المقالات

لبنان والفدرلة والسلاح والحياد والتدويل-2- كتب: عبدالله خالد

… بعد السقوط المدوي لترامب وانتصار بايدن أصبح واضحا أن إلغاء مرحلة ترامب بحيث يستكمل بايدين ما بدأه أوباما يستوجب تغييرا في المشهد يلغي استخدام القوة الخشنة لتستعيد القوة الناعمة مكانتها مع الإصرار على تحقيق الهدف المركزي للإدارة الأمريكية المتجسد بهيمنتها على العالم وثرواته الذي يتطلب تغييرا في الديكور وبعض الأدوات التي أصبحت رؤوسها حامية بعد أن توهمت أنها حققت نصرها الكبير بإستنادها إلى دعم ترامب متجاهلة أن تغييرات كبيرة قد حصلت أنهت الأحادية القطبية كخطوة على طريق بناء عالم متعددة الأقطاب. وكان ترامب بحمقه ورعونه قد توهم أنه قادر على فرض قانونه الخاص بالتهديد والوعيد وممارسة الضغوط وفرض العقوبات وتهميش دور حلفائه بعد أن حولهم إلى مجرد أدوات ووجد الفرصة مناسبة لإعادة إحياء مشروع الشرق الأوسط الجديد بإسم صفقة القرن الهادفة إلى تصفية قضية فلسطين وتوطين الفلسطينيين في أماكن تواجدهم وتكريس الوجود الصهيوني في فلسطين المحتلة واعتبار القدس عاصمة للصهاينة بعد نقل السفارة الأمريكية اليها وضم الجولان المحتل وترسيم الحدود البحرية والبرية اللبنانية مع فلسطين المحتلة بشكل يضمن سرقة الكيان الصهيوني لمزيد من الأراضي وتقاسم النفط والغاز مع لبنان.
علينا أن لا ننسى أن كل هذا حدث بعد الغزو الأمريكي للعراق وكان قد سبقه غزو أفغانستان واستكمل بعد ذلك بالربيع العربي المشؤوم الذي سعى لتبديل شبكة حاكمة انتهى دورها بشبكة جديدة أكثر طواعية لإدارة البيت الأبيض والمشروع الأمريكي-الصهيوني وأدواته في المنطقة والذي توج بالحرب الكونية على سوريا التي شكل صمود سوريا قيادة وجيشا وشعبا البداية لسقوطها وحجر الأساس لفشل مشاريعها في تأكيد عملي على أن إرادة الأمريكي ليست قدرا لا يرد . وهكذا جاء فشل المشروع الإرهابي-التكفيري الذي استهدف سوريا والعراق ليعطي دفعا للمشروع المقاوم في المنطقة الذي حظي بدعم طهران وموسكو وبكين وقوى الحرية في العالم.
كان لابد بعد تكريس وجود قوى محور المقاومة الممتد من طهران إلى فلسطين المحتلة مرورا بدمشق وبغداد وبيروت وامتدادا صنعاء والذي ترافق مع وصول ترامب إلى الحكم من أن يبدأ المشروع الأمريكي-الصهيوني باستخدام القوة الخشنة ويستنفر أدواته في المنطقة لتسريع عملية التطبيع الخليجي مع الكيان الصهيوني في محاولة يائسة للقول بأن المشروع لم يسقط وليستنفر الإنجي أوز لبدء حراك في أكثر من قطر عربي مهمته زرع الفوضى في أحداث داخلية تبدأ بطرح عناوين تسمح بشرذمة الصفوف وتغرق قوى محور المقاومة في صراعات داخلية تبعدها عن آداء دورها المركزي في مواجهة العدوان الأمريكي-الصهيوني وترافق هذا الوضع مع وصول بايدن إلى الأبيض… وهذا موضوع حديث آخر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى