الأخبار اللبنانية

خلدون الشريف: لو استمرت الحكومة لكنا ذهبنا الى الانفجار الكبير

رأى رئيس لجنة الحوار اللبناني ـ الفلسطيني ومستشار رئيس الحكومة المستقيلة خلدون الشريف ان استقالة الرئيس نجيب ميقاتي احدثت صدمة ايجابية وأدت الى تنفيس اجواء الاحتقان الذي خيم على المشهد السياسي طوال الفترة المنصرمة، مشيرا الى ان استقالة الحكومة تركت ارتياحا عند جميع الاطراف لايجاد مخارج ليس فقط من اجل تأليف حكومة جديدة بل لإعادة الاتصال السياسي بين القوى المتخاصمة والمتنازعة، لافتا الى ان الحوار انتقل من الفتنة في الشارع الى النقاش السياسي حول مختلف المواضيع المطروحة لاسيما الحكومة العنيدة وقانون الانتخاب، مؤكدا ان الخطاب السياسي تحول من خطاب معترض الى خطاب جامع شكل ارتياحا على مستوى الشارع وعلى مستوى لبنان.
واشار الشريف، في حديث الى صحيفة “الانباء” الكويتية، الى انه فيما لو استمرت الحكومة لكنا ذهبنا الى الانفجار الكبير نتيجة الاحتقان السياسي فضلا عما يجري في الشارع، مؤكدا ان استقالة الرئيس ميقاتي جاءت نتيجة قراءة سياسية متكاملة وفي توقيت سياسي بامتياز، مشيرا الى ان الرئيس ميقاتي كانت تراوده افكار حول الاستقالة تعود لانسداد الافق امام الحكومة المستقيلة متوقفا عند امور ثلاثة كانت كافية للدفع باتجاه اخذ القرار بالاستقالة وفي مقدمها سياسة النأي بالنفس التي اقرتها الحكومة المستقيلة وأكد عليها «إعلان بعبدا» ولم يتم الالتزام بها من قبل اطراف لبنانية التي تزداد وتيرة مشاركتها في القتال في سورية.
وقال: “اما الامر الثاني وبحسبما اوضح الشريف فيتعلق بالانتخابات النيابية وموقف الرئيس ميقاتي الداعي الى اقرار قانون يرضي جميع اللبنانيين”، لافتا الى ان طبيعة الوضع السياسي ادىت الى سقوط قوانين قد تم تداولها الواحد تلو الآخر الى ان وصل الأمر الى اقرار قانون «اللقاء الارثوذكسي» الذي لا يمكن ان يمر في ظل رفض فريق اساسي له، مشيرا الى ان الرئيس ميقاتي بات لزاما عليه الضغط باتجاه اجراء الانتخابات في موعدها ووفق القانون الجاري وهو قانون الستين على الرغم من عدم اقتناعه به وبالتالي اصبح موضوع اجراء الانتخابات موضع تجاذب وهو ما لا يسمح به في عهده الا تجرى الانتخابات النيابية والا يراعى الدستور والمهل الدستورية.
واشار الشريف الى ان الامر الثالث والذي يعتبر الشعرة التي قصمت ظهر البعير هو مسألة التمديد لمدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي وما يمثله من موقع وازن في الأمن اللبناني وفي الامساك ببعض الملفات الاساسية في لبنان، مؤكدا انه ومنعا لحصول فراغ في مؤسسة الأمن الداخلي طالب الرئيس ميقاتي بالتمديد للواء ريفي لاشهر قليلة حتى يتسنى الوصول الى تسويات، موضحا ان الرئيس ميقاتي عندما شعر ان ليس هناك تجاوب حيال هذه الامور الثلاثة ادرك ان الافق امام الحكومة بات مسدودا وتمنى ان تكون استقالته مخرجا مشرفا لكل الفرقاء السياسيين للعودة الى الحوار واستنباط الحلول والتوافق على قانون انتخابات وتأليف حكومة تمثل الجميع.
وأكد الشريف أن موضوع اللواء ريفي مفصلي وبات يشكل عنوانا سياسيا وأمنيا بما لديه من معلومات واتصالات ومن قدرة على خلق توازن، مشددا على أن الرئيس ميقاتي لا يضرب التوازنات وكانت أمامه خيارات منها التمديد للواء ريفي حتى شهر سبتمبر موعد نهاية مدة قائد الجيش ويصار بعد ذلك التمديد للقادة الأمنيين، لافتا الى أن موضوع التمديد للواء ريفي لم يفسح المجال لمناقشته في مجلس الوزراء وسأل ماذا لو ذهب اللواء ريفي وبقي الرئيس ميقاتي ما كان يعني أنه لم يحفظ التوازن؟
وعن المواقف التي أعقبت استقالة الرئيس ميقاتي ووصف النائب ميشال عون أسباب الاستقالة بالتافهة واعتبار النائب محمد رعد الاستقالة بالدعسة الناقصة جدّد الشريف التأكيد على الاسباب الآنفة وليست نتيجة ضغط خارجي أو داخلي أو نتيجة أي وضع آخر، بل كانت نتيجة تراكمات ادت الى قراءة سياسية متكاملة حملته الى أخذ المبادرة الانقاذية. مشيرا الى أن ما قاله عون في الاستقالة يعبّر عن أسلوبه، لافتا الى أن تكتل التغيير والاصلاح هو أحد مكونات الحكومة المستقيلة، إلا أننا لم نشعر قط بأنه حليف وأعلن انه غير موافق على المواقف التي أطلقها النائب محمد رعد في شأن الاستقالة، مؤكدا ان الرئيس ميقاتي عندما قبل بتأليف الحكومة اجتهد وعندما استقال أيضا اجتهد وهذا الاجتهاد قد يعجب البعض ولا يعجب البعض الآخر، مذكرا بمواقف الرئيس ميقاتي عند توليه مهامه على رأس الحكومة.واشار الى أن الاستقالة أدت مفاعيلها الايجابية وهذا ما عبّر عنه الرئيس نبيه بري، حيث أبدى ارتياحه للاستقالة وقال انها تفتح الباب امام العودة الى الحوار وكذلك النائب وليد جنبلاط الذي دافع عن الاستقالة فضلا عن مواقف الرئيس أمين الجميل والرئيس فؤاد السنيورة ود.سمير جعجع وغيرهم ممن أبدوا ارتياحهم تجاه هذه الاستقالة. ولفت الى أن مدينة طرابلس مرتاحة لاستقالة ابنها، والشارع الطرابلسي مرتاح من أجل تبيان أفق حقيقي لإنهاء الوضع الشاذ في المدينة وفي لبنان عموما، معتبرا أن هذا الوضع الشاذ ليس بيد الشارع، بل بيد السياسين الذين عليهم إضفاء أجواء الطمأنينة والابتعاد عما يؤدي الى توترات وتشنجات تنعكس فوضى في الشارع.
وعن إمكانية إعادة تكليف الرئيس ميقاتي للحكومة المقبلة، أوضح الشريف أنه وبحسب معرفتي بالرئيس ميقاتي وبقربي منه وجدت أنه غير متحمس لهذا الموضوع، أما إذا اقتضى الواجب واستطاع الفرقاء أن يتفقوا على حكومة إنقاذية برئاسة الرئيس ميقاتي فلن يكون لديه مانع في أي حكومة مقبلة شرط تمثيل كل الاطراف.
واعتبر الشريف أن الموضوع ليس الرئيس ميقاتي أو من يكلف على رأس الحكومة، بل ان الموضوع هو انقاذ لبنان والنأي به عن الرياح العاتية الآتية قريبا جدا اليه.
وشدد على أهمية عودة الحوار والخضوع «لإعلان بعبدا» والتزام الاطراف به. واعتبر أن الحوار بات أكثر من ضرورة لكي تلتقي جميع الاطراف وتبحث عن السبل لإنقاذ لبنان وتحويل الاستقالة الى فرصة إيجابية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى