أن نقر بأن مسؤولية الدفاع عن تميز لبنان هي أمانة في أعناق اللبنانيين الذين أثبتوا أنهم قادرون دائما على كشف ما يحاك وإجهاضه”.
وكان الرئيس ميقاتي أولم تكريما لسفير المملكة العربية السعودية ظهر اليوم في مطعم الشاطىء الفضي في مدينة الميناء في حضور الرئيس عمر كرامي ونجليه خالد وفيصل، رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية، وزير الاقتصاد والتجارة محمد الصفدي، الوزير يوسف سعادة، النواب :سمير الجسر، أحمد كرامي، خضر حبيب، بدر ونوس، سامر سعادة، محمد عبد اللطيف كبارة، روبير فاضل، واسطفان الدويهي، النواب والوزراء السابقين: مصباح الاحدب، عبد المجيد الرافعي، أحمد حبوس، أسعد هرموش، وسامي منقارة، مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار، راعي أبرشية طرابلس للموارنة المطران جورج أبو جودة، متروبوليت طرابلس والكورة وتوابعهما للروم الارثوذكس المطران إفرام كرياكوس، نائب رئيس المجلس الاسلامي الشرعي الاعلى الوزير السابق عمر مسقاوي، محافظ الشمال ناصيف قالوش، رؤساء بلديات طرابلس، المينا، القلمون، المشرف العام على “جمعية العزم والسعادة الاجتماعية” عبد الاله ميقاتي ومسؤولي الجمعية، وحشد من الشخصيات الرسمية والسياسية والقضائية ونقباء المهن الحرة، رئيس وأعضاء غرفة التجارة والصناعة والزراعة، رئيس نادي المتحد أحمد الصفدي وعدد من العلماء ورجال الدين والشخصيات.
كلمة الرئيس ميقاتي
وفي المناسبة ألقى الرئيس ميقاتي الكلمة التالية: أهلا بك سعادة السفير في طرابلس الفيحاء عاصمة الشمال ومدينة العروبة والاصالة والوفاء. هذه الوجوه الطيبة التي التقت اليوم للترحيب بك، هي نموذج حي عن لبنان وصورة مشرقة لما نريده جميعا وتريده المملكة العربية السعودية الشقيقة بقيادة خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك عبدالله بن عبد العزيز، من تآلف وتضامن واتحاد … فالشمال، وعاصمته طرابلس، كانا وسيبقيان رمز لبنان الواحد الموحد، لبنان المتفاعل في محيطه والعالم الذي لا بديل عنه.
وقال: طرابلس اليوم سعيدة بالترحيب بكم سعادة السفير وصحبكم الكريم، في زيارة تؤكد على العلاقة الاخوية المتينة التي تجمع بين لبنان والمملكة العربية السعودية الشقيقة، والتي زادتها السنوات عمقا ورسوخا وكانت فيها المملكة الى جانب لبنان دائما، السند والعضد في الملمات، وصمام الامان الذي حفظ وحدة اللبنانيين، الى اي طائفة او مذهب او فريق سياسي انتموا. كما كانت ولا تزال العامل الاساسي في دعم نهوض لبنان الاقتصادي وتقدمه وازدهاره.
أضاف: تلك الثوابت ،أيها الاخوة والاصدقاء، ترجمتها المملكة الشقيقة وقائع وافعالا، وحسبنا ان نذكر تلك الرعاية الكريمة لأكثر من عشرين سنة خلت، للقاء الذي جمع نوابا من لبنان في مدينة الطائف، فكان الاتفاق الذي انهى الحرب في لبنان والاقتتال الاخوي العبثي، واعاد توحيد مؤسساته الدستورية، واسقط الحواجز وازال خطوط التماس المصطنعة. ولا تزال المملكة الشقيقة حاضرة دائما لتكون الى جانب لبنان، تطلق المبادرة تلو الاخرى، بهدف المحافظة على امنه واستقراره وسلامته ووحدة بنيه، ولنا في القمة الثلاثية التي جمعت خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز وسيادة الرئيس السوري بشار الاسد وفخامة الرئيس ميشال سليمان في قصر بعبدا، خير دليل على تلك الرعاية المستمرة، وذلك الدور المميز الذي لا تقتصر مفاعيله على لبنان، بل تتعداه الى دول شقيقة وصديقة ترى في مواقف المملكة خارطة طريق الى الاستقرار والمصالحة.
وقال: إذا كان اللبنانيون، في لبنان والسعودية على حد سواء، يذكرون بالخير ما قدمته لهم المملكة العربية السعودية الشقيقة من دعم واهتمام في كل الظروف، فإن ابناء طرابلس والشمال يجدون اليوم في هذه الزيارة يا سعادة السفير عسيري، مناسبة لتجديد الشكر والامتنان للمملكة على إحتضانها اللبنانيين على أرضها وكذلك على المساعدات التي قدمتها المملكة سواء عقب حرب تموز 2006 لكل لبنان او للشمال خصوصا في مجالات عدة أهمها اعادة تأهيل الطرق وبناء الجسور، او تأهيل شبكات المياه، ودعم المؤسسات التعليمية وتأهيل مبانيها وترميم المساجد وشبكة الانارة العامة وانشاء سوق لدعم المزارعين وغيرها من المشاريع العمرانية بالتزامن مع دعم الجمعيات الاهلية والمؤسسات التربوية وغيرها. وإن ابناء طرابلس يتطلعون الى المزيد من المشاريع الانمائية ومبادرات الخير.
أضاف: نلتقي اليوم في وقت لا يزال فيه اللبنانيون يعيشون لحظات من القلق والاضطراب نتيجة الازمة التي تمر بها البلاد والتي لا نجد لها مخرجا الا من خلال الحوار الصادق والمسؤول بهدف ابراز القواسم المشتركة التي تجمع ابناء هذا الوطن بروح توافقية أرساها اتفاق الطائف وهي تعزز الشراكة الوطنية بعيدا عن الاستئثار او الهيمنة او التسلط . ولعل هذه الروح هي التي تعطي الاولوية للمحافظة على وطننا وكياننا ووحدتنا الوطنية، وتسقط محاولات ازكاء الفتنة التي نراها تطل براسها من جديد تحت عناوين مختلفة. وحدها ارادة الخير والتلاقي تفسح في المجال امام القيادات اللبنانية لبلورة حل ينبثق من المؤسسات الدستورية ويرتكز على حماية الثوابت التي نلتزمها جميعا والتي اعادت القمة الثلاثية في تموز الماضي التأكيد عليها فبسطت مظلة امان علينا جميعا ان نحسن الاستفادة منها.
وختم بالقول: أهلا بك مجددا في طرابلس بين اهلك واخوانك وشكرا للمملكة العربية السعودية الشقيقة ولخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز الدعم الدائم للبنان، في سبيل عزته وتقدمه واستقراره وهناء شعبه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
السفير السعودي
ورد السفير السعودي بكلمة قال فيها: إن تاريخ مدينتكم يبين لكل مطلع أهمية الارث الكبير الذي ائتمنتم عليه، فطرابلس هي قلب منطقة الشمال وعاصمتها، أنجبت على مر تاريخها شخصيات رائدة تفانت في العمل الوطني وقدمت مثالا يحتذى بالاصالة والعيش المشترك دونما تمييز بين مذهب أو طائفة. ويشجعني القول أن آباءكم وأجدادكم قدموا نموذجا يدعو للاعتزاز في العلاقات الانسانية والاخوية الراقية، أقول هذا الكلام لأوكد أهمية دورة مدينة طرابلس وأبنائها في حياة لبنان ولأقول أنكم هنا تقدمون صورة مصغرة عن التنوع الديني والفكري والثقافي والسياسي الذي يتميز به لبنان.
أضاف: إن لبنان يمر اليوم بمرحلة حساسة على المستوى الداخلي تتطلب من أبنائه التبصر في أبعادها والتعاطي مع الظروف بعقل هادىء منفتح وحكمة، وتدعوهم الى أن يتصالحوا ويتصارحوا ويتحاوروا ويوحدوا صفوفهم، وأن يغلبوا المصلحة الوطنية على ما عداها من مصالح، وأن يعززوا جبهتهم الداخلية ليكونوا قلبا واحدا في وجه التحديات من أي جهة أتت بتمسكهم باتفاق الطائف الذي أعاد الامن والسلام الى ربوع لبنان.
أضاف: ما هو مطلوب من كافة اللبنانيين هو مطلوب بشكل خاص من المسلمين الذين استطاعوا على الدوام تقديم خير مثال في الوحدة و الاخوة وأدركوا منذ فجر الاسلام ان اختلاف المذاهب رحمة ويجب أن يظل كذلك، فلا فرق بين مسلم وآخر إلا بالتقوى، ولا بين مذهب وآخر إلا بقدر ما يحض عليها اتباعه ولنستلهم جميعا ما تحمله هذه الايام التي تظلننا من معاني وأقصد بها أيام الحج المباركة كي نعيشها حافزا من أجل التضامن ورفعة أوطاننا وأمتنا والعمل من أجل الوحدة ونبذ التفرقة.
وقال: لقد أطلق خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظ الله قبل بضع سنوات دعوة الى حوار الاديان والثقافات، وقد لقيت هذه الدعوة القبول والترحيب على المستوى الدولي لما اشتملت عليه من أبعاد انسانية سامية تدعو الى التواصل والتعرف الى الآخر وتعبر عن حقيقة الدين الاسلامي الحنيف وعن طبيعة المسلمين، وأي بلد أفضل من لبنان بتنوع شعبه دينيا وحضاريا وثقافيا لكي يلاقي هذه الدعوة.. فأهله رواد في الحوار والعيش المشترك على مر التاريخ.
قيل الكثير عن وجود جهات تسعى الى ضرب وحدة اللبنانيين ووحدة المسلمين وإلى تحريف رسالة لبنان الحضارية والعربية، ولكن إزاء ما يقال ينبغي أن نقر بأن مسؤولية الدفاع عن تميز لبنان هي أمانة في أعناق اللبنانيين الذين أثبتوا أنهم قادرون دائما على كشف ما يحاك وإجهاضه.
وقال: إن الرسالة التي أحملها إليكم من خادم الحرمين الشريفين هي أن تتمسكوا بايمانكم وبوطنكم وأمتكم، وبتراثكم في العيش المشترك، وان تستلهموا حكمة الاباء الداعية الى الالفة والمحبة، لتظلوا كما كانوا إخوة وتتشاركوا الحياة كما عاشوها أسرة واحدة، وأن تحافظوا على الروح الوطنية التي زرعها أسلافكم في نفوسكم فتكونوا للوطن رجاله وسيوفه وأقلامه وتنشئون له أجيالا يعتز بها ونشاركه في الاعتزاز لكي يظل لبنان كما عرفناه، وهذه طرابلس التي نعرفها، طرابلس التاريخ والعزة، طرابلس الرجال والجباه العالية.
وختم: حفظ الله لبنان وشعبه وحفظ مدينة طرابلس وأبناءها والشكر العميق من صميم القلب الى دولة الرئيس نجيب ميقاتي الذي أتاح لنا هذه الفرصة لنلتقي بكم جميعا والى كافة القيادات الطرابلسية والشمالية وأبناء هذه المدينة الحبيبة على كل ما غمرونا به من حفاوة واستقبال ومحبة وكرم وضيافة.
Best Development Company in Lebanon
iPublish Development offers top-notch web development, social media marketing, and Instagram management services to grow your brand.
Explore iPublish Development