الأخبار العربية والدولية

سيادة المطران عطا الله حنا : ” ان ظاهرة العنف وجرائم القتل في مجتمعنا

باتت ظاهرة خطيرة وتحتاج الى معالجة من خلال مبادرات خلاقة “

القدس – قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم بأن جرائم القتل مستمرة ومتواصلة في الداخل الفلسطيني وقد كان اخرها جريمة القتل المروعة في الطيرة وقد سبق هذا عدة جرائم في اكثر من مكان وموقع .
يحق لنا ان نتساءل لماذا ترتكب كل هذه الجرائم في بلادنا ولماذا يستهدف هؤلاء الاشخاص بالسلاح المميت بهذه الاساليب المروعة اللانسانية واللاحضارية .
يقولون بأن الشرطة الاسرائيلية تتحمل المسؤولية وهذا كلام صحيح ولكن ليست فقط الشرطة هي من يتحمل المسؤولية بل يجب ان نعترف وان نقر بأن هنالك خللا في التربية والتعليم هو الذي اوصلنا الى ما وصلنا اليه واذا بقينا كالنعامة التي تضع رأسها في الرمال ظانة انها في عالم اخر فلا اظن ان هنالك شيئا سوف يتغير من واقعنا الاليم .
اقول واشدد بأن هنالك خللا في التربية والتعليم وجهات كثيرة تتحمل مسؤولية ثقافة الانتقام والجنوح الى العنف والتي باتت ظاهرة شبه يومية في مجتمعنا .
علموا ابناءكم التسامح والمحبة والرحمة ، علموهم ان ثقافة الانتقام والجنوح الى القتل والجرائم لا تحل اية مشكلة على الاطلاق ، علموهم ان الانسان خُلق ليس لكي يكون قاتلا ومجرما بل لكي يكون فاعلا للخير وداعية للمحبة والاخوة والسلام .
نرفض ما تقوم به بعض الجهات من تعليق هذا الخلل الاجتماعي والتربوي الذي نعاني منه على شماعة الشرطة الاسرائيلية فحسب والتي تتحمل قسطا كبيرا من المسؤولية ولكن هنالك جهات اخرى واطراف اخرى تتحمل مسؤولية الخلل التربوي والتعليمي والاخلاقي الذي نعاني منه .
لقد بتنا في كل يوم وعندما نمر من الشوارع والازقة نسمع شبابنا كيف يخاطبون بعضهم البعض لا سيما اولئك الذين يخرجون من مدارسهم كما وغيرهم من شريحة الشباب .
نسمع الفاظا غير لائقة وشتائم وكلمات يندى لها الجبين ومن يستعمل العنف الكلامي قد ينتقل بعدئذ الى مرحلة اخرى من استعمال العنف بأساليب مختلفة ومتنوعة .
ان هذا الخلل القائم في التربية والتعليم يحتاج الى نهضة ثقافية تربوية يكون فيها دور رائد للمؤسسات الدينية والتعليمية ولاولياء الامور ووسائل الاعلام وغيرها من المؤسسات المعنية .
الجميع يجب ان يساهموا في ذلك كل من موقعه وقد اصبحت ظاهرة العنف ظاهرة خطيرة لن تتوقف فقط بالمظاهرات الحاشدة والشعارات التي يرفعها المشاركون بل تحتاج الى مبادرات خلاقة يساهم فيها الجميع من اجل وقف حد لهذه الظاهرة الخطيرة التي تعصف بمجتمعنا والتي ادت حتى اليوم الى مقتل الكثيرين من الابرياء الذين نعزي ذويهم ونتضامن معهم في آلامهم وفي احزانهم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى