المقالات

المطران يوسف سويف ودور الراعي الصالح والداعي إلى العيش الواحد ! كتب: د. مصطفى الحلوة

لمناسبة عيد القديس مارون،وعلى جاري عادتنا كلّ عام، كان لنا، من موقع التأكيد على العيش الواحد لمكوّنات الإجتماع الطرابلسي، ومن موقع صداقتنا لراعي أبرشية طرابلس المارونية وتوابعها سيادة المطران يوسف سويف،والتي ترقى إلى خمس وعشرين سنة، أن نشارك في القدّاس الاحتفالي ،الذي أُقيم في كنيسة مارمارون(طرابلس)،عشيّة هذه الذكرى. وقد ضاقت الكنيسة بالمشاركين ،الذين أتوا من مختلف مناطق طرابلس والمناطق التابعة للأبرشية.
وإذْ شكّلت العظةُ ،التي ألقاها سيادة المطران سويف،العلامة الفارقة لعيد شفيع الطائفة المارونية، فلكونه أدّى ،بكفاءة عالية، دورَ الراعي الصالح والمواطن الصالح، ليس تُجاه أبناء الرعية فحسب، بل على مستوى مختلف مكوّنات العوائل الروحية الطرابلسية والشمالية.
وفي قراءة لهذه العظة الجامعة، فقد خرجنا منها بالخلاصات الآتية:
1-تستجيب العظة، في توجّهاتها للدعوة المباركة التي وجّهها قداسة الحبر الأعظم فرنسيس،لجهة قيام كنيسة سينودسية، وبما يؤول إلى مراجعة طريقة تفكيرنا ونمط عيشنا،ممّا يُرمّم العلاقة مع الله،ومع بعضنا البعض، وصولًا إلى صناعة السلام والشراكة بين البشر.
2-الانتصار للمستضعفين والمهمّشين والجَوعَى ،ولكل من أنتُهكتْ حقوقه ودِيسَ على كرامته الانسانية،في لبنان وفي شرقنا العربي المعذّب. كما إدانة الحروب العبثية ،وما تسبّبت به من تهجيرٍ ومآسٍ.
3-إدانة الطبقة الحاكمة لدينا، جرّاء ما أنزلت من سوء وقهرٍ بالمواطنين،ودعوتها إلى الارعواء،مذكّرًا إيّاها بأن ممارسة السلطة لا تكون إلّا للخير العام ورعاية الشعب، ومحذّرًا من بئس المصير، يوم الدينونة !
4-دعوة سيادته الجميع:سُلطةً وشعبًا ،إلى إستعادة الوطن ،الذي بات راهنًا على شفا إنهيار،شافعًا هذه الدعوة بتنقية للضمير والذاكرة الجَمْعيّة،والتزام المواطنة،نهجًا وسلوكًا يوميّين ،بما يحفظ دور لبنان ،كرسالة، في هذا الشرق. وأعرب سيادتُه عن اقتناع ،مؤدّاه أنّ لبنان عاصٍ على إقحامه في مشاريع ،لاتُشبهه،ماضيًا وحاضرًا.
5-إنّ إنقاذ لبنان لن يكون على يد فريق واحد،أو طائفة واحدة،بل ثمة حاجة إلى الجميع،وسبيل ذلك حوارٌ صادق وبنّاء،والتزام خِيارات صحيحة،بوحي من “وثيقة الأُخُوّة الإنسانية” التي وقّعها البابا فرنسيس وشيخ الجامع الأزهر. وقد ركّزت العظة على إستعادة لبنان الإنتاج والعمل،لبنان الأمن والأمان،لبنان الفكر الحرّ،لبنان الحداثة، لبنان حوار الثقافات المتعدّدة وقبول الاَخر المختلف!
6-دعا سيادته الجميع، لاسيما الشرائح الشبابية، لعدم الانزلاق إلى حافة اليأس والكفر بالوطن والحقد عليه ، جرّاء الأزمة المصيرية، التي نعاني ويلاتها. فالشباب اللبناني هم الحاضر والغد، وهم المنتصرون للبنان القضية ولبنان الرسالة، من خلال مواقعهم ، داخل البلاد وخارجها.
وانهى سيادته، داعيًا إلى أن يكون هذا العيد وقفةً صادقةً ،أمام الله وأمام الذات!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى