ثقافة

التعليم في السنوات العجاف.. كتبت رندة منقارة

أصبحنا نتراشق البيانات والمقالات التربوية،بسبب الدواخة الجديدة التي دخل فيها المجتمع كله من معلمين وإداريين وتلامذة و أهل وووزارة…فزاد هذا الوجع أوجاعنا حتى رجح بكفته على كل معاناتنا!
ما الخطب وما الخبر ؟! أتعليم سيكون حتى في أيام العطل ؟! أصلا كل أيامنا عطل بعطل!..والأساتذة مضربون ،فمن سيلبي مطلب الوزارة؟؟
أيعقل أن تلميذة في الصف الثاني الابتدائي، لا يصلها من دروسها بسبب الإضراب ،إلا درس رياضيات، تربية صحية (عن كورونا)وهو درس ممجوج لكثرة تداوله! واليوم ،وللمفاجأة درس رياضة (يوغا) وأولادنا أمضوا نصف السنة يقفزون ويلعبون أمام عيون الأهل والأساتذة وأهل الحي كله! لم يعد هناك درس للجغرافيا ولا للتربية، (رغم الملاحظات الكبيرة على هذا الكتاب الذي لا يجب أن يتعلمه إلا العباقرة والنخبة !)
أما صديقة هذه الصغيرة ،فهي في الثالث الابتدائي ،ولا أحد يرسل إليها درسا واحدا ،إلا معلمة الموسيقا ،وتطلب منها حفظ الأغاني والعلامات الموسيقية !!
معلمون مضربون ومعلمون مقطوعة أرزاقهم ،وملغية ساعاتهم! الحل بسيط، استعينوا بالمفصولين ،ريثما تحل مشكلة المتعاقدين !
أزيلوا المواد الحشو من التربية المدنية معادة كل صفحات كتابها حتى كأن الدروس درسا واحد، وأبعدوا تفرع المواد وتشعبها وركزوا على المهم والمدمج والمنطقي والمفيد من المعلومات ،حتى الجغرافيا بإمكانها أن تعطى بحدود منطقية ومتعددة ،فدرس الصف الثاني الابتدائي عن النشاطات والخدمات والتجارة والصناعة فقرة لا تصل لعقل طفل في السابعة من عمره! ،فكيف يكون الحال في هذه الظروف والتعليم فيها عن بعد؟؟
ما فائدة أن يبقى التلميذ حتى وقت متأخر من النهار يدرس نصوصا مطولة يجب عليه كتابتها وحل تمارينها وهو لا يملك كتابا؟؟ أم أنه عقاب ثلاثي الأبعاد: للمعلم الساهر والتلميذ الضائع والأهل الأبطال؟؟ كيف لا يكونون أبطالا وهم من ينقلون الدروس كلها، ويتنافسون مع الأهل المشاركين في المجموعات ، في حل المسائل والأسئلة!!!
أقترح وبكل شفافية ،أن يكون هناك لجنة أساتذة سريعة تمثل إدارة أزمة ،مهمتها توزيع الدروس الباقية، ووضع خطة بديلة للكتاب المفقود ،كتحديد التمارين وتأطير القراءات في المواد كلها ،كما تسلسل الكبادئ المعروفة في كتاب الرياضيات ،على أن تطرح كلها في كتاب واحد للطلاب ،يشترى من المكتبة ، بسعر معقول ،كل على حسب صفه !
في أزمة اللاكتاب نريد نصوصا مطبوعة وتمارين واضحة ومخصوصة وكفانا أفلاما وفيديوات …
كفانا يوتيوب وبرامج تطبيق وقد تشتت عقولنا وتاهت بصائرنا!!
أوجز يا حضرة الوزير ، فمتلفت لا يصل !
وعود التعليم المدمج ليست قاطعة والحل فعلا في كتاب يجمع مختلف المواد للأشهر الباقية هو أسهل وأسرع وإن شاء الله أنجح للتلاميذ …
والله ولي التوفيق!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى