المقالات

كلام السيد سيد الكلام – كتب: عبدالله خالد

كلام السيد هو سيد الكلام لأنه يتحدث بلغة واضحة لا لبس ولا إبهام بثقة واعتداد بالذات مستندا إلى إيمان لا يتزعزع بحتمية انتصار المقاومة في مواجهة المشروع الأمريكي-الصهيوني واستعادة كامل التراب الوطني والقومي وفي المقدمة القدس والجولان وتصفية الحلم الصهيوني بدلا من تصفية قضية فلسطين بموجب صفقة القرن التي أصبح النظام العربي الرسمي أحد أدواتها. وكان من الطبيعي أن يبدأ السيد حديثه بالتركيز على خرافة الديمقراطية الأمريكية التي اعتادت حماية الأنظمة الفاسدة والسكوت على جرائمها إذا تعاوت معها متجاهلة أنها قدمت نفسها كواحة للديمقراطية في العالم وإسقاطها بعد تحقيق أهدافها منها واستخدام عصابات إرهابية لإسقاط الأنظمة المعادية بالقوة. والمفارقة أن ترامب الذي قدم نفسه كحام “للديمقراطية الحقيقية” من جهة نظره استخدم نفس الأسلوب الذي تميز به داخل الولايات المتحدة حين فشل في الإنتخابات الرئاسية ولم يتورع عن استخدام عصابات مماثلة في الهجوم على الكونغرس وقتل الأمريكيين في محاولة يائسة لمنع تأكيد فوز بايدن في محاولة لتغيير النتائج بالقوة. ويبقى السؤال: ما الذي يمنع ترامب وهو يملك الزر النووي من اتخدامه خلال ما تبقى من ولايته ضاربا عرض الحائط بتداعيات مثل تلك الخطوة على العالم والولايات المتحدة نفسها.
وجاء تشديد سيد المقاومة على متابعة ملف مكافحة الفساد عبر القضاء والسير بخطوات جادة بإتجاه إصلاحه بعيدا عن الإنتقائية والإستنسابية واعتماد معيار واحد في فتح ملفات الفساد ومعترفا بأن مكافحة الفساد وإزالته قد تكون أصعب من إزالة الكيان الصهيوني نقسه.
وكان سيد المقاومة شفافا في حديثه عن ملف تشكيل الحكومة نافيا عرقلة المقاومة لهذا البعض مشيرا إلى أن البعض ينتظر ذهاب ترامب خوفا من العقوبات فيما ينتظر البعض نتائج المفاوضات الأمريكية-الإيرانية التي لن تحصل قبل إزالة العقوبات كما أن البعض ينتظر وصول بايدن الذي سيكون مشغولا بالملف الداخلي بعد التطورات الأخيرة ليشدد على أهمية وضرورة تجاوز الإعتبارات الخارجية الأخرى والتركيز على البعد الداخلي مؤكدا أنه لا يجوز تحميل المسؤولية لطرف واحد لأن المصالح خلقت أزمة عميقة الجذور وأن معالجتها تتطلب المزيد من التواصل وبذل الجهد لبلورة طرح يسهل عملية التشكيل خصوصا وأن تشكيل الحكومة أصبح أكثر من ضرورة في ظل الظروف الحالية التي لا تستطيع حكومة تصريف أعمال انجازها.
عبدالله خالد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى