المقابلات

حوار مع رئيس بلدية البيرة الحاج محمد وهبة

برنامج  زوايا الذي تعده اذاعة صوت الحق بالتعاون مع جريدة الوفاق  يحاور الحاج محمد وهبة رئيس بلدية البيرة

في عكار الذي يتيح لنا ولكم التعرف البلدة الجميلة عن قرب عارضاً مشكلاتها ومعاناتها وطارحاً الحلول ومعدد المشاريع المنجزة ومتحدثاً عن مشكلة التمويل ومثنياً وشاكراً أصحاب المبادرات الخيرة والداعمة لإنماء البلدة وعمرانها في الحديث التالي:
س: الحاج محمد وهبة نبدأ معكم بتعريف البلدة ومشكلة الصرف الصحي؟
ج: البيرة تقع وسط الدريب الأوسط وعدد سكانها حوالي 17000 نسمة. تبعد عن طرابلس 45 كلم وعن بيروت 140 كلم. مناخها معتدل بين الساحل والجبل. ونتمنى من المحبين أن يزوروا هذه البلدة ليجربوا مناخها الرائع وأهلها الطيبين.
بالنسبة لوضع الصرف الصحي، تعتبر البيرة أكبر بلدة في الدريب الأوسط بعد القبيات.
فيها حوالي 4 مدارس خاصة ومدرستان رسميتان. وحتى الآن نعاني وضع الصرف الصحي. فالصرف الصحي مهم جداً لأنه يؤثر في صحة أهل البلدة ومناخها. والتلوث الناتج من تسرب مياه الصرف الصحي إلى مياه الشفة هو بلاء نعانيه. والبيرة تنحدر حوالي 15 أو 20%. وهذا الانحدار يؤثر لأن البلدة تعتمد الحفر الصحية التي تأتي بالتدرج من أعلى إلى أسفل، وبين هذه الحفر الصحية توجد آبار ارتوازية، إذ كان يوجد في البيرة ثلاثة ينابيع طبيعية وكشفت الدولة على أرض البيرة فوجدت فيها مياهاً جوفية وأنشأت مصلحة سمتها “مياه البيرة”- الدريب الأوسط كانت حوالي 22 قرية. وهذا الأمر تغير وانتقلت المياه من البيرة إلى مكان آخر وهذا شأن سياسي ونحن كنا الضحية بهذا الموضوع. وهذه قصة طويلة لا نستطيع الحديث عنها أكثر. وعندما انتقلت اضطرت الناس للعيش تحت رحمة بئر مسحوب من القبيات بـ 4 إنش واحتاجت البلدة إلى مياه الشفة لأن الينابيع التي كانت موجودة جفت عندما حفروا الآبار في البيرة. والبيرة تتميز أيضاً بالآبار العربية. ففي الماضي، كان لدى كل دار بئر عربي يسد حاجات الناس. ووصلنا إلى نتيجة أن الحفرة الصحية بمحاذاة البئر بحوالي 5 أمتار وعلى الأكثر 10 أمتار. ففي يوم ما أو ساعة سنقع  في مشكلة التلوث والأمراض والبلايا. ولا يمكن ترك 17000 نسمة على الطبيعة أو أن يعيشوا في القرون الوسطى في ظل الحرمان من الصرف الصحي عدا الحرمان من العدالة. وقد راجعنا وتحدثنا مع المسؤولين كثيراً وكنا في مجلس الإنماء مع المسؤولين كثيراً وكنا في مجلس الإنماء والإعمار ووزارة الطاقة ولم نترك مسؤولاً إلا وطالبناه بمعالجة هذا الموضوع قبل أن نقع في المصيبة لأنه إذا وقعنا في المصيبة لا ينفع الندم على ما مضى. لذلك راجعنا رئيس مجلس الإنماء والإعمار الأستاذ نبيل الجسر وتحثنا معه ووعدنا بأنه توجد دراسة لموضوعي مياه الشفة ومياه الصرف الصحي وقال لي: إن شاء الله قريباً لمياه الشفة ستجر مياه نبع النصارى في بيت جعفر إلى البيرة وأنه سيأتي إلينا مياه طبيعية من نبع طبيعي دون أي حاجة إلى آبار ارتوازية. وحتى الآن لم نر شيئاً رغم أنه حسب المعلومات، كان يوجد مبلغ مرصود حوالي 17 مليون دولار، أعتقد بأنه من البنك الإسلامي للتنمية أو من مصدر آخر.
فهنالك رصد مالي لمياه الشفة ومياه الصرف الصحي. فالبيرة هي مع السهل في موضوع مياه الشفة. أما مشروع مياه الصرف الصحي فيبدأ من البيرة باتجاه بلدة الكويخات في الغرب أي باتجاه الانحدار. وكنا نأمل إنجاز دراسة في أوائل سنة 2008 تشمل البيرة والقرى المجاورة على الخط المرسوم.
س: هل هذه المراجعة مع مجلس الإنماء والإعمار تمت في السابق أم حديثاً؟
ج: تقريباً منذ حوالي 9 أشهر أو سنة عندما كنت نائب الرئيس. وكانت الجلسة مع يوسف كرم ورئيس مجلس الإنماء والإعمار ومهندسين. وطلبنا في الجلسة أنه في حال لم تأت مياه الشفة من النبع الذي ذكره سعادة المدير العام، تشغيل خزان للقرى وترك خزان البيرة للبيرة لأنه بذلك نرفع الضرر عن البلدة. وحتى الآن لم ينفذ هذا المشروع ولا ذاك.
س: كيف هو الوضع البيئي في بلدة البيرة؟
ج: موضوع الصرف الصحي له تأثير كبير في البيئة والينابيع والمناخ. فالبرغش يكاد أن يأكلنا بسبب هذا الموضوع. وتحتاج الثروة الحرجية الموجوزدة في منطقتنا إلى عناية من قبل الدولة. كما نحتاج إلى المحافظة على ينابيعنا ومناخنا وصحتنا لأن البيئة هي دائماً التي تعطي الرونق الجميل والطهارة للإنسان. فإذا انعدم الهواء والمواقع من النظافة فهنا المشكلة والبلاء. فنتمنى زيادة التحريج في المنطقة والحراسة على المناطق الحرجية وخاصة في موضوع حرق الأحراج. فهنالك جبل البيرة الذي توجد فيه أشجار سنديان عمرها حوالي 800 سنة وارتفاع الشجرة حوالي 13 أو 15 متراً وهذا النوع نادر في لبنان. والمشكلة أن النار تؤثر فيه وغلاء المازوت يؤثر فيه وفقر الناس يؤثر فيه. لأن الناس لا تستطيع شراء المازوت والحفاظ على الثروة الحرجية. فالأشجار هي “فلتر” الطبيعة وندمرها بأيدينا. فنتمنى تزويد مراكز الدفاع المدني بعناصر اطفائيين ثابتين لأن مشكلتنا رغم ضعف وضع البلديات ونسيان البلديات بموضوع حقوقها في الصندوق البلدي المستقل، نقوم بدفع مساعدات للشباب المتطوعين في مركز الدفاع المدني حتى نحمي ثروتنا الحرجية وبيئتنا ومنطقتنا من الغزو الفاتك بالأشجار والطبيعة وكل شيء. ونتمنى التفكير بهذا الموضوع واستقدام عناصر لحماية بيئتنا ووضعنا في المنطقة والحفاظ على وضع البيئة لجهة  الصرف الصحي وغيره.
س: هنالك مشاريع موجودة في البلدية حالية ومستقبلية ومشاريع ضرورية وملحة فلنبدأ بالمشاريع الحالية ما هي المشاريع المطروحة والتي بدأتم بها أم في طور البدء فيها؟
ج: مشاريعنا هي حاجاتنا. دائماً الحاجة هي وليدة العمل. فبرنامج المجلس البلدي منذ تسلمي رئاسة البلدية تقوم على رؤية حاجات بلدتنا ورسمنا بدءاً بالطرقات، قنايات لضبط مياه الأمطار التي كانت تفتك بالبيوت والطرقات لدينا. لأن الطرقات كانت من تراب وحجارة.. والموضوع الثاني هو المدرسة. فلم يكن في البيرة مدرسة بل كانت هنالك مدرسة على حساب الأهالي مثل حبل الغسيل، كل غرفة قائمة بذاتها. وموضوع جدران دعم لحفظ التربة والأرض في البيرة بسبب الانحدار.
وكنا نفكر بمشروع صحي لأن البيرة لم يكن فيها مستوصف ولا شيء. كنا نفرك بمؤسسات ضمن مخططنا العملي في بلدية البيرة. ونفذنا الحمد لله ما كنا نفكر به قبل توسيع الطرقات وجدران دعم تعد بالمئات من الباطون والحجر الأسود حسب تنظيم القلعة والمسجد الموجودين عندنا. ونفذت الأقنية ونفذت مشاريع بحاجة إلى مؤسسات حكومية منها مركز الدفاع المدني.
وفكرنا بمحكمة شرعية في البلدية وقد نفذت والحمد لله استطعنا بناء مدرسة ولدينا الآن 3 مستوصفات ومستوصف سينجز هو بمثابة مستشفى مصغر تقدمة من تركيا وهو قيد الإنشاء وسينجز خلال أيام لأن معداتها وصلت من الدولة التركية التي أعطت سابقاً مدرسة بمساحة حوالي 1000 م للتعليم الثانوي وملعباً أنجز في هذه السنة. وسيأتي إن شاء الله وزراء تركيا لافتتاح المستوصف.
وهذا الأمر يتم عبر جهد خاص من قبل البلدية. لأنه يوجد ضعف بالتمويل من الصندوق البلدي المستقل ونحاول سد عجزنا من الجهات الخيرة والداعمة للعمل التنموي والتربوي والصحي.
وبالنسبة لمشروع المستشفى المصغر توجد عيادتان واحدة للتوليد وأخرى للحالات الطارئة ومعداتهما بحوالي المليون دولار وبالتعاون مع السفارة التركية. أيضاً سنزود بمعلمين للغة التركية في المدارس ووسائل نقل للطلاب بين المدارس وقد تكرم الشيخ سعد الدين الحريري على البيرة بوضع رصيد لمبنى المدرسة التي كانت قد جهزت ملفاتها ورخصتها منذ 7 سنين ولزمت مرتين واختفت أموالها والرصيد كناية عن 3 ملايين دولار. ويضم المشروع بناء تجمع مدارس ثانوي وتكميلي وابتدائي وروضة على حوالي 4800 متر مربع. وقد بدأ تنفيذ المشروع ووعدونا بأنه خلال 8 أشهر سيكون منجزا وأشكر عدة وزراء أحبوا مساعدتنا بهذا الموضوع ولكن دون جدوى.
وهنالك المبنى البلدي وأود أن أشكر جزيل الشكر للرأس المفكر والمنظم لعكار دولة الرئيس عصام فارس الذي لا يقصر معنا بأي شيء أبداً. ونحن نعتبر أن بعده عن عكار خسارة لأهل عكار. وهو لم يغب عن الساحة ولكن جمدت الأمور التي كانت واسعة وأصبحت على نطاق ضيق. وكان هو المتبني للمبنى البلدي كما أنه كان متبنياً عدة طلاب من البيرة وجوارها ومن عكار ولبنان ككل وكانت له يد في موضوع تخصيص شباب وشابات في الخارج وكان يريد أن يبني لنا المبنى البلدي. ولكن أتت الأحداث فتوقفت الأمور وحاولنا أن نبنيه على حسابنا ولكن إمكاناتنا ضعيفة وصرفنا حوالي 100 مليون ليرة ولكن الحقيقة جمدت الأمور معنا ولم نعد نستطيع العمل بالمبنى بسبب هذا الوضع الذي حدث معنا ومع كل بلديات لبنان وخاصة عكار التي لا تملك إنتاجاً محلياً لسد العجز لديها وكل تركيزنا على الصندوق البلدي المستقل والمساعدات التي تأتي من الخارج. وقد أرسلنا كتاباً إلى دولة الرئيس عصام فارس ولممثله هنا الأستاذ سجيع عطية رئيس اتحاد بلديات الجومة الذي نشكره وهو إنسان خلوق ويتحسس وضع العكاريين وينقل أوجاعهم وآلامهم إلى دولة الرئيس عصام فارس وقلنا له أن أوضاع البلدية جمدت وليست لدينا إمكانية للاستئجار فالرجل تقبل الأمر وقال نحن وعدنا وإن شاء الله سنفي بالوعد وتسلم الدراسة للمبنى الجديد ووعدنا خلال شهرين إن شاء الله ستتم الموافقة.
من هنا أوجه الشكر للرئيس عصام فارس والشيخ سعد الدين الحريري ولكل من ساهم معنا بموضوع بناء المدرسة والمبنى البلدي وكل المشاريع بشكل عام.
والأمر الثاني، هنالك مشروع البنك الدولي الذي نشكره لمساهمته معنا بدءاً بتوسيع الطرقات وجدران الدعم والأقنية وكان عمله جيداً جداً. كما أن أهل البلدة ساهموا معنا وأوجه الشكر لأهل البلدة بأكملهم وندعو الله أن يقدرنا لنقدم لهم كل طاقاتنا وقدراتنا حتى نحفظ كرامتهم وكرامة بلدتنا لأن كرامة المواطن من كرامة بلده. ومشروع البنك الدولي هو بقيمة مليون و 380 ألف دولار وضمن هذا المشروع مأوى عجزة في البيرة وتجمع صحي سيشمل المستشفى المصغر. ومركز ثقافي رياضي مع ملاعب وحدائق وإن شاء الله نربح هذا المشروع لأن هذا المشروع نتنافس عليه مع بلدية أخرى.
ولكن، مهما كان من سيأخذه فهو لمنطقة عكار وإن شاء الله قريباً سيكون هذا المشروع ماشياً.
وما نفكر فيه أيضاً تحسين وضع التشجير في البلدة لأنني سابقاً وضعت في الجبل حوالي 4000 أو 5000 شجرة صنوبر جوي، وحوالي 250 شجرة كستناء، بقي منها حوالي 50 شجرة كستناء وهي شجرة جميلة جداً، مع العلم بأن الجبل في البيرة ذات حصي بيضاء تصلح لنمو شجرة الكستناء وأدعو كل المحبين وكل إنسان يحب الطبيعة والمناظر الجميلة لزيارة البيرة وأقول للمغتربين من أبناء البيرة تفضلوا لزيارة بلدتهم وليروا كيف أصبحت. ودائماً البلد لا يعمر إلا على أكتاف رجاله. ونقول لأهلنا في الجوار وللبنانيين ككل أن البيرة فيها جبل جذاب وجميل مميز وفيها قلعة جميلة ومميزة ومسجد جميل وتوجد آثار حولها مثل نبع جعلوك وقلعة طيبو ومن يزور هذه المواقع يرتاح نفسياً وفكرياً ونتمنى من الناس زيارة هذه المواقع وإعطاءنا نصائح حول ماذا يجمل هذه البلدة. وبما أنني أحافظ على التراث والآثار في البلدة أقمنا نصباً تذكارياً للجيش من الحجر الأسود وفق حجارة القلعة ووضعنا فيه مدفعاً عربون فخر واعتزاز بالجيش اللبناني ويأتي الناس للتصور أمامه.
س: ماذا لديكم حول موضوع التمويل؟
ج: في الحقيقة، التمويل مشكلة كبيرة لأن بلداتنا وقرانا ضعيفة مادياً، مما يضعف الوضع العام كله، إذ لا يوجد في منطقة عكار دخل فردي جيد ممكن بناء المستقبل عليه. ونحن نعتمد على الوظيفة في حال توفرها والزراعة. وأصبحت الوظيفة والزراعة مفقودتين. ونحن نطلب من وزارة البلديات ووزارة المالية التفكير بالبلديات لأنهما الجهتان اللتان تمولان البلديات من خلال الصندوق البلدي المستقل. فالبلدية هي أكبر دواء لمعالجة الحرمان في عكار لأننا عشنا وأنا عمري حوالي 65 سنة لم نر نائباً أنجز مشروعاً لإحياء البلدة ولم أر وزيراً أنجز مشروعاً لإحياء البلدة باستثناء طريق وما شابه ذلك. ولأنه ما حك جلدك مثل ظفرك. فنحن نرى المرض ونشخصه ونعالجه. أما الوزير أو النائب أو المدير إذا لم ينقل أحد إليه شيئاً فلا جدوى. هذا إذا سمعوا، ولكن هنالك أناس يصمون آذانهم ولا يسمعون شيئاً. فنحن نفضل أن يكون التمويل للبلدية بشكل صحيح من خلال الصندوق البلدي المستقل أو وزارة المالية وأتمنى إيجاد اللامركزية الإدارية، لأنه إذا أردنا إصلاح حائط في تصوينة المدرسة نحتاج إلى ثلاث سنوات كي يرصدوا مالاً لإصلاح الحائط وهذا عيب بحق البلدية أن يكون هنالك حائط مهدم أو سطح ينش ماءً أو الصرف الصحي غير سليم لأننا لا نملك صلاحيات بهذا الخصوص. وأتمنى أن تكون أعمال الترميم وما شابه من صلاحيات البلدية. وكذلك الأمر في موضوع الصحة والمدرسة ومركز الدفاع ومركز الشؤون الاجتماعية. وألفت نظر كل مؤسسة خيرية وكل ممول يحب أن يعمل الخير للقدوم إلى عكار لأن عكار بحاجة والأبواب مفتوحة لكل الناس التي تحب الخير. ونحن العكاريون موصوفون بالكرم واستقبال الضيف فليجربونا بالكرم والاستقبال وإن شاء الله يأتون إلى هنا ويرون عكار ويساعدونها وسيرون أن فضلهم على ابن عكار لن ينسى.
س: لقد توليتم رئاسة البلدية في ثلاث دورات أي 12 سنة من يتحمل مسؤولية تغييب البيرة من الناحية الإعلامية على الأقل، هل تتحملون أنتم في البلدية جزءاً من المسؤولية أو المسؤولية كاملة؟
ج: الوضع السياسي سابقاً يتحمل المسؤولية ونحن أخذنا دورنا منذ سنة 1998 حيث تسلمنا بلدة مهملة ومنسية، وكل أنواع الحرمان تقريباً كانت موجودة فيها، ولكن، بالرغم من ذلك كان يوجد فيها رجال وفكر ووضع اجتماعي مميز رغم الفقر. وكانت أول فكرة لدي جمع المجلس للتشاور ووضع خطة عمل مستقبلية وحالية لبلدة البيرة وكان أو شيء هو وصل الناس بالطريق العام من خلال توسيع الطرقات في البيرة وتحسينها والخطة الثانية: موقع البيرة على سفح جبل، فمياه الجبل تتجه إلى البلدة الأمر الذي كنا نعانيه فمياه الأمطار كانت تسيل إلى البلدة حاملة معها الرواسب والتراب والحجارة التي تدخل إلى البيوت. فكان مشروع إنشاء أقنية لتصريف مياه الأمطار وإزالة ضررها عن المنازل.
س: هل حاولت وزارة السياحة أن تقوم بشيء ما للبيرة؟
ج: حتى الآن، أنا حاولت مع المسؤولين فتح باب مع وزارة السياحة وقد تكون الوزارة عملت قليلاً ولكنني أعتبر هذا العمل تضييعاً للوقت ونحن عرضنا للوزارة وضع البيرة وتاريخها وآثارها وكنا نحب أن تأتي الوزارة لتعمل شيئاً للبلدة يفيد الدولة والأهالي.
وأتت الوزارة ووضعت يدها على الأملاك والقلعة حيث منع العمل فيها وكذل منع البناء حولها أو الجرف. وهنالك حوالي 3 دونم أرض بين المسجد والقلعة في وسط البلدة يمكن تحويلها إلى حديقة لفائدة الناس. فالمنع أو الحجز من قبل وزارة السياحة أدى إلى وقف النشاط العمراني والسياحي. ونأمل حدوث شيء مفيد في المستقبل.
س: ماذا ترى لحل الموضوع السياحي والتراث في البيرة وكيف يمكن تحقيق المنفعة لهذه البلدة؟
ج: أتمنى دراسة تاريخ القلعة وإيجاد برامج لها. ولدينا جبل البيروت وهو مميز في كل منطقة عكار وهو الوحيد في منطقة الوسط يحمل أشجار السنديان التي يناهز عمرها الـ 600 سنة أو 700 سنة وطول الشجرة 8 أمتار و10 أمتار. وقد قمنا ببرنامج تشجير وكذلك الدولة قامت بتشجير. وأحاول تعبئة الفراغات التي لا تزال موجودة، فخلال فترة الحرمان دبت الفوضى في البلدة وأخذوا يقطعون الأشجار فحدثت فراغات في الجبل ونحاول حماية الجبل وهنالك نواطير وعين ساهرة وتجديد النشاط الزراعي. وإن شاء الله نجعل هذا الجبل محمية كاملة صالحة للسياحة والمناظر الجميلة التي يمكن للبناني التمتع بها. والجبل يتميز بأنه مقطع طبيعياً. ففي كل مسافة 100 متر أو 150 متراً توجد فواصل مثل الوادي بين التلة والتلة وكل قطعة بشكل مميز عن الأخرى. ولدينا طرقات للجبل ومواقف للقلعة وغيرها. وإذا سمحت لنا الدولة نحاول الترميم وهذا ما حصل في العام الماضي عبر مجموعة من السعودية قامت بترميم قسم مع البلدية في المسجد وبناء قاعة تابعة له.
س: هل فكرتم بتقديم مشروع ما إلى الاتحاد الأوروبي أو الدول المانحة لتأمين التغطية المادية للمشروع؟
ج: عقدت عدة اجتماعات وقدمنا عدة دراسات للاتحاد الأوروبي كي نحصل على شيء ولكنهم يقولون لنا في المراحل الأخيرة أنه توجد قرى محرومة أكثر من البيرة التي تحسنت وفيها حركة. ولكن هذه الحركة هي حركة بلدية لا حركة دول أو منظمات. وهنالك الشيخ صفوان الزعبي رئيس جمعية إحياء التراث الإسلامي الذي ساهم معنا قليلاً في إعطاء مساعدات عينية للبلدة. والسعوديون قاموا بتحسين وضع المسجد وأنشأوا قاعة جديدة بقيمة 30000 أو 35000 دولار. وقاموا بترميم المسجد من الداخل من خلال التلبيس والكهرباء والإنارة… أما الدول الأوروبية فلم تقدم شيئاً.
ونفكر الآن بإقامة أو إحياء مهرجانات سنوية تعطي شيئاً عن البلدة وإنتاجها وفكرتها الاجتماعية والسياحية والتربوية ضمن البرنامج الذي يحتوي هذه الأمور.  وإن شاء الله نحاول إقامة برنامج لمساعدة السياحة ووضع البيرة وإعطاء لمحة واضحة وكاملة عن تاريخ البيرة.
البلدية كان لها الدور البارز والواسع لإظهار الآثار وهذه الكنوز التي كانت مخيفة تحت الأرض بدعوة وزير السياحة لزيارة البيرة كي يرى آثارنا كما زارتنا السيدة رندى بري التي شاهدت آثار البيرة.
س: كم عدد أعضاء البلدية؟
ج: عدد أعضاء البلدية 15 كون البيرة هي الثانية في عكار من حيث الكبير والعدد السكاني بعد القبيات. وعدد سكان البيرة حوالي 17000 نسمة يقيم منهم في الصيف حوالي 9000 نسمة وفي الشتاء 8000 نسمة وقد تشعبت من الببيرة عدة قرى منها العبودية وحسنة في سوريا وكانت أملاك البيرة واسعة ولما كثرت العائلات وانتشرت أصبحت كل عائلة تعمر وتسكن في أملاكها ومنها العبودية، فالعائلات نفسها في البيرة نجدها في العبودية ونفسها في حسنة والدبوسي. وفي طرابلس حوالي 7000 نسمة ومنهم من نقل نفوسه وهؤلاء نناشدهم ونقول لهم أن البيرة تحسنت وأصبح يوجد فيها طرقات ومياه وكهرباء وعدة طرق معيشية ونتمنى أن يعودوا إلى البيرة. ونحن كبلدية سنؤمن لهم كل الظروف التي يريدونها ونتمنى أن يعمروا ويسكنوا في البلدة. وهنالك قرية صغيرة في منطقة البيرة تسمى دنكي تسكنها  عائلات من طرابلس منها آل البيسار والضناوي وهي بمثابة مصيف وموقعها جميل مطل على البحر وهواؤها نقي. وأبعدنا عنها المزارع وكل ما يعكر صفوها وكل شيء مؤمن فيها.
س: هل توجد مشكلات مع أعضاء البلدية كبقية البلديات أم هنالك تنساق بين الجميع؟
ج: أتينا إلى المجلس البلدي حاملين برنامجاً واحداً وفكراً واحداً هو تحسين هذه البلدة ورفع الحرمان والظلم عنها وإزالة التعثر في الأشغال والطرقات. ولكن، في آخر المطاف حدث خلاف بين الأعضاء واستقال ستة أعضاء ولكن هذه الاستقالة لا تحمل أهدافاً ضد البلدية أو البلدة. فقد تكون هنالك ظروف أو طموحات للوصول إلى مركز أعلى أدت إلى هذه الاستقالة وبقيت البلدية ماشية وبقينا نتابع برنامجنا بكل دقة. وأوجه الشكر للأعضاء بكاملهم الموجودين والمستقيلين لأنهم أعطوا جهداً وإنتاجاً جيداً والحمد لله أن حوالي 80% من حاجات البلدة من طرقات وغيرها اكتملت وهنالك أمور جديدة نقوم بإنجازها وهذا بفضل جهود المجلس بكامله.
وأتمنى أن يواصلوا جهودهم حتى نرفع مستوى البيرة الاجتماعية والاقتصادي والسياحي والزراعي.
س: كيف هو وضع الطرقات في السابق وحالياً وفي المستقبل؟
ج: البيرة هي مركز لكل القرى وكانت مميزة بأنها على الطريق العام الذي يصل طرابلس بالعريضة وبيت جعفر وبعلبك حتى بيروت. ويصل طرابلس بسوريا والطرقات كانت قديماً بعرض 3 أمتار أو 4 أمتار واليوم بجهود الخيرين والذين يحبون الوطن أنجز أوتوستراد من طرابلس حتى وادي خالد بعرض 11 متراً تقريباً.
والطريق العام أصبح جيداً ونحن كبلدية سهرنا على موضوع وصل المساكن بالطريق العام. وحاولنا أن ننشئ طريقاً لكل حارة يوصلها بالطريق الرئيسي وأنشأنا طرقات توصل كل بيت بالطريق الرئيسي.
وتعتبر 80 أو 90% من الطرقات في البلدة في حالة جيدة جداً. وأصبح الطريق الرئيسي بعرض 6 أمتار بعدما كان عرضه مترين وأنشأ أقنية مياه على جوانبه. كما أنشأنا حيطان دعم باطون وكذلك حيطان دعم من الحجارة الزرقاء القلعة. وأنجزنا إنارة عامة للطريق الرئيسي وأنشأنا أرصفة على الطريق العام. وكذلك نحاول فصل مياهنا عن مياه القرى من خلال شبكة المياه على جوانب الطرقات، وتبلغ مساحة الأرصفة المنجزة حوالي 1700م داخل البلدة، بعرض متراً أو مترين ونصف حسب مجال الطريق. ووصلنا 6 قرى بالبيرة والطريق الرئيسي طريق منجز – وادي خالد- طريق البيرة- الأوتوستراد ودنكي من ضمن القرى. وأنشأنا جسوراً بين القرى لوصلها وغرسنا أشجاراً على جانب الطريق مثل الكينا والصنوبر والدفلي ونتابع الغرس وأقمنا نصباً تذكارياً للجيش اللبناني وسط البيرة في تقاطع طرق دير حنين- القبيات- طرابلس-البيرة. وأنجزنا شارعاً على الطريق العام أسميناه شارع رفيق الحريري مع نصب تذكاري. ونحاول إنشاء حدائق في طرقات البيرة. مع العلم بأن الدولة قدمت لبلدية البيرة درع وفاء وتقدير كونها صنفت ضمن البلديات التسعة في منطقة الشمال. وضمن البلدة يوجد مركز للشؤون الاجتماعية بدعم من آل الحريري. وهذا كله بسعي البلد

 

س: ما هي كلمتكم الأخيرة؟
ج: أدعو الدولة لتعتني بشعب عكار وبلدات عكار وأرض عكار لأنه يوجد مثل يقول: إن سبقك بفشخة سبقك بالطريق كله”. فنتمنى إذا كانوا يريدون إنجاز الإنماء المتوازن في عكار، أن يوصلونا إلى بقية المناطق التي سبقتنا. وأطلب من الدولة التفكير بدخل ابن عكار وإنصاف البلديات وإعطاءها حقها حتى لا تكون البلدية متسكعة على أعتاب أناس لا يجوز التسكع أمامهم. وأشكر أهل بلدتي وكل فرد فيها إن كان من الشيوخ أو النساء أو الشباب أو الأطفال لمساهمتهم معنا في كل عمل نقوم به ونحن نعدهم بأننا معهم كي نكمل مشوارنا معهم وإن شاء الله نحن وإياهم لعمران هذه البلدة.

حاوره: عماد عيسى

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى