المقالات

تشكيل الحكومة هو المدخل لوقف الإنهيار \ كتب: عبدالله خالد

جاء صدور مراسيم تشكيل حكومة الرئيس ميقاتي لينقل البلاد من مرحلة حكومة تصريف الأعمال التي استمرت ثلاثة عشر عاما إلى مرحلة حكومة فاعلة تملك سلطة اتخاذ القرار ووضعه موضع التنفيذ. وبدأ السؤال يتردد على لسان المواطن اللبناني الذي فقد الثقة بدولته وشبكتها الحاكمة المستندة إلى اقتصاد ريعي لا مكان فيه للإقتصاد المنتج: ترى هل نشهد تغييرا حقيقيا وجادا أم نستمر في إطلاق الوعود التي لا تأخذ طريقها للتنفيذ علما أن طموحات اللبنانيين أصبحت متواضعة بعد أن شاهدوا بالعين المجردة في الفترة الأخيرة بدء تنفيذ خطة واضحة المعالم للوصول إلى انحلال الدولة وامتدادا وحدة المجتمع والدخول في مرحلة الفوضى الإجتماعية تفسح في المجال لظهور الكانتونات واشكال من الإدارة المحلية والأمنية كمدخل لفرض الفدرلة وجاء الحصار وفرض العقوبات الإقتصادية بموجب قانون قيصر كمدخل لحرب مالية لإجبار اللبنانيين على الرضوخ للإرادة الخارجية تلازمت مع محاولة رعاية مؤسسات المجتمع المدني كبديل للشبكة التي شاخت.
ضمن هذا المناخ اتخذ قرار بدء مسار معاكس لكسر العقوبات وابداء الإستعداد لتقديم البديل. ومع بدء ظهور ملامح هذا البديل سارعت الإدارة الأمريكية لبلورة طروحات أخرى على لسان السفيرة الأميركية في بيروت توجت بتجميد الحصار والإفراج عن تشكيل الحكومة التي كانوا يزعمون أن المقاومة هي التي تعيقها وهكذا زالت كل العقد بما فيها تمثيل المقاومة في الحكومة. وسيبدأ الإثنين وضع مسودة البيان الوزاري وامتدادا الخطة الإقتصادية التي كشف الرئيس الميقاتي عناوينها الأساسية التي ستبدأ بتنفيذها بعد نيل ثقة المجلس النيابي لبدء عملية وقف الإنهيار وتحويله إلى فرصة لبدء مسيرة الإنقاذ التي تبدأ بوقف استمرار المزيد من الإنهيار.
والواقع أن مجرد اعتماد خطة اقتصادية قابلة للتنفيذ تشكل بداية متواضعة لمسيرة طويلة وشاقة تحتاج إلى صبر وإرادة وتصميم على الخروج من النفق الذي نعيش في قعره ويحتاج إلى عملية فرز جادة تبتعد عن نظرية كلن يعني كلن وتفرق بين بعض القوى الحاكمة وبين القوى المرتبطة بالإنجي أوز وتسعى لإستعادة وتعزيز دور دولة الرعاية على دور دولة المزرعة والريع والإهتمام بتعزيز دور الإقتصاد المنتج الذي يقدم قيمة مضافة للإقتصاد الوطني كمدخل للخروج من نفق الإنهيار الذي نعيشه اليوم.
إنها مسيرة طويلة كتب علينا أن نخوض غمارها مهما بلغت التضحيات وتتطلب وحدة الإرادة والموقف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى