قصص وعبر

الجار للجار *عزام حدبا

  • مرحبا يا جار.. من فضلك أريد هذا الدواء.. قال سمير وهو يعطي الصيدلي الروشتة بعيون قلقة
    نظر زياد في الروشتة نظرة سريعة ثم أعادها لسمير وقال
  • آسف يا جار.. هذا الدواء مقطوع
    ضرب سمير يده على رأسه وقال:
  • أمي تحتاجه جدا.. وقالت لي جارنا زياد لن يخيبنا فهي تعزك جدا..
  • وأنا أعزها أيضا لكن ما باليد حيلة يا جار.. قال الصيدلي.. لكني سأحاول تأمينه لك غدا.. اتصل بي..
  • شكرا.. قال سمير وانصرف منكس الرأس..
  • تكرم يا جار.. واجبنا.. الجار للجار..
    بعد انصرافه اقترب المتدرب من الصيدلي وقال له:
  • سيدي الدواء موجود عندنا.. لم قلت له إنه مقطوع؟؟
  • من الغباء أن أبيعه بهذا السعر وأنا أعرف أن الدولة سترفع الدعم عن الادوية في الأسبوع المقبل.. هل ترضى لي أن اكون غبيا؟؟
  • لكنه بدا لي مهتما بشرائه بأي سعر.. قال المتدرب
  • لا نستطيع أن نتعدى السعر الرسمي.. قال زياد.. إن اشتكى علينا سيختمون الصيدلية بالشمع الأحمر
    مر شهر على هذه الحادثة وصدقت توقعات الصيدلي- الذي لم يلتزم يوما برسالة هذه المهنة- فحقق أرباحا فاحشة من مبيعات الأدوية على السعر الجديد وفي السوق السوداء.. لكن الأزمات لم ترحم هذا البلد فجاءت أزمة شح المحروقات بعد أزمة الأدوية لتغرق البلد في ظلمة كاملة ولتعطل كل مرافق الحياة فيه..
    وفي منتصف الليل استيقظ الصيدلي على صراخ زوجته
  • زياد.. زياد.. ابنك يتنفس بصعوبة..
    ركض الصيدلي الى غرفة ابنه ليراه يعاني من أزمة تنفس..
  • إنه يحتاج للنقل الى المستشفى بأقصى سرعة..
  • سأتصل بالاسعاف أو الصليب الأحمر.. قالت الأم بقلق
  • لا لن يجدي الامر.. يحتاجون لربع الساعة على الأقل للوصول.. سآخذه بالسيارة
  • لقد نفذت السيارة من البنزين اليوم.. قالت الأم بتوتر بالغ
  • أتحدث عن سيارتي..
  • نعم سيارتك.. كنت استعملها كي أقضي حوائج البيت.. سيارتي نفذ منها البنزين منذ شهر.. صرخت الام
  • ماذا!! كيف؟؟ لم لم تخبريني؟؟ صرخ زياد في وجه زوجته..
  • أرجوك لا تضع الحق علي.. أعصابي منهارة.. أخبرتك بالامس ولكنك لم تسمعني.. كنت مشغولا بتجارتك واتصالاتك
  • حسنا سأقوم باتصالاتي لحل الموضوع.. قال الصيدلي وهو يحاول التماسك.. خففي من قلقك..
    اتصل زياد بالكثير من تجار البنزين في السوق السوداء ولكن لم يلبه أحد.. هل نفذ مخزونهم فعلا كما يقولون؟ أم هي خطة لرفع السعر؟ أم يخافون من دورية تقبض عليهم؟؟ لا أحد يعرف.. ولم يكن مع زياد ترف الانتظار، لذا حمل طفله ونزل به الى الشارع ليستقل أول سيارة تاكسي إلى أقرب مستشفى.. لكن للأسف بسبب الأزمة، لم تمر أي سيارة تاكسي وكاد زياد وزوجته ينهارون لولا أن توقفت سيارة خصوصية عندهما لتقلهما..
    صعد زياد قرب السائق دون أن يتبين ملامحه فقد غرقت السيارة في الظلمة نتيجة انقطاع الكهرباء في حين صعدت زوجته مع طفلها في الخلف..
  • لا أعرف كيف أشكرك.. قال زياد وهو يمسح العرق عن جبينه..
  • لا داعي للشكر.. الجار للجار.. قال سمير ثم مسح دمعة نفرت من عينه.. والمرحومة والدتي كانت تعزك..
  • قصة من وحي هذا المنشور الذي وصلني اليوم: صاحب السوبرماركت يلي خبا المواد المدعومة حتى يربح أكتر، رجع شرب من نفس الكاس، واضطر يشتري لابنه حليب من السوق السودا بأضعاف حقه لان الصيدلي احتكر الحليب… والصيدلي رجع دفع تمن تنكة البنزين يلي حقها ٧٠ الف، ٥٠٠ ألف لأن في مين محتكر البنزين وعما يبيعه بالغالونات… وبياع الغالونات هلأ وقت تخلص جرة الغاز عنده بدو يشتريها بأضعاف حقها من السوق السودا لأن في تاجر غاز محتكر. وبكرا تاجر الغاز بدو يعاني من سوق سودا للخبز… وهكذا دواليك… ظلم بيجر ظلم برافو عليكم بعد احتكرواا لتجي اخرتكم ان شاء الله
    منقول

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى