قصص وعبر

يعود تسمية هذه التلة بابو سمرا حيث عسكر ابو سمرا غانم

(كما اطلقت التسمية على منطقة “القبة ” حيث اقام المنصور قلوون قبة في معسكره على احدى التلال القريبة من طرابلس قبل الدخول الى المدينة التي كانت موجودة في منطقة الميناء فعرفت بقبة النصر …
“أبو سمرا غانم مواليد 1820 وتوفي عام 1895فارس بطل من فوارس لبنان وأبطاله في القرن التاسع عشرمن بلدة بكاسين (جزين)، يُعَدُّ بعد يوسف بك كرم ومع يوسف آغا الشنتيري ثلاثياً أسطورياً لما أبلوه من بلاءٍ كاد أن يبلغ حدَّ الأسطورة في الدفاع عن وطنهم لبنان ضدّ الطغاة الظالمين الذين ذاق اللبنانيون منهم كل أنواع الجور والاستبداد.

غزا القائد المصريّ ابراهيم باشا، نجل محمد علي الكبير، فلسطين وسوريا ولبنان منتزعاً إياها من يد الأتراك،اخذ يفرض على اللبنانيين الذين غدوا تحت سيطرته ضرائب فادحة ويطبّق عليهم نظام السخرة محمّلاً إياهم ما لا يطاق. ثم أوعز إليه أبوه محمد علي باشا بأن يجرّد المسيحيين اللبنانيين من سلاحهم ويُلحقهم بالجيش المصريّ عنوةً. فإزاء كل هذه المساوئ والضغوط من جانبه تحالف عليه اللبنانيون جميعاً، نصارى ودروزاً، وشقّوا على حاكمهم الجديد هذا عصا الطاعة تخلُّصاً من جوره الفاحش.

فراح ابو سمرا غانم، المسيحيّ المارونيّ وهو من طبقة ملاكين زراعيين ميسورين، يحاول الواحد منهم ان يرتفع الى رتبة مقاطعجي او (اقطاعي) وبنفس الوقت ينظر الى ماضيه، اي الى ماضي جده او ابيه، الفلاح المعدم بعين الخوف لئلا يرجع الى ذلك المستوى

يجول في كل أنحاء البلاد داعياً الأهالي إلى مقاومة المصريين لإجلائهم عن بلادهم واستعادة الحكم العثماني عليها لأنهم وجدوا الأتراك أرحم من هؤلاء الغزاة.

فلبّى مئات من المتطوعين نداءه، فقادهم إلى ساحات القتال خائضاً المعارك معهم. فجُرح مراراً، ولكنَّ جراحه لم تَثْنِهِ عن الاستمرار في القتال، فكان بعد أن تلتئم يعود الى القتال، مما جعل القائد التركيّ عزَّت باشا يكل إليه قيادة جميع الجنود اللبنانيين. فحقَّق النصر وانكفأ عنه أعداؤه، إذ انتهت هذه الحرب الطويلة بهزيمة المصريين وجلائهم عن هذه البلاد متراجعين إلى ديارهم، فكافأت الدولة العليَّة أبا سمرا غانم بتعيينه شيخاً على منطقة شمال لبنان وبمنحه أموالاً وافرة.”
من كتاب ابو سمرا غانم تأليف همام فائز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى