الأخبار اللبنانية

سقوط مبادرة الرئيس بري ماذا تعني

عمر عبد القادر غندور

كثر الحديث في الاربع والعشرين ساعة الماضية عن دفن مبادرة الرئيس بري للتقريب بين القصر الجمهوري وبيت المستقبل.
الرئيس بري الذي أحجم على مدى الشهور الماضية عن القيام بأي وساطة، ما كان ليقدم على طرح مبادرته الاخيرة لو لم يكن متأكدا من نجاحها، الا ان المشاورات التي اجريت على مدى اسبوع لم تسفر عن ايجابيات رغم كثرة الصلوات!!
وما كانت الصلوات لتُستجاب اذا كان اصحابها يضمرون شيئا ويعلنون شيئا آخر !!
في اعتقادنا ان رئيس الجمهورية لم يخسر المزيد من فشل مبادرة رئيس مجلس النواب، بينما خسر الرئيس المكلف بعضاً من مودة صديقه الرئيس بري الذي يعيد النظر الان في اولوياته. وقد يقول قائل ان الرئيس بري كان يدرك مسبقا ان مصير مبادرته لن يكتب لها النجاح، وانما اراد من طرح مبادرته ليقول “اللهم اني بلّغت”
وليبقى الرئيس عون محصنا بالمرجعية الروحية المارونية في بكركي التي ترفض رفضا قاطعا المسّ بالموقع الماروني الاول، اضافة الى اغلبية نيابية.
ويبقى الرئيس المكلف ممسكا بمرسوم التكليف مدعوما بما يسمى “رؤساء الوزراء السابقون” ولتبقى عقدة التكليف تؤرق من تورط فيها .
ويستمر الوضع الحكومي في مستنقع المكائد السياسية ليس بسبب عوامل خارجية وخاصة بعد ان فشل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في اسقاط الفيتو عن الرئيس المكلف في السعودية التي تدير ظهرها لجميع الاطراف، وتكتفي الولايات المتحدة بالتحذير من عدم اجراء الانتخابات وهذا مؤشر واضح وصريح، ولعل الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون بات من اكثر المتشددين مع الساسة اللبنانيين.
ويبقى الشعب اللبناني في عين العاصفة يكتوي بنار ازماته على كل صعيد ولا ندري الى متى يستمر الوضع البالغ السوء في منطقة تشهد تحولات كبرى كمفاوضات فيينا حول الملف النووي الايراني، وتحول فصائل المقاومة الفلسطينية الى لاعبين اساسيين وسقوط حل الدولتين، والتقارب السعودي السوري ونقل خطاب الرئيس بشار الاسد مع تجديد انتخابه عبر قناة “الحدث” السعودية.
كل هذه التحولات لا يمكن ان يبقى لبنان بعيدا عنها وهو في خاصرة الدولة السورية.

رئيس اللقاء الاسلامي الوحدوي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى