المقالات

” الصوت التفضيلي للمرأة لخير الرجل والمرأة!”

إيمان درنيقة الكمالي
أستاذة جامعيّة
رئيسة مركز إيليت للثقافة والتعليم

كما تقوم العائلة على عموديها الاساسيين الرجل والمرأة ، يحتاج الوطن الى كلا العنصرين- الرجال والنساء – للنهوض وتحقيق الديموقراطية الحقّة .

لماذا المرأة في السياسة؟
لم يعد هذا السؤل ليطرح نفسه على أحد في ظلّ الاعتراف المتزايد بقدرات ومهارات ومواهب المرأة القيادية، وبعد ان اثبتت الدراسات أنه لا توجد أداة للتنمية الوطنية أكثر فعالية من المشاركة السياسية للمرأة.

فالنساء ، حسب دراسة صدرت في 11 آب 2014 عن جامعة Washington الأميركية، متميّزات في مجال الابتكار والتعاون داخل المجموعات ، ووجودهن في الحكم ، كما ورد في كتاب
‏Gender and Corruption لـ Anand Swamy، Stephen Knack، Young Lee و Omar Azfar يخفف من الفساد في الدولة ، ويساعد على تحقيق سلام دائم و بناء ديموقراطيات شفافة وشاملة ومستجيبة وقوية ونابضة بالحياة، حسب ما أكّدت مادلين أولبرايت ، رئيسة المعهد الديمقراطي الوطني. فليس هناك أي سياسة قادرة على الاستجابة لاحتياجات المواطنين اكثر من وجود المرأة في السلطة، وليس هناك اي سياسة تحقق الانتاجية الاقتصادية أكثر من وجود المرأة في السياسة، و ليس هناك أي سياسة تعطي الأولوية لمؤشرات الصحة والتعليم وغيرها من مؤشرات التنمية الرئيسية وتؤمن بذلك مستقبلا مستداما أكثر من وجود المرأة في السياسة.

وهذه المكاسب هي الّتي دفعت العديد من البرلمانات على مستوى العالم الى رفع معدل تمثيل المرأة في البرلمان ، المعدل الذي تقدم من 11.8 في المائة في عام 1998 ليصل إلى 23.5 في المائة في عام 2018.
بينما بقي لبنان، في عام 2018 ، في المرتبة 147 من اصل 149 دولة وفقًا لمؤشر الفجوة بين الجنسين العالمي ، مع أحد أدنى معدلات المشاركة السياسية للمرأة في المنطقة، بوجود أقل من 5 في المائة من إجمالي المقاعد البرلمانية البالغ عددها 128 من النساء.

أعزائي ،

لبنان اليوم في حالة ” العناية الفائقة” وهو بحاجة الى قوة وطاقة هائلة لتنتشله من واقعه الكارثي والمتدهور . لبنان بحاجةالى تضافر كل الجهود.

نحن ندعوكم الى انتخاب امرأة واعطائها صوتكم التفضيلي، ليس لأنّنا نعتقد أنّها أقوى من الرجل أو أجدر منه، قطعا لا؛ بل لأنّنا متأكدون أنها مختلفة عن الرجل ، وأنّ وجودهما معا جنبا إلى جنب في المجلس النيابي سيحقق صحّة التمثيل من جهة ، وسيكون أغنى وأكثر ديبلوماسية وقدرة على حل المشاكل المستعصية التى استفحلت بنا، من جهة ثانية.

صوِّتوا للمرأة ، وليس لأيّة امرأة؛ بل للمرأة التي لمعت كالشهب وسط هذا الظلام الدّامس ، واستطاعت أنْ تكسب ثقتكم بقدراتها وكفاءتها ووطنيتها.

انتخبوا هذه المرأة، إنْ وجدت، واعطوها صوتكم التفضيلي دون تردد!!

أ يّتها الطرابلسيات،
إنّني ادعو كل واحدة منكن -وأنا مؤمنة تماما أنّكن بلغتنَّ اليوم مستوىً متقدّما من الوعي الفكري- الى انتخاب امرأ ة ، وذلك لأنّ انتخاب المرأة هو عامل اساسي في النهوض بالوطن، ليس فقط من ناحية ضرورة الاهتمام الانساني بالخير العام والمساواة، ولكن أيضا لضرورة استثمار الموارد البشرية المتوفرة الى أقصى حد ممكن.

أيّها الطرابلسيون،
انتخبوا امرأة ، واعلموا أنّ انتخاب امرأة لن يحرر النساء فقط بل سيحرر الرجال ايضا من عبودية المال والعنف والحرب… أنصفوها وانصفوا أنفسكم معها ، فالنساء لسن “مواطنات من الدّرجة الثانية”، وقلوبهن كقلوبكم تصدّعت من أحوال المجتمع الفاسد. ليكن صوتكم التفضيلي للمرأة، فالمرأة عانت لفترة طويلة من استبعادها عن العمل السياسي، فما كانت العواقب؟

المرأة الطرابلسية اليوم تحاول بجرأة “كسر السقف الزجاجي السياسي” ، في ظل قانون لم يحرمها من حق الترشح ، ولكنّه في الوقت عينه لم يضمن لها نسبة محدّدة تساعدها على اختراق هذا العالم الذكوري!

ليكن صوتكم التفضيلي للمرأة
لان ذلك سيكون لصالح الجميع، لصالح الرجل ولصالح المرأة؛ بل إنّه سيكون، في الدرجة الاولى، لصالح الوطن !!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى