المقالات

سلسلة ” شعب متعوب عليه”بقلم: نهى خليل السعيدي

توقفنا في المقال السابق عند مفهوم “ابني للثورة”، فمن وجهة نظره يجب أن تكون باختصار على غرار الثورة الفرنسية، وهكذا تكون الثورات. حاولت إقناعه أنّنا شهدنا حرباً ضروساً من قبل، ولعلّ الشعب لا يريد هكذا ثورة، حتّى لا تكون هناك حجة لحرب شعواء قد تعرف متى تبدأ، ولكنك لن تعرف متى وكيف ستنتهي.
لم يقتنع ابني مني، وكان مُقتنعاً أنّ الشّعوب العربية الأخرى ثوراتها هي الأصح.

هنا اضطررت أن أغوص أكثر مع ابني في تفسير الثورات عموما والعربية خصوصا.
من منظوري للثورات، أرى أنها تولد عمياء، لا ترى عن بعد؛ حتى الثورة الفرنسية نفسها. والدليل على ذلك: كم تغيّر حكام منذ اندلاعها؟ وكم حكم أناس فاسدون خلالها؟ ومنهم نابليون الذي حاول إعادة -من عقدة نقص لديه- ليس فقط الملكية بل الامبراطورية، ونصَّب نفسه امبراطوراً لفرنسا.
أكرّر أنّ الثورات عموما تولد عمياء، يثور الناس لسبب ما، ولعلّ أبرز هذه الأسباب تكون لقمة العيش والفقر. ولكن ماذا سينتج بعد ذلك؟
ماذا يحدث بعد أن يثور الناس؟ ستصبح البلاد في حالة من الفوضى العارمة، ويبدأ الجميع بنهش ما يستطيع في طريقه، ولا يرتدع لا لقانون ولا لأمن ولا لحضارة. وهذه الفترة هي فترة ضياع عارم بين الحق والباطل، بين القانون والفوضى، وبين العلم والجهل..
لكثرة الضغط الفائت الذي ولد الانفجار، لم تكن شظايا الانفجارمحصورة بالحاكم وبطانته، بل طالت الجميع في أرجاء البلاد كافة، لأنها بكل بساطة كرست الفوضى……. يتبع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى