المقالات

لبنان الفدرلة والسلاح والحياد والتدويل-3 – كتب: عبدالله خالد

… مع احتدام المعركة الإنتخابية بين ترامب وبايدن ورغم قناعة الأول أن انتصاره حتمي إلا أنه قام بإجراءات توحي بأنه المجسد الحقيقي للسياسة الأمريكية في العالم التي يفترض أن تلتزم بها الإدارة الأمريكية سواء كانت جمهورية أو ديمقراطية ومعلنا أنه حقق انجازات يصعب تجاوزها. ولعل هذا ما استفز “الدولة العميقة وأركانها” التي شعرت بالخطر نتيجة التركيز على ترامب الرمز الذي أحدث شرخا في المجتمع الأمريكي بعد استنفاره الغرائز واعتماده على تسليح أنصاره والتركيز على العنصر الأبيض واستبعاد العناصر الأخرى ترافق مع إعادة إحياء المنظمات الإرهابية والتكفيرية ومدها بمقومات النجاح وبدء تحريك عناصر الفتنة في العراق وسوريا ولبنان لفرض أمر واقع يؤكد أنه يصعب تغيير جوهر السياسة الأمريكية في المنطقة خصوصا وأنه فرض عقوبات اقتصادية على من لم يمتثل بالكامل بتوجهاته. في هذا المناخ وصل بايدن إلى البيت الأبيض ليواجه انقساما جديا في الشارع الأمريكي وتململا من حلفائه الذين أهملهم ترامب وأكثر من منطقة متفجرة في الشرق الأوسط بعد أن عادت المنظمات الإرهابية إلى ممارسة عملياتها في سوريا والعراق. وإذا كان بايدن يريد أن يلغي تداعيات مرحلة ترامب على الساحتين الداخلية والخارجية إلا أن هذا يفترض أن لا ينسينا أن مرتكزات السياسة الأمريكية لن تتغير إلا بالشكل خصوصا وأن استخدام القوة الناعمة كبديل للقوة الخشنة التي استخدمها ترامب قد تكون أخطر إذا لم تترافق مع خطوات ملموسة تترافق مع التصريحات التي تطلق أحيانا دون أن يعني هذا تغييرا جديا عبر الممارسة.
إذا أضفنا إلى ذلك أن أغلب أحداث المنطقة وقعت في عهد أوباما وقد لعب فيها نائبه بايدن دورا مركزيا وتحديدا في سوريا والعراق. وهذا ما يجعلنا ننظر بحذر إلى الأحداث التي وقعت مؤخرا في سوريا والعراق والتي تشير إلى أنها تمت بموافقة مسبقة من بايدن وبمشاركة القوات الأمريكية المباشرة في محاولة لقطع التواصل عبر الحدود السورية-العراقية في محاولة لقطع بين البلدين مع ما يعنيه من تداعيات سلبية على التواجد العسكري الأمركي في المنطقة الذي تعتبره واشنطن استراتيجيا لضمان هيمنتها ونفوذها يسمح لها بإبقاء التوتر الذي يسمح لها بإستمرار نهبها لثروات البلدين وتقليص التنسيق السوري-العراقي ومنع تسريع عودة السلام إلى ربوع سوريا عبر إغراء “قسد” بإمكانية بروز كيان خاص لها في سوريا مع ما يعنيه هذا من إصرار على تفتيت سوريا وشرذمتها لإنهاء دورها المركزي في المنطقة بإعتبارها القلب النابض لقوى محور المقاومة التي أجهضت المشروع الأمريكي-الصهيوني الذي كانت وما زالت الإدارة الأمريكية تسعى لتحقيقه عبر صفقة القرن الهادفة إلى تصفية قضية فلسطين. ولعل هذا ما يفسر استمرار العدوان الصهيوني لفرض وقائع جديدة في المنطقة والسؤال الذي يفرض نفسه هنا هو التالي: ما هي انعكاسات كل هذه الأحداث على الوضع في الساحة اللبنانية المتأزم حاليا؟… وهذا يحتاج لحديث آخر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى