الأخبار اللبنانية

الخليج: سيكون لوقع التسوية تداعيات سياسية توازي وقع اغتيال الحريري

توقع ديبلوماسي أوروبي أن يحدث وقع التسوية السعودية السورية تداعيات سياسية توازي وقع اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري، معتبرا أنّ اللبنانيين سيحتاجون إلى بضعة أشهر لفهم وهضم سلبيات رهانات بعض سياسييهم على “العدالة الدولية” ما داموا لم يأخذوا بالاعتبار أنّ سياسات القوى الدولية تقوم على المصالح وليس المبادئ التي يغلفون بها مواقفهم المعلنة، كما لم يأخذوا بالاعتبار أنّ المشاريع السياسية لبعض الدول الكبرى يمكن ألا تصل إلى مداها الواسع، إذ يترتّب على فشلها تداعيات توازي بأهميتها تداعيات انضوائهم فيها والرهان عليها، إذ إنّ الدول الكبرى تجمع مناصري مشروعها من سياسيي الدول التي تستهدفهم بالمفرق ثم تتخلى عنهم بالجملة عندما تتعطل الدينامية السياسية لمشروعها، أو تتخلى عنه نزولاً عند “صفقة سياسية” تبرمها مع الآخرين وتلبي طموحاتها.

واشار هذا الديبلوماسي، في حديث الى صحيفة “الخليج”، الى ان خيبة الأمل المريرة التي سيتجرعها مناصرو السياسيين اللبنانيين عند إعلان التسوية، إذ يرجح أن يشعروا بفداحة براءتهم السياسية، خصوصاً أنهم لن يتمكنوا من التأكد إلا من أمر واحد هو أن التسوية أسقطت مفاعيل عمل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، مقابل أن ما نادوا به وهو كشف الحقيقة فإنهم لن يتوصلوا إليه، لكن خطورته لن تزول بسرعة إذ إن ما أشيع عن عمل قضاة هذه المحكمة والنتائج التي توصلت إليها لجنة التحقيق الدولية وفّر بذوراً كافية لتسميم عقول اللبنانيين بزرع الشك في رؤوسهم ما يجب التحذير منه خصوصاً إذا ما حاولت الدول الكبرى العمل على استثماره في المستقبل غير البعيد .

ولم يستبعد أن تعمل “دولتا التسوية” على احتواء هذه الآثار السياسية سواء بطمأنة بعض السياسيين اللبنانيين بعدم تغييبهم ولو تغيب بعضهم بفعل سقوط رهانهم، لكن الأهم من كل ذلك أن وحدة اللبنانيين ستعود إلى التوهج بإزالة عوامل الفتنة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

iPublish Development - Top Development Company in Lebanon
زر الذهاب إلى الأعلى